بعد مطاردة طويلة ومحاولات فاشلة متكررة للوصول لمنفذي عملية دير شرف قبل أربعة شهور، أعلن الاحتلال فجر الاثنين اعتقال أفراد خلية من مجموعات "عرين الأسود" التي ينسب لها المسؤولية عن تلك العملية التي قتل فيها جندي إسرائيلي.
وعاشت مدينة نابلس ليلةً داميةً على وقع اشتباكات مسلحة وانفجارات متتالية استمرت قرابة الخمس ساعات، انتهت باعتقال المقاومين أسامة الطويل وكمال جوري بعد إصابتهما بجراح.
ووصفت الاشتباكات بأنها الأعنف، إذ استخدم فيها الاحتلال قذائف "الأنيرجا" والرصاص باتجاه المبنى الذي تواجد به المقاومان، ولم يتمكن من اعتقالهما إلا بعد إصابتهما بجراح.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن اعتقال الطويل وجوري جاء نتيجة نشاط مشترك لوحدة "دوفدفان" والشاباك، وتم فيه أيضا اعتقال ثلاثة شبان آخرين ومصادرة بندقيتي M16.
وفي الحادي عشر من أكتوبر 2022 قتل الجندي عيدو باروخ بهجوم بالرصاص نفذته "عرين الأسود" على حاجز "شافي شمرون" القريب من بلدة دير شرف غرب المدينة.
وشكلت تلك العملية واحدة من أقوى الضربات التي وجهتها عرين الأسود للاحتلال، وفرض الاحتلال حصارًا مشددًا على مدينة نابلس استمر قرابة 3 أسابيع كعقاب جماعي، ووضع الاحتلال هدفا بالوصول لمنفذي العملية.
ومع كشف الاحتلال عن هوية منفذي الهجوم وفي مقدمتهم الطويل، داهم منازلهم واستجوب أفراد عائلاتهم واعتقل بعضهم بهدف الضغط على المطلوبين لتسليم أنفسهم.
ونفذت قوات الاحتلال خلال تلك الفترة سلسلة اقتحامات وعمليات خاصة للمدينة على مدى 4 شهور بهدف اغتيالهم أو اعتقالهم.
ومن أبرز تلك المحاولات، عندما تسللت قوة من المستعربين صباح الـ7 من ديسمبر الماضي إلى البلدة القديمة متنكرين بزي مدني، لكن سرعان ما تمكن الطويل ومن معه من اكتشافهم والاشتباك معهم والانسحاب بسلام.
وبخلاف الاقتحامات السابقة التي استهدفت الطويل وجوري، تمت عملية اعتقالهما بعد محاصرة مبنى في شارع حيفا يبعد مئات الأمتار عن أطراف البلدة القديمة.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن الطويل وجوري كانا يتنقلان من مخبأ إلى آخر، وحين اتيحت الفرصة لاعتقالهما بالحد الأدنى من الخطر على قوات الاحتلال، تقرر تنفيذ العملية.
وعكس حجم قوات الاحتلال التي شاركت بالعملية الأهمية التي يوليها الاحتلال للوصول إليهما، فقد فرض الاحتلال طوقَا مشددَا على مساحة واسعة تمتد من وسط المدينة إلى غربها.