قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) رئيس مكتب العلاقات الدولية فيها موسى أبو مرزوق، يوم السبت، إن لقاء شرم الشيخ الأمني، المقرر عقده غدًا، يهدف إلى إخماد المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة، داعيًا السلطة إلى "الالتفات إلى شعبنا، وعدم التعويل على الأمريكيين والإسرائيليين".
وأضاف أبو مرزوق، في حوار خاص مع وكالة "صفا"، "هذه اللقاءات هدفها محاربة مقاومة شعبنا والعمل على إخمادها في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية".
ومن المقرر أن يُعقد غدًا الأحد 19 مارس/ آذار اجتماع في شرم الشيخ المصرية بمشاركة ممثلين عن السلطة والاحتلال والولايات المتحدة والأردن ومصر؛ لتقييم التقدّم في تطبيق نتائج اجتماع العقبة الأمني الخماسي الذي جرى بالأردن في 26 فبراير/ شباط الماضي.
وتُشارك السلطة في الاجتماع رغم رفض القوى الوطنية والإسلامية له، بما فيها فصائل منضوية تحت إطار منظمة التحرير.
وفي سياق آخر، ذكر أبو مرزوق أن ما يميز زيارة وفد حماس حاليًا إلى موسكو عن غيرها من الزيارات "أنها تأتي في ظل تغيرات كبيرة في العالم والمنطقة وبما تحمله من انعكاسات على القضية".
وأوضح أن وفد حماس ناقش مع المسؤولين في روسيا عديد القضايا، أهمها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، والأوضاع في مدينة القدس، والضفة الغربية، والأسرى، وشعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948، وحصار قطاع غزة.
والتقى أبو مرزوق وكل من عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، وممثل حماس لدى موسكو، أمس، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في موسكو.
وبشأن علاقات حماس الخارجية، بيّن أبو مرزوق أن الحركة تمارس علاقاتها الدولية وفق رؤية تحرر لا رؤية دولة".
وقال: "وبالتالي نركز في علاقاتنا ولا نتوسع، ونبحث عن الدول التي ستعود العلاقة بها نفعًا على القضية وعلى الحركة".
وأشار إلى وجود "عدّة اختراقات في العلاقات مع عدة أطراف مؤخرًا، لكن نحافظ على بقائها بعيدة عن الإعلام لتبقى بعيدة عن الضغوط الإسرائيلية والأمريكية".
وفي موضوع التقارب السعودي الإيراني، أكد أبو مرزوق أن "ما يهمنا أن ينعكس إيجابًا على الإقليم وعلى الدول ذاتها (..) حتى ولو لم ينعكس على الحركة بشكل مباشر".
ولفت إلى أن حماس تستغل علاقاتها الدولية "لتوضيح وجهة نظر الشعب الفلسطيني، وتفنيد الدعاية الإسرائيلية، ودفع القوى السياسية على مختلف توجهاتها إما للحد من دعمها للعدو الإسرائيلي أو تحييدها أو انزياحها لصالح دعم شعبنا".
نص الحوار مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق:
* كيف تنظر حركة حماس إلى اللقاء الإقليمي في شرم الشيخ غدًا الأحد، والذي يأتي امتدادًا للقاء العقبة؟
هذا لقاء مرفوض جملة وتفصيلًا، وندعو السلطة الفلسطينية لأن تقاطعه، وأن تلتفت لشعبنا وتعول عليه ولا تعول على الأمريكان والإسرائيليين، وهذه اللقاءات هدفها محاربة مقاومة شعبنا والعمل على إخمادها في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية.
وهي تخدم أمريكا وسياساتها في المنطقة بالدرجة الأولى حيث أن سياسة أمريكا خفض التصعيد وإنهاء التوتر في المنطقة لصالح سياستها في جنوب شرق آسيا وفي حرب أوكرانيا، ومؤتمر العقبة كان لنفس السبب وزيارة وزير خارجية الولايات المتحدة للمنطقة لنفس السبب.
ونحن ضد هذه اللقاءات مع حيث المبدأ، ومن حيث الشكل والتوقيت ولقد أصبح الإسرائيلي جزء من المؤتمرات الإقليمية ولم نعد نرى الاتحادات والروابط الإقليمية العربية للأسف الشديد، وهذه اللقاءات في نفس الوقت مضيعة للوقت والجهد، ومؤامرة على شعبنا.
* زيارتكم الحالية إلى موسكو.. في أي سياق تأتي، وما أهدافها؟
نحن على اتصال مستمر مع الأصدقاء الروس للتشاور والنقاش في عدّة ملفات، وزيارتنا إلى روسيا روتينية إلا أن ما يميز هذه الزيارة عن غيرها في أنها تأتي في ظل تغيرات كبيرة في العالم والمنطقة وبما تحمله من انعكاسات على القضية.
ناقشنا مع الأصدقاء الروس عدّة قضايا أهمها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والتي هي في الحقيقة لم تختلف عن سابقتها فيما يتعلق بالصراع العربي-الإسرائيلي إلا أن المختلف هو طريقة تعاطيها بالنسبة للملفات والقوانين، وتغيرت لصالح الوضوح والأيديولوجيا والميل نحو حسم الصراع من وجهة نظرهم، ولهذا يمارسون الجرائم ويتباهون بها، وكذلك الأوضاع في مدينة القدس، والضفة الغربية والأسرى، وشعبنا في الأراضي الـ48 وحصار قطاع غزة.
إن التغيير الذي حصل في العالم وانعكس على منطقتنا كان لروسيا العامل الأفعل والمحرك الأساس بقرارهم العملية العسكرية في أوكرانيا ولذلك لابد من التشاور المستمر مع روسيا كلاعب أساسي في المنطقة والعالم.
* هل نرى علاقات لحركة حماس قريبًا مع دول أخرى؟
نحن نمارس علاقاتنا الدولية وفق رؤية حركة تحرر لا رؤية دولة، وبالتالي نركز في علاقاتنا ولا نتوسع، ونبحث عن الدول التي ستعود العلاقة بها نفعًا على القضية وعلى الحركة، ونحن في حركة عمل دؤوبة، وهناك شبكة من العلاقات في المحيط العربي والإسلامي، وكذلك في المحيط الخارجي سواء في أمريكا اللاتينية أو أفريقيا أو أوروبا، وهناك عدّة اختراقات في العلاقات مع عدة أطراف مؤخرًا لكن نحافظ على بقائها بعيدة عن الإعلام لتبقى بعيدة عن الضغوط الإسرائيلية والأمريكية.
* التقارب الإيراني السعودي الذي رحبت به حماس، هل ينعكس إيجابًا على علاقة الحركة بالإقليم؟
نحن نرحب بالاتفاق السعودي-الإيراني ونرحب بأي تسوية بين القوى داخل منطقتنا، وهذا لصالح الهدوء والاستقرار فيها ولصالح الشعوب التي أنهكتها النزاعات، ونحن يهمنا أن تنعكس إيجابًا على الإقليم وعلى الدول ذاتها والتي ضاعت مواردها في الحرب والنزاعات وليس في التنمية ورفع مستوى معيشة شعوبنا، وحتى ولو لم تنعكس على الحركة بشكل مباشر، لأن الإسرائيلي يريد تفتيت المنطقة وإحداث صراعات بين قواها لتبقى هي المهيمنة والمسيطرة في المنطقة.
وبالمناسبة هذا الاتفاق الذي نباركه سيكون له انعكاس مباشر على اليمن ولبنان والخليج عمومًا وكذلك سوريا، ولقد وصل الحال بنا نحن العرب لأن نهلك أنفسنا بأنفسنا وأصبحنا في ذيل القافلة وما ذلك إلا لغياب الاستقرار والحرب بيننا ومؤامرات الصهاينة والغرب علينا.
* ماذا عن استغلال علاقات حماس الدولية لتجريم وفضح انتهاكات حكومة الاحتلال المتطرفة بحق الشعب الفلسطيني؟
جرائم الاحتلال الإسرائيلي هي العنوان الثابت في جميع لقاءاتنا السياسية لتوضيح وجهة نظر الشعب الفلسطيني، وتفنيد الدعاية الإسرائيلية، ودفع القوى السياسية على مختلف توجهاتها إما للحد من دعمها للعدو الإسرائيلي أو تحييدها أو انزياحها لصالح دعم شعبنا، وهذا لا ينسحب على العلاقة مع الدول من الناحية الرسمية وإنما العمل مع المكونات والقوى الحية داخل تلك البلدان، والعمل في إطار المؤسسات الدولية والمساهمة في ملاحقة الجرائم الإسرائيلية، إضافة إلى رفع بلاغات وقضايا حول هذه الجرائم سواء في المحاكم الوطنية لبعض البلدان أو في غيرها من المحاكم الدولية والإقليمية مثل محكمة الجنايات الدولية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.