أعلنت اللجنةُ المركزيّةُ العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نتائج اجتماعها الدوري حول عدد من القضايا الداخلية والمستجدات السياسية والميدانية.
وقالت الجبهة في بيان وصل وكالة "صفا" نسخة منه، إن الاجتماع عقد في الفترة ما بين 10-12/ فبراير/2023.
وحيت اللجنةُ المقاومين المشتبكين مع الاحتلال في جنين ونابلس والقدس وبيت لحم ورام الله وغزة، الذين يتصدّون للعدوان الإسرائيلي بعمليّاتٍ نوعيّةٍ وبطوليّة، وليس آخرها عمليّة القدس البطوليّة التي نفّذها الشهيد حسين قراقع.
وأبرقت اللجنةُ المركزيّةُ بالتحيّة إلى الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وإلى أمينها العام أحمد سعدات، موجّهةً التحيّة إلى روح الشهيد الأسير أحمد أبو علي، الذي ارتقى شهيدًا؛ نتيجةَ سياسة الإهمال الطبي.
وأكدت وقوفها وإسنادها الدائمين للحركة الأسيرة في معركتها البطوليّة القائمة ضدّ سياسة التنكيل والقمع، التي تمارسها إدارة مصلحة السجون، وفي مواجهة إجراءات المجرم بن غفير بحقّ الأسرى.
وحسب البيان، استعرضت اللجنةُ المركزيّةُ الأوضاعَ الفلسطينية الداخلية، واستمرار كارثة الانقسام، وسبل مواصلة الجهود من أجل إنهائه، وإنجاز المصالحة وصولًا إلى الوحدة الوطنيّة.
وعدّت أن جهود الجبهة من أجل تشكيل ائتلافٍ وطنيٍّ واسعٍ دعوةٌ لخلق حالةٍ وطنيّةٍ وشعبيّةٍ ضاغطة، ومساهمةٌ في توحيد الجهد الفلسطيني لتحقيق هذا الغرض.
وناقشت اللجنةُ نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وتداعياتها على الأوضاع الفلسطينية، وخلصت إلى أنّ هذه النتائج متوقعة، ومنسجمة مع طبيعة التحولات الجارية في "المجتمع الإسرائيلي" الذي يتّجه نحو مزيدٍ من التطرّف والفاشية والعنصرية.
ومن جانبٍ آخر، حذّرت اللجنة المركزية من نتائج زيارة وزير خارجية الإدارة الأمريكية أنتوني بلينكن إلى المنطقة، ومن المساعي الأمريكيّة بشكلٍ عام، التي تهدفُ في جوهرها إلى الضغط بوقف تنامي حالة المقاومة في الضفة، وعدم تطوّرها إلى مرحلة الانتفاضة؛ من خلال بيع الأوهام مجدّدًا للسلطة، بشأن ما يسمى بحل الدولتين، والضغط عليها لاستمرار التنسيق الأمني.
وبهذا الخصوص جدّدت اللجنةُ المركزية دعوتها لقيادة السلطة بضرورة الإسراع بتنفيذ كامل قرارات المجلسين؛ الوطني والمركزي، بقطع كل صلةٍ باتفاق أوسلو (إلغائه)، وسحب الاعتراف بدولة الكيان، وإعطاء الأولوية بدعم شعبنا في الصمود، وبكل الوسائل التي تمكّنه من استمرار مقاومة الاحتلال.
في سياق آخر، أكد البيان أن الجبهة تعمل على تكثيف جهودها من أجل إنشاء جبهةٍ عربيّةٍ موحّدةٍ لمقاطعة التطبيع ومقاومته؛ مستندةً في ذلك إلى الموقف الشعبي العربي الرافض للتطبيع، وإلى معارضة قوى التحرّر العربية لكل أشكاله.
وشددت اللجنة المركزية للجبهة على أنّ المهمّة العاجلة لشعبنا هي مواصلة الجهود لتصليب الحالة الوطنية، وتوفير الظروف الملائمة لانطلاق الانتفاضة، وتعزيز المقاومة وتطويرها مهمّةً وطنيّةً عاجلة.
ودعت إلى تركيز الجهد المقاوم في الضفة، ودعم الظواهر ووحدتها الميدانيّة، وتوسيع البُنى النضاليّة، وتوفير حاضنةٍ شعبيّة، ومرجعيّةٍ وحمايةٍ سياسيّةٍ لها، وتوحيد المؤسّسات الوطنية وتفعيلها، وفي مقدمتها (م.ت.ف) على أساس برنامجٍ وطنيٍّ مقاومٍ متحرّرٍ من أوسلو والتنسيق الأمني.
وطالبت بتشكيل القيادة الوطنية الموحدة القادرة على صوغ خطّةِ تصدٍّ وطنيّةٍ تضع كل إمكانات شعبنا وقدراته في مواجهة دولة الاحتلال وحكومته الفاشية، وتعزيز صمود أبناء شعبنا، خاصّةً في الضفة الفلسطينيّة والقدس.
وعَبّرت اللجنةُ المركزيّةُ عن تضامنها الكامل مع سوريا الشقيقة وتركيا؛ نتيجةَ كارثة الزلزال الذي أدّى إلى سقوط آلاف الضحايا والجرحى وتدميرٍ هائلٍ للبيوت.
ودعت اللجنةُ الجماهيرَ العربيةَ إلى المبادرة في كسر الحصار المفروض على سوريا؛ بتسيير قوافل الإغاثة، وتقديم كلّ أشكال الدعم والإسناد؛ لتعزيز صمودها في مواجهة الحصار.
ودعت في الوقت نفسه، مؤسّسات الأمم المتّحدة والمؤسّسات الدوليّة ذات الصلة إلى تقديم مساعداتٍ عاجلةٍ إلى أبناء شعبنا في مخيمات سوريا التي طالتها كارثة الزلزال، التي تعاني من أوضاعٍ اقتصاديةٍ ومعيشيةٍ صعبة.