ضمن كشف "ملفات مخفية"

حسن شكري.. نموذج لـ"مكافأة نهاية خدمة" لدى "إسرائيل"

حيفا - خاص صفا

لم يكن تنصل "إسرائيل" من اتفاقياتها أو قطعها لليد التي تمتد لها، ليتوقف عند حد الاتفاقيات السياسية؛ فقد اتبعت ذلك سلوكًا منذ عقود طويلة، وقصة "حسن شكري بك" من أقدم النماذج على هذه النهاية.

وضمن ملف أطلقته وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" مؤخرًا للكشف عن ملفات ومجازر مخفية ارتكبتها "إسرائيل" وموجودة في أرشيفها، منذ عام النكبة، تسلط الضوء على قصة "حسن شكري" الذي تقلد رئيس بلدية حيفا، ما قبل أحداث النكبة سنة 1948.

وتستعين الوكالة بمحامين وناشطين في الكشف عن الملفات والمجازر، انبروا للكشف عنها من أرشيف الاحتلال ومصادر أخرى، ضمن تحركات لجمع ملفات وإدانة "إسرائيل" فيها بمحافل ومحاكم دولية، لارتكابها جرائم حرب.

وولد حسن شكري في القدس وتزوج من فاطمة الخليل ابنة رئيس بلدية حيفا في الأعوام 1885 – 1903 مصطفى باشا الخليل.

وأنهى شكري دراسته في إسطنبول وعيّن في وظائف إدارية في بلدية الناصرة قبل أن نشوب الحرب العالمية الأولى، وتم انتخابه في العام 1927 رئيسًا لبلدية حيفا حتى عام 1920، وأعيد انتخابه رئيسًا للبلدية ما بين 1927- 1940.

دعم الوجود اليهودي

ويقول المحامي جهاد أبو ريا: "إن حسن شكري كان معروفًا بتعاونه مع الحركة الصهيونية ودعمه لها".

وجاء في يوليو 1921، أنه أرسل برقية إلى الحكومة البريطانية يعلن فيها دعمه لوعد بلفور المشئوم وللهجرة الصهيونية لفلسطين تحت الانتداب البريطاني.

ومما جاء في رسالته "إننا نحتج بشدة على موقف الوفد المذكور فيما يتعلق بالمسألة الصهيونية، نحن لا نعتبر الشعب اليهودي عدوًا يريد أن يسحقنا، على العكس تماماً، نحن نعتبر اليهود شعبًا شقيقًا يشاركنا أفراحنا ومتاعبنا ويساعدنا في بناء بلدنا المشترك".

كما ورد في نص الرسالة "نحن على يقين من أنه بدون الهجرة اليهودية والمساعدة المالية لن يكون هناك تطور مستقبلي لبلدنا الذي يمكن الحكم عليه من حقيقة أن المدن التي يسكنها اليهود جزئيًا مثل القدس ويافا وحيفا وطبريا تحرز تقدمًا مطردًا بينما نابلس وعكا والناصرة حيث لا يقيم يهود في تراجع مستمر".

وخلال فترة توليه لرئاسة بلدية حيفا، قام شكري بتوظيف يهود في البلدية، عُرف منهم "أفراهام حلفون"، الذي شغل منصب سكرتير البلدية في عهده.

ورقة محروقة

وجاءت أحداث النكبة، لتؤكد أن "إسرائيل تستخدم الجهات التي تتعاون معها من العرب، كورقة تُستخدم لتحقيق غاياتها، ثم تُلقى في سلة المهملات دون أي حاجة لها".

ويقول أبو ريا "عندما توفي حسن شكري عام ١٩٤٠ أعلن اليهود في حيفا الحداد عليه وأغلقوا محلاتهم التجارية حزناً عليه، حتى أنه تم إطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة".

لكن أحداث النكبة أثبتت أن شكري ليس إلا "ورقة محروقة" بالنسبة لـ"إسرائيل" فحينما اقتحمت عصاباتها مدينة حيفا، كبقية البلدات والمدن، كان من بين المنازل منزل شكري، الذي كانت تلك العصابات تعلم جيدًا لمن هو، حسب أبو ريا.

ويروي أن عصابات "إسرائيل" اقتحمت المنزل وهجرت زوجته وبناته، ولم تكتف بذلك بل نهبت كل أملاكهم، وممتلكات المنزل، وصادرتها على أنها "أملاك غائبين".

وبعد هذه الأحداث لجأت زوجة شكري وبناتها إلى عمان، وحينما جئن لزيارة قبره في حيفا، منعتهم سلطات الاحتلال من زيارته مرارًا، بل إنها اتخذت من منع الزيارة قرارًا، كـ"مكافأة نهاية الخدمة".

وما تزال زوجة شكري وبناته لاجئات، فيما لا يزال اسم شارع "حسن شكري" مطلقًا إلى اليوم في منطقة الهدار بالمدينة.

أ ك/ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة