نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقًا مصورًا حللت فيه صورًا لفيديو اعتداء الذي نفذه الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي في البلدة القديمة بنابلس، وانتهى باستشهاد 11 مواطنًا.
وفي التحقيق الذي شاركت فيه هيلي ويلز وكريستيان تريبيت وباترك كينغزلي، قالوا فيه إن الجيش الذي دخل نابلس يوم 22 فبراير، كان هدفه اعتقال ثلاثة مسلحين اختبأوا في منزل.
وبعد دقائق من الاشتباك جاءت تعزيزات إسرائيلية جديدة، ودخلت قوات الاحتلال إلى نابلس حيث حاصرت المدينة القديمة وأغلقت مناطق الدخول والخروج إليها.
وعندما دخل الجنود في عرباتهم المصفحة إلى المدينة، استُهدفوا بالحجارة والبرتقال، واستشهد المسلحون الثلاثة في البيت إلى جانب مسلح آخر، لكن في حالات أخرى، تُظهر لقطات الفيديو أن الجنود استخدموا القوة القاتلة ضد فلسطينيين عزّل، وقتلوا أربعة أشخاص لم يكونوا يشكلون تهديدًا.
وكانت حصيلة الهجوم النهائية حسب وزارة الصحة، استشهاد 11 مواطنًا، وجرح 100 آخرين.
وحصلت “نيويورك تايمز” على تسجيلات كاميرات مراقبة ولقطات فيديو صوّرها شهود عيان، وشهادات من عدة مواقع في نابلس، وراجعت منشورات ونقلا حيّا من وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل الكشف عن متى وكيف بدأ العدوان.
وفي صباح ذلك اليوم وقبل الساعة العاشرة، تسلل جنود إسرائيليون متخفّون إلى منطقة سوق البلدة القديمة في نابلس، حسبما قال شاهدان للصحيفة. وشاهدت سحر زلوم (63 عاما) شخصا يرتدي ثوبا رماديا تحت معطف، و”سألته إن كان يريد شيئا”، وعندها أخرج بندقية وقال لها: “روحي على البيت”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "ريتشارد هيشت"، إن الجيش قرر القيام بالمداهمة نهارا -حيث تكون الشوارع مكتظة بالمدنيين- لأنه كان عليهم التحرك سريعا بعد الحصول على معلومات حول مكان المسلحين.
وتظهر لقطات الفيديو جنودًا يشقون طريقهم مشيا في السوق ويعتلون الأسطح المحيطة بالبيت الذي اختبأ فيه المسلحون الثلاثة من جماعة عرين الأسود.
وتكشف الصور التي حصلت عليها الصحيفة، سيارة اخترقها الرصاص بشكل كثيف. وطلب محمد العينبوسي المساعدة، وجاء رجل آخر وهو جاسر قنير للمساعدة. وبعد دقيقة بدأ الرجلان بالركض بعيدا عن مركبة الجيش. وكان العينبوسي يعرج ولم يكونا يمثلان تهديدا لقوات الاحتلال عندما أُطلقت النار عليهما من الخلف.
وقال خالد اللداوي الذي ساعد في سحب جثامين الشهداء إن قنير استشهد مباشرة، أما العينبوسي فقد استشهد مع وصول سيارة الإسعاف، فيما بدأت مركبات جيش الاحتلال بالانسحاب من نابلس بحلول منتصف الظهر. ويظهر فيديو عملية إطلاق النار على اثنين من المارة واستشهدا على الفور.
وبحسب التحقيق، أدى وابل الرصاص من جنود الاحتلال إلى استشهاد خالد الأشقر البالغ من العمر 65 عاما، والذي كان خارجا من المسجد، ومحمد شعبان (16 عاما) حسب ثلاثة موظفين في عيادة طبية تحدثوا للصحيفة الأمريكية.
من جهتها، قالت سارة هاريسون، المحامية السابقة في البنتاغون: "من الواضح أن قوات الاحتلال خرقت قانون حقوق الإنسان عبر إطلاق عشوائي للنار على المارة، وقتلت أشخاصا لا يمثلون تهديدا”.
وقالت إنه يجب على المسؤولين الأمريكيين تقييم اللقطات والتأكد من أن الجيش الإسرائيلي مؤهل للحصول على الدعم الأمني الأمريكي.