استعرضت بلدية غزة آخر تطوراتها التنموية في الأسواق الشعبة، واتجاهاتها المستقبلية نحو الخصخصة لتقليل حجم الخسائر في إدارة مشاريعها.
جاء ذلك خلال استضافة وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) رئيس البلدية يحيى السراج، بحضور مدراء وصحفيين من وسائل الإعلام المحلية.
وقال السراج إن البلدية تقدم خدمات لنحو 800 ألف مواطن، في حين أن أعدادهم تزداد نهارًا لتصل نحو مليون وربع مواطن؛ بسبب زيارات المواطنين من مختلف محافظات قطاع غزة.
وبيّن السراج أن "البلدية تمضي وفق خطوات حثيثة لتطوير الخدمة للمواطن، وتسهيل الإجراءات، أهمها تطوير الأسواق الشعبية وتنميتها، وتطوير الشوارع والمفترقات الرئيسية وإجراء صيانة متواصلة عليها".
الأسواق الشعبية
واستعرض السراج جهود بلدية غزة في تطوير الأسواق الشعبية وتنميتها، ومن بينها سوق فراس، موضحًا أن السوق- الذي تبلغ مساحته 32 دونمًا- مرّ بـ3 محاولات لتطويره لكنها باءت بالفشل، وصولاً اليوم لمحاولة أخرى لتطويره وهي قيد التنفيذ حاليًّا.
وقال: "عرضنا إرساء عطاء تنفيذ المشروع على عدة مكاتب هندسية، وننتظر شهرين ليقدموا فكرتهم، ومن سيفوز بتصميم تفصيلي للسوق سيقوم بتنفيذه، وبعدها سنعمل على توفير التمويل اللازم له".
وأشار السراج إلى أن بلديته تعمل وفق خطين متوازيين؛ أولهما نقل المحال التجارية في سوق فراس إلى سوق اليرموك.
وأضاف "نتوقع خلال أسبوعين إتمام الاتفاق مع التجار، بحيث يتم إطلاعهم على الالتزامات المترتبة، فيما سيحصلون على تخفيضات للإيجار تصل إلى 50%".
وعلى صعيد سوق الزاوية، أوضح السراج أن لدى بلديته رؤية لتطوير شامل له مع الحفاظ على أصالته وعتاقته، مشيرًا إلى أن هناك جهة مانحة إيطالية لتطوير المشروع مع توفير طاقة شمسية له وواجهات للمباني والمحال التجارية.
أما على صعيد "سوق البسطات" في حيّ الشجاعية، فأشار إلى أن هناك رؤية ليصبح "مول" شعبي حال توفر الدعم المطلوب له.
تطوير شوارع والمفترقات
وقال السراج إن مشروع تطوير تقاطع الشجاعية مطروح حاليًا، متوقعًا البدء بتنفيذه قريبًا وتوسعته ليشمل 7 مسارات بدلًا من 4.
وبيّن أن المشروع صُمّم على عدة مراحل؛ الأولى بتكلفة مليون دولار، لافتًا إلى أن المشروع سيعيد حركة السير إلى الانسيابية، مع إيجاد حلول لمواقف السيارات.
وعلى صعيد صيانة الطرق، ذكر السراج أن البلدية تنفق مليون دولار سنويًّا لصيانة جميع طرق المدينة.
مكب النفايات
وبخصوص تطوير مكب النفايات وسط المدينة، أوضح السراج أن البلدية عملت طيلة سنتين لمحاولة للتخلص من مكب ترحيل النفايات الرئيس بشارع الوحدة (مكب اليرموك)، "لكنه ضروري بشكل يصعب الاستغناء عنه".
وقال: "رأينا أن يُعاد تصميم محطة الترحيل بشكل مناسب للمكان، حيث تم تجهيز بمبنىً مغلق لحصر النفايات فيه، بحيث تدخل شاحنة النفايات للمبنى لتفرغ محتوياتها مباشرة وتنقلها لشرق المدينة، وأن يتم النظافة بهذا المكان بشكل مستمر.
وذكر أن هذا المبنى يجري العمل على بنائه حاليًا، فيما تم رصد مليون دولار لإتمامه، بعد 6 أشهر.
خصخصة المشاريع
وعلى صعيد خصخصة المشاريع، لفت السراج إلى أن البلدية اتجهت لهذا النظام في ظل تعرضها لخسائر جراء إشرافها المباشر على هذه الأماكن مثل مسلخ البلدية، ومنتزه البلدية وغيرهما.
وقال: "المسلخ البلدي كان يخسر سنويًّا نصف مليون شيكل، والخدمة اللي يقدمها سيئة في ذلك الوقت، وحين اتجهنا لخصخصته، أصبح يدخل عائدًا للبلدية بقيمة 400 ألف شيكل، في وقت أن رسوم الخدمة لم تتغير على المواطن، وبات المكان نظيفًا وآمنًا".
وكذلك الحال بخصوص متنزه البلدية، حيث أشار إلى أن خصخصته حولته إلى مشروعٍ ناجح يحقق مدخولاً على البلدية ويقدم خدمة أفضل للمواطن وساعات عمل أكثر".
أما على صعيد مركز رشاد الشوا الثقافي، فهناك توجه للبلدية لخصخصته أيضًا؛ إذ إن تطويره بحاجة لنصف مليون دولار، وفق السراج، مشيرًا إلى أن "مبدأ الخصخصة يعتمد على المشاركة بين البلدية والقطاع الخاص لتوفير أفضل خدمة للمواطن وبذات الأسعار المُقرّة سابقًا".