قالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، مساء يوم الأحد، إنّ أعداد الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا نتيجة الزلزال المدمر يشهد تزايدًا مضطردًا؛ نتيجة استمرار انتشال الضحايا من تحت أنقاض منازلهم المدمرة بفعل الزلزال الذي ضرب المنطقة الإثنين الماضي.
وبيّن مدير الإعلام في المجموعة فايز أبو عيد في تصريح خاص لوكالة "صفا"، أنّ حجم الكارثة كبير، ومشاهد الدمار والجثث والعائلات التي دفنت بأكملها تحت الركام والأنقاض، هو مشهد مروع لا يمحى من الذاكرة أبدًا.
وقال أبو عيد: "إنّ من كتب لهم الحياة وتم إنقاذهم، يعانون اليوم مأساة كبيرة؛ بسبب فقدانهم لأحبابهم وبيوتهم وكل ما يملكون، إضافة إلى تواجدهم في العراء في ظل البرد القارس، مؤكدًا أنهم بحاجة ماسة إلى مساعدة الجميع؛ لتخفيف آلامهم وجراحهم.
وأوضح أنهم وثقوا حتى اللحظة وفاة نحو 55 لاجئًا فلسطينيًا، منهم 20 من الشمال السوري، و20 في تركيا، وعددٌ آخر في مخيمي النيرب والرمل.
وذكر أبو عيد أنّ مخيم النيرب، شهد وفاة 3 ضحايا من الأطفال الفلسطينيين، في حين وصفت الأضرار التي لحقت بالمخيم بالطفيفة، باستثناء التصدعات التي أصابت عددًا من المنازل، مبينًا أنّ عددًا من عائلات اللاجئين الفلسطينيين من مدينة حلب نزحوا للمخيم.
وفي مخيم العائدين، سُجلت حالة وفاة واحدة على الأقل، أمّا في مدينة جبلة جنوب سوريا، فتمكنت طواقم الإنقاذ بالأمس من انتشال أفراد عائلة أبو راشد، المكونة من 6 أفراد، وسيدة واحدة، تدعى فيحاء الدباغ.
وفي مخيم الرمل، أكد أبو عيد توقف عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض منذ يوم أمس السبت، مبينًا أنّ الزلزال دمّر 3 منازل بالمخيم بشكل كامل، إضافةً إلى تصدع عشرات المنازل، فيما يتواجد نحو 600 لاجئ فلسطيني بالخيام التي أنشأتها "أونروا".
وذكر أنّ مجموعة العمل وثقت نزوح نحو 30 عائلة من مخيم حندرات إلى حلب ثم إلى المناطق الآمنة في مخيم النيرب، بناءً على توصيات اللجان المشرفة على الأبنية، التي أمرتهم بالخروج من المنازل التي يقطنون بها؛ نتيجة تصدع جدرانها بفعل الزلزال، ومنها ما هو آيلٌ للسقوط، ويشكل خطرًا كبيرًا على الأهالي.
وطالب أبو عيد بضرورة المسارعة في إدخال المساعدات الغذائية والإنسانية للشمال السوري، والمخيمات الفلسطينية، وأن تكون تلك المساعدات بحجم هول الكارثة.
ولفت إلى المبادرات الإنسانية الكبيرة من قبل النشطاء والهيئات الإغاثية والحكومية، بالإضافة إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يقوم بحملات إغاثة مستمرة للمتضررين من الزلزال، إلى جانب المبادرات الفردية التي نفذها أهالي المخيمات الفلسطينية، من تبرع بالأغطية والأدوية والأموال من أجل إيصالها للمنكوبين.
ودعا المدير الإعلامي وكالة "أونروا" إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، الذين تخلت عنهم بشكل تام، وأن تكثف من تدابيرها وإجراءاتها الخاصة بالفلسطينيين داخل المخيمات.