أجمع مختصون في الشأن الفلسطيني أن الضفة المحتلة على "صفيح ساخن"، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك وتزايد اعتداءات المستوطنين، مؤكدين على أن المقاومة في تصاعد مستمر لوجود جيل جديد يتبنى المقاومة كخيار للمواجهة.
وخلال طاولة مستديرة نظمتها وكالة "صفا" بمقرها بغزة السبت، بالتعاون مع مركز الدراسات السياسية والتنموية بحضور شخصيات اعتبارية ومختصين، أوضح رئيس التحرير بالوكالة محمد أبو قمر، أنّ هذا اللقاء ضمن لقاءات دورية تنظمها "صفا" بالتعاون مع مركز الدراسات لبحث التطورات على الساحة الفلسطينية وخاصة مع تصاعد اعتداءات المستوطنين بالضفة.
ولفت أبو قمر، إلى أن شعبنا شهد حادثة غير مسبوقة مع تزايد الاعتداءات الواسعة للمستوطنين على بلدة حوارة جنوبي نابلس وإشعال حرائق واسعة فيها، مشيرًا إلى أن هذه الاعتداءات جاءت نتيجة تغول المستوطنين من المستوطنات القريبة من البلدة على الأهالي وممتلكاتهم.
وفي هذا السياق قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة المحتلة ياسين ربيع، أن ما حدث في بلدة حوارة خطة مدروسة من الاحتلال لإرهاب أهالينا هناك.
وأشار ربيع، إلى أن الاستيطان منذ اليوم الأول للاحتلال يتمدد في الضفة، ويزداد تركيزه حول القدس، لافتا إلى أنه ما قبل اتفاق أوسلو لم يتجرأ المستوطنين بمثل هذه الاعتداءات.
وذكر أنه وبعد اتفاق أوسلو قُسمت الضفة إلى 3 مناطق أ، ب، ج، حيث تتبع المنطقة "أ" إداريًّا وأمنيًّا إلى السلطة الفلسطينية، أما المنطقة "ب" فتتبع أمنيًّا فقط، أما المنطقة "ج" تخضع إداريًّا وأمنيًّا إلى الاحتلال.
وقال ربيع: "الاستيطان بعد أوسلو تمدد بشكل كبير تجاه منطقة "ج" حيث كان يوجد فيها نحو 150 ألف مستوطن الآن أصبح 850 ألف مستوطن، والاحتلال في الفترة الأخيرة قفز قفزة أخيرة وتوسع بمنطقة "ج" وبدأ ببناء مستوطنات، وبعض القرى والبلدات الفلسطينية وقعت بين تجمع استيطاني كبير مثل بلدة حوارة جنوب نابلس".
وأوضح أن الخلافات داخل كيان الاحتلال مبشّر لانهيار ما يسمى "إسرائيل"، خاصة مع انزياح الحكومة إلى التطرف والتعصب أكثر؛ مؤكدًا أن الاستيطان بات هدفًا أول للمقاومة هناك.
وبيّن ربيع، أن هناك جيلاً جديدًا بالضفة يتبنى المقاومة المسلحة بشكل كبير كخيار لمواجهة الاحتلال، لافتا أن هذا الجيل تمرّد على الواقع الموجود جراء زيادة اعتداءات المستوطنين وضعف السلطة الفلسطينية عن حمايتهم وافتقارها للمشروع السياسي.
وأضاف "عرين الأسود تشكلت من مقاومين من مختلف الفصائل انتفضوا ضد الحال بالضفة، وثاروا على الواقع، وما حدث في معركة سيف القدس عملت صحوة كبيرة جدًا لشعبنا والأمة".
سلطة عاجزة
بدوره، أكد المختص في شؤون القدس زكريا نجيب، أن السلطة الفلسطينية تعيش عجزًا كبيرًا "حيث لا يوجد لها أي أفق سياسي"، موضحًا أنها باتت "أداة من أدوات الأجهزة الأمنية للاحتلال لقمع شعبنا".
وقال نجيب: "مشروع السلطة السياسي انتهى، والواقع الذي نعيشه اليوم مؤلم؛ وهي عاجزة عن فعل أي شيء لشعبنا بل هي ثقل عليه"، مشيرًا إلى أن اجتماع العقبة الأخير كان يهدف لتصفية بؤر المقاومة في الضفة المحتلة.
وتوقّع ارتفاع وتيرة الاعتداءات على شعبنا خلال شهر رمضان المبارك جراء زيادة وتيرة اقتحامات المستوطنين خلال الشهر الفضيل، بالتزامن مع وجود أعيادٍ لهم، موضحًا أن ما حدث في حوّارة هو نموذج التطرف حكومة الاحتلال.
وأضاف نجيب "رمضان فرصة لرفع وتيرة المقاومة والمواجهة مع الاحتلال، وصد إجراءات الاحتلال الخطيرة جدًا بفعل اقتحاماتهم وخاصة في مدينة القدس، ومدينة الخليل لو تحركت قد نكون أمام انتفاضة حقيقية".