قال رئيس مركز القدس الدولي، والخبير في الشأن المقدسي حسن خاطر، يوم الثلاثاء، إن تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسيين يأتي ضمن مخطط ممنهج وغير مسبوق أعدته حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة مسبقًا.
وأوضح خاطر، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن هذه الاعتداءات تشكل ترجمة فعلية لأجندات وسياسات محددة وواضحة وضعتها حكومة الاحتلال، بهدف استهداف المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك حتى خلال شهر رمضان المبارك.
وأشار إلى أن الأسابيع الماضية شهدت تحريضًا كبيرًا من قبل المستوطنين وقادة اليمين المتطرف، أمثال "إيتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش"، وكذلك مطالبات بالتحرك والتواجد الأمني بشكل مكثف في مدينة القدس والمسجد الأقصى خلال رمضان.
وأضاف أن هذه الإجراءات الإسرائيلية تشكل نوعًا من العدوان المباشر والمنظم على المسجد الأقصى، والتي قد تتصاعد وتيرتها خلال الشهر الفضيل، خاصة أن هناك مؤشرات تُدلل على ذلك، بما فيها تشكيل وحدة من المستعربين تابعة لشرطة الاحتلال للعمل في البلدة القديمة والأقصى.
وبين أن هؤلاء المستعربين يرتكبون جرائم خارج إطار القانون، ويتم اختيارهم وتوجيههم نحو البلدة القديمة والأقصى لتنفيذ مهام إجرامية وعدوانية خارجة عن كل القوانين، فهم يريدون إثارة الأحداث بشكل كبير، لصرف الأنظار عما يجري في الشارع الإسرائيلي.
وقبل عدة أيام، أعلنت سلطات الاحتلال عن تشكيل سرية احتياط خاصة للخدمة في "وحدة المستعربين" التابعة للشرطة بالقدس المحتلة، مهمتها مواجهة المقدسيين خلال أي مواجهات قد تشهدها المدينة في شهر رمضان.
عمل منظم
ولفت الخبير في الشأن المقدسي، إلى أن هناك تصاعد بالمظاهرات التي يشهدها الشارع الإسرائيلي، رفضًا لسياسة الحكومة المتطرفة، لذلك فإن "قادة الاحتلال يُخططون لجعل شهر رمضان المتنفس للخروج من هذه الأزمة الداخلية".
ويرى أن حكومة الاحتلال تريد تحويل ثقل الأحداث إلى المدينة المقدسة والداخل المحتل، والشارع الفلسطيني، للخروج من مأزقها السياسي، وهناك مؤشرات كثيرة تشير إلى أن الأمور ذاهبة نحو مزيد من التصعيد.
وتابع خاطر أن "ما يجري في القدس من اعتداءات وإجراءات احتلالية مع اقتراب الشهر الفضيل ليس عبثًا، بل عمل منظم ومخطط له أهداف سياسية واضحة وأدواته جماعات المستوطنين التي تحاول تأجيج الأوضاع في المدينة المقدسة خلال رمضان".
وأكد أن الجماعات المتطرفة لن تنجح في تنفيذ اقتحاماتها للمسجد الأقصى خلال رمضان بالشكل الذي تُخطط له، لأن المسجد سيكون عامرًا بالمصلين والمرابطين، وهي تخشى المواجهة المباشرة معهم.
لكنه توقع أن يفتعل المتطرفون أحداثًا ويمارسون طقوسهم وصلواتهم التلمودية عند أبواب الأقصى وفي منطقة القصور الأموية وغيرها، وربما ارتكاب جرائم، للفت الأنظار وإثبات قدرتهم على تحقيق ما يُخططون له بشأن الأقصى خلال الشهر الفضيل.
وحذر خاطر من خطورة تصاعد الأوضاع، ومخططات الاحتلال والمستوطنين بشأن الأقصى، داعيًا الفلسطينيين إلى ضرورة الحذر الشديد خلال الشهر المبارك، وتوقع حدوث أي شيء، لأن هؤلاء المتطرفين عبارة عن عصابات مسلحة ومنظمة تسعى لتفجير الأوضاع ودفع الأمور نحو الهاوية.
وتساءل "لماذا يُصر المستوطنون المتطرفون على تحويل شهر العبادة والصوم للمسلمين إلى شهر حرب ومواجهات كما يخططون؟".
وأكد الخبير المقدسي، أن المطلوب فلسطينيًا التصدي لهذه المخططات والسياسات الاحتلالية، والتي تستهدف مقدساتنا ووجودنا وحياتنا.
وتشن قوات الاحتلال هجمة شرسة على مدينة القدس، تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وتمثلت بالاعتقالات والمداهمات وعمليات التنكيل بالشبان والفتية المقدسيين، وقرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى، ناهيك عن عمليات الهدم وتشريد السكان.
وحذّرت المؤسسات العاملة للقدس والأقصى من هجمة إسرائيلية شرسة ضد المسجد الأقصى في شهر رمضان، ما سيؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء وارتقاء الشهداء في صفوف أبناء شعبنا.
ويتزامن "عيد الفصح" اليهودي هذا العام، مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان، وهناك دعوات استيطانية متطرفة لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال هذا العيد، الأمر الذي ينذر بانفجار الأوضاع في المدينة المقدسة.