خلصت دراسة علمية إلى أنه لا وجود لأدلة كافية تدعم بعض مزاعم الشركات حول الفوائد الصحية لحليب الأطفال المجفف.
وتشمل هذه المزاعم القول إن حليب الأطفال المجفف يمكنه أن يعزز من نمو الدماغ والعينين والجهاز العصبي ويحسن من أداء جهاز المناعة.
ويقول علماء من جامعة إمبيريال كوليج في لندن إن قوانين التسويق يجب أن تشدد للحيلولة دون قيام الشركات بترويج مثل هذه المزاعم.
وقد عملت الدراسة التي قام بها العلماء، ونُشرت في دورية "بريتيش ميديكال جورنال" الطبية، على تقييم 757 منتجاً من 15 دولة.
وقام الباحثان الدكتور كا يان تشونغ والسيدة لوكيا بترو بتحليل منتجات من أستراليا وكندا وألمانيا والهند وإيطاليا واليابان ونيجيريا والنرويج وباكستان وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية- أي مزيج من الدول ذات الدخل المرتفع والمتوسط والمنخفض- خلال الفترة بين 2020 و2022.
وقال الباحثان: "إن التشكيلة الواسعة من المزاعم المتعلقة بالفوائد الصحية والغذائية التي تروجها منتجات الحليب المجفف للرضع غالباً ما تكون غير مدعومة بمراجع علمية".
وأضافا قائلين:" وعندما تكون تلك المزاعم مدعومة بمراجع علمية، فإن الأدلة غالباً ما تكون ضعيفة ومنحازة."
ووجد الدكتور تشونغ والسيدة بترو أنه في المتوسط كل منتج لحليب الطفال روّج لادعاء واحد حول الفوائد الصحية أو الغذائية، لكن 56 في المائة فقط من هذه المزاعم كانت مدعومة بتجارب سريرية. أما البقية فكانت إما عبارة عن مراجعات أو مقالات رأي أو دراسات على الحيوانات.
وإضافة إلى ذلك، فإن الدراسة التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية أضافت بأن حوالي 90 في المائة من التجارب السريرية التي ورد ذكرها كدليل كانت ممولة جزئياً من قبل صناعة حليب الأطفال المجفف، أو تابعة لها بشكل مباشر.
هنالك مخاوف من أن يؤدي تضخيم المزاعم حول الفوائد الصحية والغذائية لحليب الأطفال المجفف إلى عدم تشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية من خلال تقويض فوائدها.
ووفقاً لمنظمة اليونيسيف، فإن المملكة المتحدة فيها بعض من أقل المعدلات في العالم للرضاعة الطبيعية.
وخلص الباحثون في الدراسة إلى أن "هذه النتائج تدعم الدعوات إلى وضع إطار تنظيمي معدل لبدائل الرضاعة الطبيعية من أجل توفير حماية أفضل للمستهلكين، ولتجنب الضرر المرتبط بالتسويق الهجومي المكثف لهذه المنتجات."
المصدر: بي بي سي