أجمع مشاركون من فصائل وقوى وطنية إسلامية أن المقاومة في الضفة المحتلة أفشلت اجتماع العقبة الأمني الذي يهدف لوأد أي عمل مقاوم أو إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية اليوم الثلاثاء بمدينة غزة بعنوان "المبادرات الأمريكية لوأد الانتفاضة في الضفة. هل تنجح؟ بمشاركة ممثلين عن الفصائل ومحللين وشخصيات اعتبارية.
خطة أمريكية
وقال رئيس مركز الدراسات السياسية والتنموية مفيد أبو شمالة إن الخطة الأمريكية المطروحة خلال اجتماع العقبة الأمني تهدف لتدريب عناصر فلسطينية بالأردن يكون هدفهم إنهاء ظاهرة المقاومة المسلحة بالضفة.
وأوضح أبو شمالة أن اللقاء الذي ضم رؤساء المخابرات العربية والسلطة الفلسطينية كان أمني بامتياز، مبيّنًا أنها تأتي في هذا التوقيت لتكون مؤامرة تستهدف النيل من المقاومة وعدم إعطاء الشعب المحتل الحق في مقاومة الاحتلال.
مبادرة إسرائيلية
بدوره، أكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم أن لقاء العقبة هي مبادرة إسرائيلية بشكل كامل قدمتها الإدارة الأمريكية تحت غطاء بعض الأطراف العربية المطبعة.
وشدد قاسم على أنه لا يمكن لأي خطة أو مبادرة أو اجتماع أن يوقف تصاعد المقاومة في الضفة والقدس، موضحًا أن من يشجع الأمريكان على تقديم هذه مبادرات هو استجابة السلطة في رام الله كل مرة لأي ضغط أمريكي وانسياقها له.
وأضاف "شعبنا حر على أرضه لن يتنازل عن حقه بالتحرير واسترداد المقدسات؛ لذا لا مشاريع يمكن أن تنجح أو تقنع الشباب الثائر أن يلقي السلاح من أجل أي مبادرة أمريكية هنا أو هناك".
وتابع حديثه "شعبنا واعي ومدرك لحقيقة الصراع، في ظل وجود حكومة صهيونية متطرفة معروفة بشخصياتها، وسلطة تآكلت شرعيتها في الشارع الفلسطيني، ولا تستطيع أن تحقق أي انجاز لشعبنا".
قمة أمنية
من جهته، أوضح المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق عز الدين أن قمة العقبة هي قمة أمنية جاءت لتكمل الخطط الأمنية السابقة والتي وضعتها الإدارة الأمريكية مع الكيان للسلطة الفلسطينية لتنفيذها.
وقال عز الدين إن هذا اللقاء فشل جراء ضربات المقاومة في حوارة وأريحا، مشيرًا إلى أنه تم طرح في لقاء العقبة تجنيد 10 آلاف مقاتل في الأجهزة الأمنية، وتدريب 5 آلاف من الموجودين تدريبًا عسكريا وتزويدهم بالعتاد والسلاح.
ووصف اللقاء بالاتفاق الأمني لقمع الانتفاضة والمقاومين، قائلاً: "السلطة للأسف تغرق في مستنقع التورط مع الاحتلال وخرجت من العباءة الوطنية الفلسطينية المناضلة، كان الأصل بها أن تحمي أبناء شعبنا والمشروع الوطني".
وأكد عز الدين أن إفشال هذه المؤامرات الحالية والمستقبلية يكون من خلال تصعيد العمل المقاوم، ووضع آلية واستراتيجية وطنية تتوحد خلف مواجهة هذا الاحتلال.
وأضاف "الاحتلال اليوم يستخدم ثلثي قوات جيشه في الضفة، ولا يستطيع إنهاء الانتفاضة أو السيطرة عليها، يريد من القوات الفلسطينية أن تتجرأ على أبناء شعبنا".
وأوضح عز الدين أن شعبنا أمام مرحلة خطيرة وحساسة، قائلاً "نحن على ثقة أن شعبنا قادر على إفشال المخططات، والسلطة للأسف لم تعد سلطة فلسطينية؛ فالأجهزة الأمنية أصبحت أداة في يد الأجهزة الأمنية الصهيونية".
وعبر عن موقف الجهاد الإسلامي المدين لأي لقاء مع العدو الإسرائيلي مهما كان مستواه؛ إن أي لقاء مع هذه الدول والكيان مهما كان عنوانه لا يمكن أن يخدم شعبنا، "هي مرفوضة قطعًا قبل وبعد انعقادها، ونؤكد أن المقاومة لن تتأثر ولن تتراجع".
من جهته، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي جمعة تايه أنه منذ توقيع السلطة الفلسطينية لاتفاق أوسلو فإنها التزمت به كاملاً في حين تنصل منه الاحتلال على جميع المستويات سواء السياسي أو الأمني أو الاقتصادي.
وقال تايه "قبل اتفاق أوسلو كان عدد مستوطنين بالضفة نحو 150 ألف، اليوم أصبح قريب مليون مستوطن؛ العالم لم يستجب منذ اتفاق أوسلو وحتى اليوم لكل القرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن او الرباعية الدولية لم يلتزم الاحتلال بأي قرار صدر لصالح شعبنا".
وأوضح أن الاحتلال والمؤسسة الأمنية فشلت فشلاً ذريعًا في وأد المقاومة، قائلاً: نستطيع القول إن المقاومة مستمرة ومتصاعدة، وهذه الحالة أربكت الاحتلال؛ فتداعت أمريكا والدول العربية المطبعة في العقبة لإنهاء هذه الظاهرة".
وأكد تايه أنه لا خيار أمام شعبنا إلاّ المقاومة والوحدة النضالية والميدانية والسياسية والاتفاق على برنامج وطني، موضحًا أن الجماهير الفلسطينية متعطشة للمقاومة وأفشلت الاحتلال بكل ترسانته لمواجهتها.