رُغم تضييقات الاحتلال

مئات الفلسطينيين يعمرون الأقصى ويُنعشون أسواق البلدة القديمة

القدس المحتلة - خاص صفا

يُصر أهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل على إعمار المسجد الأقصى المبارك، والمشاركة في فعاليات معسكر "القدس أولًا"، رُغم إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وسياساته المستمرة في التضييق على الوافدين إليه.

وانطلقت يوم السبت، فعاليات معسكر "القدس أولًا" الرابع عشر، لتنظيف ساحات ومرافق المسجد الأقصى ومحيطه، استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك.

وبالتزامن مع انطلاق تلك الفعاليات، أوقفت شرطة الاحتلال، الفلسطينيين الوافدين إلى الأقصى، ودققت في هوياتهم الشخصية عند باب الأسباط، وحاولت عرقلة عمل المتطوعين الذين يعملون في ساحة المصلى المرواني بالمسجد.

وتشهد باحات ومصليات المسجد الأقصى تواجدًا ملحوظًا للأطفال والنساء والرجال الذين انتشروا داخله لتنظيفه، والمشاركة في الورشات الفنية والثقافية.

انتماء للأقصى

رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ صفوت فريج يقول إن جمعية الأقصى التابعة للحركة تُنظم منذ أكثر من 14 عامًا معسكر "القدس أولًا"، لتجهيز المسجد الأقصى لاستقبال الشهر الفضيل.

ويوضح فريج في حديث لوكالة "صفا"، أن ما يقارب من 200 حافلة من الداخل الفلسطيني حضرت من كل قرية ومدينة إلى مدينة القدس المحتلة، للمشاركة في الفعاليات المتنوعة لهذا اليوم، والذي يشكل عرسًا ومهرجانًا كبيرًا تشارك فيه كل العائلة الفلسطينية.

وتتضمن الفعاليات تنظيف مصليات وأروقة الأقصى، وتنظيم فعاليات ثقافية وترفيهية للأطفال، وورشات عمل، بالإضافة إلى تقديم مساعدات لمؤسسات تعليمية وصحية، وغير ذلك.

ويبين فريج أن هذا المعسكر يهدف إلى تعزيز الانتماء للمدينة المقدسة والمسجد الأقصى، حيث ركزنا هذا العام على الجانب الثقافي، وأحيينا مصاطب العلم كي يتم تناول مواضيع لها علاقة بقدسية وتاريخ هذا المكان المقدس، بالإضافة إلى تنظيم فقرات فنية ورسومات للأطفال.

ويضيف "نحن نغرس في قلوب أبناءنا وأحفادنا حب هذا المكان، وهذا لا يقل أهمية عن كل الأمور الأخرى المتعلقة بالأقصى، لأن العديد من الأطفال لا يُدركون معاني الصراع مع الاحتلال وأبعاده، ونحن نريد أن نجعل من ذلك محطة أساسية ومركزية في صياغة الشخصية الفلسطينية بالداخل المحتل".

ويؤكد فريج أن هناك إصرار فلسطيني على إعمار الأقصى، وتنظيف باحاته، رغم تضييقات الاحتلال المستمرة على الفلسطينيين الوافدين إليه.

ويتابع "نقول لحكومة الاحتلال التي تتحدث عن شهر رمضان وتخوفها من اندلاع أحداث كبيرة فيه، وأن هناك تهديد للمنطقة، بأن رمضان شهر عبادة، وما يُهدد أمن واستقرار هذه المنطقة هو قواتها وقطعان المستوطنين".

ويضيف "نحن نأتي إلى المسجد الأقصى بأعداد كبيرة لإعماره في شهر رمضان، ونحن من يتم الاعتداء على مقدساتنا وأوقافنا وأطفالنا ونساءنا ورجالنا، لذلك يجب على سلطات الاحتلال أن تكف يدها واعتداءاتها عن هذا المسجد المبارك، ومرابطيه ورواده".

ويوضح أن معسكر "القدس أولًا" يأتي تتويجًا للفعاليات والورشات التي تنفذها جمعية الأقصى، بما فيها إقامة مصلى في مستشفى "عين كارم" الذي يؤمه آلاف المقدسيين والفلسطينيين، والطواقم الطبية، ونحن بصدد افتتاحه خلال الأيام القادمة.

ويلفت إلى أنه تم افتتاح مطبخ كبير في بلدة سلوان، وجرى تسليمه لنساء مقدسيات للعمل فيه خلال الشهر الفضيل، وتقديم وجبات الطعام لأهالي البلدة.

ويدعو فريج، أهالي الداخل المحتل كافة للرباط بالمسجد الأقصى وإعماره بأعداد كبيرة خلال الشهر الفضيل، بهدف مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة به.

انتعاش اقتصادي

وتشهد أسواق البلدة القديمة في القدس المحتلة والمحال التجارية في محيط الأقصى حركة تجارية نشطة، وانتعاشًا اقتصاديًا، مع اقتراب شهر رمضان، وتوافد المصلين إلى المسجد المبارك.

وبهذا الصدد، يقول لئيس لجنة تجار القدس حجازي الرشق إن أسواق البلدة القديمة تشهد حركة تجارية نشطة، تحضيرًا لشهر رمضان، رُغم الظروف الصعبة التي يعانيها التجار المقدسيون، بفعل إجراءات الاحتلال المتواصلة بحقهم.

ويوضح الرشق، في حديثه لوكالة "صفا"، أن توافد أهالي الداخل المحتل للقدس والأقصى اليوم، من أجل المشاركة في فعاليات معسكر القدس يُساهم في إنعاش البلدة القديمة وحركة الشراء من تجارها.

ويشير إلى أن هناك نحو 352 محلًا تجاريًا أغلقتها سلطات الاحتلال في البلدة القديمة، مما فاقم معاناة التجار، الذين ما زالوا يعانون من الضرائب والمخالفات الباهظة والمداهمات المستمرة، وعدم وصول القوة الشرائية إلى البلدة القديمة.

ققق.PNG

ثقث.PNG

ثثثث.PNG

م ت/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة