تتجول ولاء شبلاق بين أزقة البلدة القديمة في مدينة غزة وترسم بقلمها على ورقة بيضاء أبرز المعالم الأثرية، ضمن مشروع أطلقته للحفاظ على الهوية الحضارية.
وبدأت المهندسة المعمارية (27 عامًا) مشروع "مسار" لتوثيق الآثار بالمدينة القديمة بهدف الحفاظ على الهوية البصرية لهذه المعالم القيّمة.
وترسم ولاء المعلم الأثري بشكل سريع في المكان، قبل أن تستكمل تفاصيله الدقيقة في مرسمها الخاص بمنزلها.
وتقول المهندسة الشابة لوكالة "صفا"، إن بعض المعالم الأثرية في المدينة تعرّضت لهدم جزئي بفعل عديد العوامل، ومن الممكن أن تُهدم كليًا مع مرور الزمن.
وتوضح أن التوثيق الواقعي لهذه المعالم يُساعد أولًا على الاحتفاظ بها، كما أنه يُعد وثيقة تُدلل على وضعها في حال تم تدميرها، أو الإسهام في محاولات إعادة إعمارها.
وتشير ولاء إلى المشروع يهدف أيضًا إلى ربط أهالي غزة بحضارتهم وتاريخهم.
وتضيف "رسوماتي تفيد من الناحية الهندسية والمعمارية، وهي أسلوب يُسمى الاسكتشات الحضارية urban sketching".
وتمكّنت المهندسة الشابة من توثيق أكثر من 40 موقعًا أثريًا في غزة حتى اليوم، وشاركت برسماتها في معرض "محترف شبابيك" المحلي.
وتلفت إلى أنها رسمت "المعالم جميعها بشكل واقعي بما تتطلبه تفاصيل المشروع وظروف المعالم المتبقية".
ومشروع "مسار" فني بحثي يهدف لتوثيق ما تبقى من معالم البلدة القديمة بمدينة غزة.
ويشمل المشروع البحث عن المعالم تاريخيًا وقصصيًا وتحليلها، ومن ثم توثيقها في سرد فني واقعي يحتفي بهذه الشواهد، ويركز على التوعية بقيمتها الأثرية وتعزيز ملامح الهوية فيما تبقى منها.