انطلقت في قطاع غزة اليوم الاثنين أعمال مؤتمر "النقابات ومناهضة التطبيع" والذي تنظمه حملة المقاطعة ومناهضة التطبيع-فلسطين، بمشاركة محلية وعربية.
وشارك بالمؤتمر الذي نظمته الحملة بمدينة غزة ممثلين عن اتحادات النقابات المختلفة وشخصيات اعتبارية ووطنية، وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية.
وقال رئيس حملة المقاطعة ومناهضة التطبيع باسم نعيم: "نتوقع من النقابيين والنقابيات اليوم في فلسطين أن يتمكنوا من قيادة الحراكات الثورية في العالم العربي والإٍسلامي لمواجهة الأنظمة التي تستعد لمواجهة كل شيء لبقاء سلطتها".
ولفت نعيم إلى أن شعبنا أمام خطر داهم على الحاضر والمستقبل؛ "لذا العبء كبير، ونحن كحملة مقاطعة نتحدث عن تحول حقيقي لقيم المنطقة ومحاولة صهينتها".
وأضاف "يوجد انقلاب على قيم هذه المنطقة وحتى على مستقبلها، اليوم من يقود المشروع دولًا بالمنطقة وعلى رأسها الإمارات التي تمارس ضغوطًا على دول من أجل الانخراط فيما يسمى "الاتفاقيات إبراهيمية".
وبيّن نعيم أن هناك دولًا عربية تقاتل أكثر من الكيان الإسرائيلي لدفع دولٍ أخرى للالتحاق بهذا المشروع الخبيث، مؤكدًا على أن ما يمارسونه في الإعلام يشير إلى أنهم يقومون "باستراتيجية منظمة تهدف لتحقيق مصالحهم كأنظمة ديكتاتورية".
وتابع "نحن أمام مشروع خطير جدًا على الأمة العربية والإسلامية، لا يجوز أن نستسلم لحالة اليأس؛ يجب أن نستمر في الدفاع حتى تبقى هذه الحاضنة العربية تحتضن القضية والحق الفلسطيني".
ونوّه إلى أنّ كل استطلاعات الرأي التي يجريها العرب تؤكد أن الشعوب لا زالت حية؛ "لذلك الأمل كبير أن نستعيد الكرة في هذا المشروع، نحن كنقابات وقوى حية وفصائل يجب أن نقود هذه المعركة لمواجهة هذا المشروع الخبيث".
وتخلل المؤتمر النقابي جلستين، تضم كل جلسة 3 أوراق بحثية لنقابيين من داخل فلسطين ودول عربية.
التطبيع ونتائجه
رئيس تجمع النقابات المهنية سهيل الهندي، أشار إلى أن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في حوارة ونابلس والاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم هي إحدى نتائج اجتماع العقبة الذي ترعاه بعض هذه الدول.
ولفت الهندي إلى أن الاتفاقيات التي وقعت عليها بعض الأنظمة العربية مع الكيان الإسرائيلي في السنوات الماضية لم تجلب لهم إلاّ مزيدًا من الهوان والذل ووجود الاحتلال على أرضنا العربية والإسلامية.
وأعرب عن رفضه وإدانته للتطبيع دينيًا وأخلاقيًّا وعقائديًّا، حاثًا الدول والشعوب العربية والإسلامية للوقوف في وجه التطبيع مع الاحتلال الذي يمارس جرائمه بحق شعبنا.
ودعا النقابات المهنية وأحرار العالم للوقوف في وجه المطبعين والمهرولين، مؤكدًا رفض شعبنا للتطبيع.
وطالب المطبعين بإعادة حساباتهم والعودة إلى شعوبهم قبل أن يحاسبوا على ما اقترفوه من جرائم وانحيازهم للاحتلال، واستخدام كل وسائل المقاومة المتاحة لمناهضة التطبيع عبر كل المستويات، ومقاطعة كافة الفعاليات والأنشطة التي يشارك بها الاحتلال.
وحث الهندي، النقابات المهنية والأحزاب ومؤسسات المجتمع في العالم لتحريم التطبيع وتنفيذ مشروع المقاطعة من خلال النقابات المهنية، ومقاطعة كل الشركات المطبعة والاحتلال.
خطوات فاعلة
وفي السياق، أوصى الباحث والخبير في الصراع العربي الإسرائيلي محمد سيف الدولة في مداخلة له من مصر بالعمل على تمويل التظاهرات الدولية في 15 مايو 2023 في الذكرى 75 للنكبة وتنظيم مسيرات للعودة تنطلق للمناطق الحدودية.
ودعا الباحث سيف الدولة لتنظيم سلسلة من الحملات القانونية والسياسية ضد الادعاءات الإسرائيلية، وإلغاء قرار تقسيم فلسطين وسحبه وإلغاء معاهدات السلام العربية الإسرائيلية واتفاقات أوسلو وما ترتب عليها اتفاقيات.
وحثّ على تنظيم حملات عبر الدول الممولة للاحتلال ورفع قضايا في المحاكم الأوروبية في الدول التي لها علاقات مع الاحتلال لانتهاكها للقانون الدولي والإنساني وفقًا لاتفاقية جنيف الرابعة، والضغط لإجبار الاحتلال لمنع انتشار السلاح النووي والتنسيق مع الشعوب المقاطعة للاحتلال.
وطالب بضرورة تأسيس مراكز معلومات للمقاطعة وتكوين مؤسسات مناهضة للتطبيع وبيانات عن القوى والشخصيات في العالم، وابتداع وسائل بسيطة وسهلة لمقاطعة الاحتلال.
كما دعا لتنظيم حملات قانونية لإفشال مخططات الاحتلال عالميًّا، والكشف عن جرائمه، وتأسيس مركز معلومات عن العقار المغتصب، وتوكيل مختصين لرفع دعاوي عبر الجهات المختصة.