نظمت فصائل العمل الوطني والإسلامي في قطاع غزة، يوم الإثنين، بالتعاون مع مؤسسات الجرحى مهرجانًا وطنيًّا إحياءً لليوم الوطني للجريح الفلسطيني، والتضامن مع الجرحى الأسرى في سجون الاحتلال.
وشارك بالفعالية ممثلون عن الفصائل وأهالي الجرحى والأسرى والشهداء، وشخصيات اعتبارية ووطنية، وجرحى ممن بترت أطرافهم، حاملين لافتات تدعو لتعزيز صمودهم، وإعادة الرواتب المقطوعة للجرحى.
وقال عضو اللجنة المركزية لحزب "فدا" عامر الجعب في كلمة ممثلة عن الفصائل، "نلتقي اليوم لنحي معًا في يوم الجريح الفلسطيني والذي يوافق 13 من مارس لكل عام؛ حيث يمثل يومًا وطنيًّا للجريح الفلسطيني.
وأوضح الجعب، وفق متابعة وكالة "صفا"، أن أعداد الجرحى الذين يصابون برصاص الاحتلال تتزايد بفعل سياسة القتل والإجرام الإسرائيلي، حيث وصلت إلى ذروتها، وخلفت عشرات الآلاف من الجرحى الفلسطينيين.
وذكر أن المجتمع الدولي بمؤسساته الحقوقية والإنسانية ومحكمة الجنايات الدولية يعجزون عن محاسبة أيًّا من مجرمي الحرب من قادة الاحتلال لما اقترفوه من جرائم بحق أبناء شعبنا.
وشدد الجعب على ضرورة تعويض الجرحى عن معاناتهم المستمرة، "فكثيرًا منهم أصيبوا إصابات مستديمة؛ لذلك وجب علينا أن نرعى هؤلاء الابطال، وأن نشعرهم بقيمة تضحياتهم التي قدموها من أجل شعبنا، وأن نجعلهم يعيشوا بكرامة دون انتظار أي معونة من أحد".
وأكد أنه من حق الشهداء والجرحى والأسرى أن نتنازل لهم، وأن نتوحد من أجل القدس وكافة مدننا المحتلة، "فالشهداء توحّدوا في الميدان، والمقاتلون تخلوا عن حزبيتهم من أجل الوطن والشعب".
وأضاف الجعب "من حق الجرحى علينا أن نعمل جاهدين على توفير كل ما يحتاجون أو على الأقل توفير الحد الأدنى من العيش الكريم، وأن نحفظ لهم كرامتهم، وأن نراعي حقوقهم، وأن نتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاههم، ومن حق الأسرى علينا أن نحترم تضحياتهم".
فعاليات وطنية
وأعلن محمد أبو الكاس في كلمة ممثلة عن مؤسسات الجرحى عن انطلاق الفعاليات الوطنية من أجل الجرحى ومنها "حملة الوفاء" والذي يطلقها ملف الجرحى بحركة "حماس".
وأوضح أبو الكاس، وفق متابعة وكالة "صفا"، أن هذه الفعالية ستبدأ عصر اليوم، سيتم خلالها زيارة 5 آلاف جريح في كافة محافظات غزة.
كما أعلن عن انطلاق عدة فعاليات شعبية وإعلامية داعمة ومعززة لصمود الجرحى، قائلاً "عهدًا ألاّ تفتر لنا همّة أو تخبوا لنا همّة ونحن نواصل خدمتكم وتذليل كل الصعاب لكم، فخدمتكم شرف وأمانة".
رسالة الجرحى
وأوضح الجريح بهاء اللحام في كلمة ممثلة عن الجرحى، أن جرحى أبناء شعبنا تتجدد معاناتهم في ذكرى يوم الجريح والتي توافق 13 من كل عام، مشيرًا إلى أن الاحتلال تسبب بنحو 300 ألف جريح منذ بداية احتلاله فلسطين.
وجدد اللحام، وفق متابعة وكالة "صفا"، تأكيد الجرحى على تمسكهم بخيار المقاومة خيارًا أصيلاً للتحرير، واستعادة حقوق شعبنا، ورفضهم لكل مشاريع التسوية والتنسيق الأمني مع الاحتلال.
ودعا المجتمع الدولي بملاحقة الاحتلال وتقديم قادته للمحاكمة على جرائمهم بحقهم وحق شعبنا الفلسطيني، مؤكدًا أن العالم اليوم يمارس ازدواجية بالمعايير في تعاطيه مع القضية الفلسطينية.
وطالب اللحام الجميع لمزيد من الاهتمام بالجرحى من المؤسسات الأهلية والوطنية والرسمية كافة، وتجنب الجرحى تداعيات الانقسام، "ونعلي صوتنا من جديد، إن حقوقنا ومخصصاتنا خط أحمر لا يمكن المساس بها؛ فهناك المئات من الجرحى قطعت رواتبهم بدون أي ذنب اقترفوه".
وطالب السلطة الفلسطينية بالعمل على إعادة جميع المخصصات المالية للجرحى، "فجميعنا ضحّى بدمه؛ فلا يجوز التمييز بين أبناء الشعب الواحد".