غزة - متابعة صفا
رَوَت الأسيرة المحررة سناء الحافي تفاصيل المعاناة التي تعيشها الأسيرات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً أن إدارة سجون الاحتلال تواصل ممارسة أساليب التضييق بحقهن ومنع الزيارة عن أخريات.
وقالت المحررة الحافي، التي اعتقلت 10 أشهر، إن التضييق الإسرائيلي على الأسيرات، البالغ عددهن 29 أسيرة، يتم بشكل يومي، في وقت يتواصل فيه استفزازهن وتفتيش غرفهن بأوقات متأخرة.
جاء ذلك خلال لقاء نظمته وكالة "صفا" بمقرها في غزة، بمشاركة والدتي الأسيرين فهمي وصلاح أبو صلاح، ووالدة الأسير عمر وادي المحكوم بالسجن 18 سنة.
وقال رئيس تحرير وكالة "صفا" محمد أبو قمر إن اللقاء يأتي بشكل دوري بالتعاون مع جمعية واعد للأسرى والمحررين لمناقشة قضايا الأسرى وسبل نصرتهم إعلاميًّا ووطنيًّا.
وأوضح أبو قمر أن اللقاء مهم لأنه يعطي نظرة أكثر قربًا على واقع الأسيرات داخل السجون، ومعاناة أمهات الأسرى في زيارة أبنائهن والعقبات التي تواجههن.
وقالت الأسيرة المحررة الحافي عن تجربة الأسر داخل سجون الاحتلال: "كنا معزولين عن العالم، لا نعرف أخبار ذوينا، وخاصة حين يكون هناك قصف أو عدوان على غزة، فكنا نتدمر نفسيًّا".
وتصف أقسى اللحظات صعوبةً للأسيرات داخل الأسر، حين تصلهن أخبار وفاة أحد أقربائهن، قائلةً "لم أنسَ لحظات وفاة والد أسيرة كان زارها قبل أيام، وكذلك حين تلقيت وفاة زوج أختي، وما كان يخفف عنا مصابنا أننا كنا نواسي بعضنا بشكل مستمر".
وذكرت الحافي أن معاناة الأسيرات تتفاقم داخل السجون خاصةً اللاتي يعانين من أمراض مزمنة وهن 3 أسيرات من بينهن إسراء الجعابيص، حيث يتفاقم وضعهن الصحي في ظل مماطلةٍ متعمدة من إدارة سجن الريمون.
وأضافت "هذه التجربة مررت بها حين حاولت إجراء تحليل طبي، حيث ماطلت إدارة السجون نحو 7 أشهر حتى إجرائه، وإلى اليوم ما زلت أعاني صحيًّا جراء هذا التأخير، وقس ذلك على الأسرى كافة".
ومن اللحظات الصعبة داخل الأسر منع زيارة أهالي أسرى غزة، "فهذه كانت معاناة أخرى كنا نمرّ بها وينغض بها الاحتلال علينا"، كما تقول المحررة الحافي.
وعن استقبال شهر رمضان، أشارت إلى أن الأسيرات كُنّ يتأهبن لاستقبال الشهر الفضيل، بتلاوة القرآن وقيام الليل وعقد مسابقات، لكن الاحتلال يزعجه ذلك، وكان ينغص علينا هذه الطقوس أحيانًا.
وأضافت "كنا نعدّ طعامنا بشكل شخصي، بعيدًا عن الطعام السيء الذي تقدمه إدارات السجون، في وقت أن الاحتلال يقطع عنا الإنارة بشكل متكرر، في محاولة للتضييق علينا، ليشمل أي مناسبات وطنية أو دينية كنّا نقيمها داخل الأسر".
مصير مجهول
وتعبّر والدة الأسيرين أبو صلاح عن قلقها الدائم على نجليها جراء منع الاحتلال زيارتهما في سجن النقب.
وأوضحت أبو صلاح أن تواصلها مع ابنيها يقتصر عبر الهاتف، إذ إن فهمي محكوم بالأسر 22 سنةً، وصلاح 15 سنةً.
وتقول: "تعجز الكلمات عن التعبير عن قلقي على ابنيّ؛ فالوضع خطير ويتطلب تضافر الجهود لنصرتهما".
ولم يختلف قلق والدة الأسير عمر وادي على نجلها المحكوم بالسجن 18 سنةً، إذ إن وضعه الصحي في تدهور مستمر، في وقت تماطل فيه إدارة سجون الاحتلال بعلاجه.
وتقول: "ما زلت ممنوعة من زيارته منذ أن وقع بالأسر قبل 8 سنوات، في وقت أن ولدي اعتقل وهو مصاب ويعاني تهتكًا في الرئة".
من جهته، أكد المتحدث الإعلامي باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين إيهاب بدير أن الأسيرات خط أحمر للمقاومة، موضحًا أن شعبنا لن يترك الأسيرات وحدهن فريسة للاحتلال.
أ ك/ف م