web site counter

عطون لـ"صفا": المرحلة المقبلة ستكون صعبة

"جماعات الهيكل" بدأت حشدها لاقتحامات جماعية للأقصى بعيد "الفصح"

القدس المحتلة - خاص صفا

بدأت "جماعات الهيكل" المزعوم حشد أنصارها من المستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، بمناسبة ما يسمى عيد "الفصح" اليهودي، الذي يتوافق مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك ما بين 6-12 نيسان/أبريل المقبل.

 

واستهدفت الجماعات المتطرفة أنصارها من كافة مستوطنات فلسطين المحتلة، قائلة إنها ستوفر لهم عدة مزايا منها: "النقل المجاني، وتوفير دليل أو مرشد داخل المسجد مجانًا، إضافة إلى إمكانية دمج اقتحام الأقصى مع زيارة إلى مركز لغربلة تراب الأقصى".

 

ويتزامن هذا الحشد مع حملة جمع تواقيع لتثبيت تجريم لعب كرة القدم في المسجد الأقصى، إذ طالبت "جماعات الهيكل" شرطة الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة كل كرة على الأبواب ومنع دخولها، وتقديم لاعبها-جلهم من الأطفال- للتحقيق.

 

وخلال عيد "الفصح"، تزداد ممارسات الاحتلال واعتداءاته بحق القدس والأقصى، وتُصبح أشد ضراوة من ذي قبل، وتستغل الجماعات المتطرفة تلك الفترة في التحريض على تنفيذ المزيد من الاقتحامات ومضاعفة أعداد  المقتحمين، وفرض واقع جديد في الأقصى.

 

وأظهرت معطيات لمنظمة "جبل الهيكل في أيدينا" المتطرفة أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى قد زاد بنسبة 16% منذ بداية "السنة العبرية" قبل خمسة شهور تقريبًا وحتى اليوم، مقارنةً بالفترة ذاتها قبل عام.

 

وأوضحت أن أكثر من 20 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى منذ بداية "السنة العبرية" بتاريخ 26 أيلول/سبتمبر 2022، في حين أن عدد المقتحمين في ذات الفترة قبل عام بلغ 17.377.

 

وقالت المنظمة: إن "معدل المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى يوميًا 140 مستوطنًا، بينما كان المعدل قبل عام حوالي 120 مستوطنًا يوميًا".

 

وفي السياق، قدمت شركة "تسيلمو" الاستيطانية، طلبًا إلى شرطة الاحتلال لتمكينها من تنفيذ مشاريع في المسجد الأقصى، خدمة لذوي الإعاقة من المستوطنين المقتحمين.

 

وزعمت الشركة المختصة بتسهيل الوصول للمباني المعمارية والدينية بشكل خاص، أن" طلبات عديدة وصلتها من مستوطنين من ذوي الإعاقة واجهوا صعوبات أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى والصلاة فيه".

 

وردت شرطة الاحتلال على طلب الشركة، قائلة: "إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة مسألة مهمة، ضباط الشرطة الذين يؤمنون الزيارات إلى جبل الهيكل يؤدون واجباتهم بتفان ويفعلون كل ما في وسعهم لتقديم خدمة مناسبة للجمهور". وفق قولها

 

المعركة مفتوحة

النائب في المجلس التشريعي المبعد عن القدس أحمد عطون يقول إن حكومة الاحتلال تستغل كل فرصة ومناسبة من أجل الاعتداء على المسجد الأقصى، وتنفيذ إجراءاتها ضده.

 

ويوضح عطون، في حديث لوكالة "صفا"، أن ما يُميز هذا العام خاصة وجود حكومة يمينية متطرفة تسعى لفرض أكبر كم من الوقائع على الأقصى، لتحقيق حلم الجماعات الاستيطانية المتطرفة من خلال ممارسة طقوس وصلوات تلمودية، وذبح القرابين، وغيرها.

 

ويشير إلى أن بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي قدموا مشروع قانون للسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في كل الأوقاف، بما فيها أيام الجمع، وشهر رمضان، ويطمحون في تنفيذ حكومة الاحتلال هذا المشروع.

 

ويضيف أن "الاستهداف الإسرائيلي للأقصى لم يتوقف للحظة، والاحتلال يشعر بأن المعركة بيننا وبينه مفتوحة لحسم قضية الأقصى، ويرى أن الظروف العربية والإسلامية مُهيأة لتحقيق ذلك".

 

ويتابع أن "الواقع العربي والإسلامي يعيش في حالة انشغال وسبات عميق بحق القدس والأقصى، وهذه فرصة ذهبية لتحقيق أحلام الاحتلال".

 

ويؤكد أن صمود المقدسيين ودفاعهم عن الأقصى وهويتهم المقدسية، يشكل شوكة حقيقية في حلق الاحتلال، وإفشال مخططاته.

 

مرحلة صعبة

ويتساءل عطون "إلى متى سيبقى أهل القدس وحدهم في المعركة، ولماذا لم تتحرك الأمة للدفاع عن عقيدتها ومقدساتها وهويتها وحاضرها ومستقبلها، وماذا فعلت لنصرة القدس والأقصى؟".

 

ويشير إلى أن الاحتلال يملك الكثير من الاستراتيجيات والوسائل المادية والأمنية والتشريعية والقانونية، وغيرها في سبيل تنفيذ مخططه بحق المسجد الأقصى، والضغط على المقدسيين ومحاولة كسر شوكتهم، وإشغالهم في قضايا أخرى، مثل هدم البيوت ومصادرة الأراضي، ومحاولة كسر إرادة الأسرى وعائلاتهم.

 

وحول طبيعة الفترة المقبلة بشأن الأقصى، يقول النائب عطون: إن "الاحتلال يعتبر المسجد الأقصى قضية استراتيجية بالنسبة له، فلا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل".

 

ويرى أن المشهد في الفترة المقبلة سيكون صعبًا على الأقصى، وسيشهد مزيدًا من التصعيد والمواجهة غير المسبوقة مع الاحتلال، وهذا ما نلمسه وكل المحللين والمختصين بشأن القدس.

 

ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام