web site counter

تمنع تمدد القرى الفلسطينية

"المشاريع القومية".. إنشاءات إسرائيلية ضخمة تلتهم أرض النقب وتستثني أهله

النقب المحتل - خاص صفا

تحت عنوان "المشاريع القومية"؛ يشهد النقب الفلسطيني مشاريع إسرائيلية عملاقة لتطوير المناطق المحتلة، وسط إهمال متعمّد بحق أصحاب الأرض.

ووجد بدو النقب أنفسهم لا يمتون لهذه المشاريع بأي صلة، سوى أنهم أصحاب الأرض المقامة عليها، واستيقظوا على "خدعة كبيرة"، كان وما زال الهدف منها نهب الأرض.

ومن المفترض أن تدر هذه المشاريع الإسرائيلية الاقتصادية بدرجة أولى، أموالًا وعوائد على بلدات النقب وسكانه أصحاب الأرض، ولاسيما أنهم يفتقرون لأدنى مقومات الحياة بفعل سياسات "إسرائيل"، لكن الاحتلال استثناهم من ذلك.

ومن المشاريع "القومية"، خطوط الضغط العالي للكهرباء، ومنجم الفوسفات، وسكة الحديد، والمصانع الكيماوية، ومشروع "عابر إسرائيل"، بالإضافة لمشاريع أخرى قيد الإنشاء.

"ضخمة ومكلفة"

ويقول مُركّز لجنة التوجيه العليا لبدو النقب جمعة زبارقة، لوكالة "صفا": "إن ما تسمى بالمشاريع القومية لتطوير النقب، كبيرة وكثيرة جدًا، من حيث التكلفة أيضًا، لذلك أطلقوا عليها هذا الاسم".

ويضيف "هناك تطوير هائل يشهده النقب ضمن هذه المشاريع، إلا أنها تستثني البدو، بمعنى أن العلاقة الوحيدة لهم بهذه المشاريع، هو أن الأرض أرضهم، وحينما تم الإعلان عنها، كانت لتطوير النقب".

ويشير إلى أن "مشروع منجم الفوسفات الضخم مقام على أراضينا، ومشروع سكة الحديد الممتد من ديمونا حتى تل عراد مقام على أراضينا أيضًا، وهو لا يخدم إلا اليهود".

ويتابع "مشروع خطوط الضغط العالي للكهرباء أيضًا الممتد من ديمونا حتى وادي النعم، ومشروع المصانع الكيماوية، كلها مقامة على أراضي البدو، خلف قرى مثل قصر السر، وشقيب السلام ووادي النعم وأبو تلول، إلا أنها لا تخدمهم، وتمنع سلطات الاحتلال استفادتهم منها بالرغم من أن القرى تفتقر للبني التحتية".

ويبلغ عدد سكان النقب اليوم نحو 300 ألف نسمة، وبالرغم من أن مساحته تبلغ نحو 12 ألف كيلومتر، إلا أن أصحابه الفلسطينيين لا يملكون إلا 3% فقط من هذه المساحة.

وقف تطوّر القرى

وبالإضافة إلى حرمان سلطات الاحتلال سكان القرى المقام عليها تلك المشاريع، من الاستفادة منها، فإن المشاريع توقف تطور هذه القرى مستقبلًا.

ويقول زبارقة: "هي مشاريع جبارة، لكنها في الواقع تخدم المصانع والبلدات التي يسكنها اليهود فقط، كما أن منها ما سيتسبب بتهجير جزء من أهالي النقب، مثل مشروع عابر إسرائيل".

ويشير إلى وجود مشاريع إسرائيلية مستقبلية أخرى لإنشاء 12 قرية لليهود في النقب، تمتد من تل عراد حتى حور.

ويشدد مُركّز لجنة التوجيه على أن "هذه المشاريع ليس الهدف منها تطوير النقب ولا حتى خدمة اليهود كهدف أسمى، وإنما تأتي ضمن مشروع صهيوني إمبريالي قائم على نهب الأرض في النقب".

"مشروع إمبريالي"

ويؤكد زبارقة أن "إسرائيل" تضخ ملايين الشواكل في النقب تحت عنوان مشاريع تطويرية هائلة، لكن الهدف منها سلب الأرض من أهلها، ولاسيما أن منطقة النقب "لا تستهوي اليهود من حيث المكان والمناخ".

ويجزم أن "هذه المشاريع مخطط لها وتقام منذ السبعينات، ضمن المشروع الصهيوني المذكور"، مضيفًا أن "المشروع الصهيوني ليس استيطانيًا فقط، وإنما إمبريالي يقوم على سلب دم الشعوب وأرضها ومواردها".

وفي وقت تُنشئ "إسرائيل" هذه المشاريع الاقتصادية الضخمة في النقب، يبقى معظم أهله يمارسون أعمالًا شاقة، لمحاولة توفير قوت يومهم على الأقل، وسط افتقار لأدنى مقومات الحياة أو حتى مشاريع البنى التحتية المتعلقة بتوفير الماء والكهرباء، والمؤسسات التعليمية والطرق.

ر ب/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام