دعت فصائل وقوى وطنية وإسلامية وفعاليات الشعبية، يوم الاثنين، لتحقيق الوحدة الوطنية والاتفاق على استراتيجية مقاومة للاحتلال الإسرائيلي لمواجهة مخاطر الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
جاء ذلك خلال مؤتمر وطني كبير نظمته الفصائل والفعاليات الشعبية بمدينة غزة لدعم المقاومة وصمود شعبنا في القدس والضفة، وسط حضور رسمي وشعبي واسع، ونواب من المجلس التشريعي وشخصيات اعتبارية ووطنية.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري إن شعار "وحدة الساحات" حقيقة، ويجب أن يكون متحققا بالطريقة التي تراها كل قوى المقاومة لتحقيق مصلحة شعبنا.
وأوضح العاروري، وفق متابعة وكالة "صفا"، أن "وحدة الساحات تحققت حين تحررت غزة من الاحتلال بفعل مقاومة شعبنا الفلسطيني"، مؤكدًا أنه "حين تخوض غزة الحروب لا تخوضها من أجلها بل من أجل القدس والمقدسات، وهي حقيقة لا يجادل بها أحد".
وأضاف "هذه الحكومة الصهيونية الجديدة مختلفة بكل المعايير حقيقةً وليس تهويلاً؛ فهي حكومة مجرمة، وتريد الاستيلاء على القدس والضفة وفرض واقع غير قابل للتغيير".
وتابع "هذه الحكومة لها قناعات أنه يجب أن يثار نزاع شديد بالمنطقة، ومن خلاله يتم ترحيل شعبنا بالضفة والاستيلاء عليها؛ هم ماضون في خططهم التصعيدية أملاً أن يحلوا القضية من خلال تهجير شعبنا".
وأشار العاروري إلى أن "هذه الحكومة تريد الدخول إلى المسجد الأقصى والسيطرة على أجزاء منه إذا لم يكن كله، ويريدون نقل مليون مستوطن إلى الضفة المحتلة، وتسليح المستوطنين وحرس الحدود، كما أن برنامجهم في الأراضي المحتلة عام 1948 لا يقل عن برنامجهم في الضفة".
وشدد على ضرورة توحيد صفوف شعبنا والاتفاق على رؤية استراتيجية مقاومة للاحتلال وحكومته بكل الوسائل؛ "فلا يوجد متسع بالوقت إلّا توحيد صفوفنا".
وأكد العاروري ضرورة أن تتحرك السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير في كل المحافل الدولية، لحصار الكيان وكشف الغطاء عنه، داعيًا الدول العربية والإسلامية للتحرك في كل المحافل الدولية لمحاصرة هذه الحكومة ووضعها في مكانها الصحيح كحكومة إجرامية تستهدف شعبنا.
ودعا لتصعيد المقاومة ضد الاحتلال بكل الوسائل، مضيفًا أنه "لا يجوز لنا كشعب أن نصبح خجولين بالحديث عن واجبنا وليس حقنا؛ فالتاريخ لن يرحم أي أحد له القدرة عن مقاومة الاحتلال ولا يفعل".
وبيّن العاروري أن "الظرف الدولي مواتٍ جدًا لتحقيق إنجاز على صعيد القضية الفلسطينية"، مؤكدًا أنه "إذا لم تكن هناك مقاومة للاحتلال فلن يلتفت أحد لهذه القضية".
وأكد أن "أي حراك سياسي لن يكون له أي جدوى إن لم يكن خلفه مقاومة فلسطينية فاعلة"؛ مشددًا على أن شعبنا في الـ48 جزء لا يتجزأ من قضيتنا وأرضنا.
وأضاف "كل قيادة متطرفة مستخفة بشعبنا ومستعدة للعدوان عليه كان نتيجتها الهزيمة، ونؤكد أننا على أبواب معركة مقدسة استراتيجية مهمة، الظرف الدولي والإقليمي والمحلي ملائم لها".
القوى الوطنية
أما القيادي بجبهة التحرير العربية بسام الفار، فطالب، بكلمة ممثلة عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، الفصائل بأخذ دورها الطليعي في مواجهة المحتل عبر تفعيل المقاومة الوطنية الموحدة بكل أشكالها للجم المحتل.
ودعا الفار، وفق متابعة وكالة "صفا"، شعبنا لأخذ دوره في وقف التطبيع مع الاحتلال، مشددًا على رفض للتطبيع أو وضع الحكومات العربية يدها بيد الاحتلال.
وحثّ المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان على فضح الممارسات الإجرامية التي تمارسها حكومة الاحتلال المتطرفة بحق شعبنا ومقدساته، "فالمجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية من أجل الوقف الفوري للمشاريع والقوانين الاستيطانية بالقدس".
ودعا الفار لإدانة سياسة الاعتقال التعسفي والإداري بحق أسرانا، والحرمان من العلاج والإهمال الطبي المتعمد القاتل بحقهم، مطالبًا المؤسسات والهيئات الدولية والمعنية بالتدخل العاجل لإلزام الاحتلال بالإفراج عن الأسرى المرضى وجثامين الشهداء الأسرى.
وطالب المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق جنائي لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق شعبنا.
وشدد الفار على ضرورة التأكيد على المسؤولية العربية والإسلامية تجاه القدس، حاثّا جميع الدول والمنظمات العربية ومنظمات المجتمع المدني لترجمة الدعم السياسي لتدخلات عملية تشمل توفير الدعم والتمويل اللازم في مجالي التنمية والاستثمار لإنقاذ المدينة المقدسة وحماية مقدسات شعبنا وتعزيز صموده.
وطالب أبناء شعبنا في الضفة والداخل المحتل وغزة بتطوير الوسائل واستخدام كل أشكال المقاومة وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال في جميع المحاور؛ إسنادًا لأهلنا في القدس ودفاعًا عن المقدسات.
ودعا جميع قوى ومكونات شعبنا في الداخل والخارج إلى ضرورة التوافق حول استراتيجية وطنية وبرنامج عمل نضالي يعيد ترتيب البيت الفلسطيني؛ ليكون قادرًا على مواجهة التحديات وإدارة الصراع مع الاحتلال وصولاً للتحرير والعودة وتقرير المصير.
الفعاليات الشعبية
أما عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية زياد جرغون فقال، في كلمة ممثلة عن الفعاليات الشعبية، إن شعبنا يواجه التصعيد الفاشي الإسرائيلي برفع وتيرة المقاومة، مشددًا على أن تهديدات الاحتلال لن تخيف شعبنا.
وطالب جرغون، وفق متابعة وكالة "صفا"، بتوفير عناصر المواجهة والاشتباك مع الاحتلال، وتأطير المقاومة المسلحة، وتشكيل قيادة وطنية فاعلة، مؤكدًا أن ذلك يحتاج جهد كل قوى شعبنا وتوحيدها خلف المقاومة.
وأضاف "شعبنا استطاع أن يعتمد على استراتيجية نضالية بكل ما يملك من طاقات وإمكانيات، تستند على كل أشكال النضال وفي مقدمتها المسلح؛ مطلوب أن نستعيد الوحدة الداخلية، وأن نضع آليات نضالية لكل فئات شعبنا في كل أماكن تواجده".
ودعا جرغون السلطة الفلسطينية لوقف سياسة التنسيق الأمني والعمل باتفاق أوسلو والتحرر من كافة قيوده فورًا، مؤكدًا أن ذلك "يتطلب أن نكون موحدين؛ لأن الوحدة هي طريق النصر".