تشهد مدينة القدس المحتلة، يوم السبت، توترًا وترقبًا شديدًا، وانتشارًا كثيفًا لشرطة الاحتلال الإسرائيلي في أحيائها وبلداتها كافة، وسط تضييقات مشددة على المقدسيين، ومخاوف من زيادة الإجراءات الانتقامية بحقهم، على خلفية عملية الدهس التي وقعت الجمعة بالمدينة.
ومنذ صباح اليوم، صعدت قوات الاحتلال من إجراءاتها بحق المقدسيين، ونشرت حواجزها العسكرية على مداخل العديد من البلدات والأحياء المقدسية، وشرعت بعمليات تفتيش للمركبات وتدقيق في هويات المواطنين.
وعلى خلفية عملية القدس التي أسفرت عن مقتل مستوطنين وإصابة آخرين، رفعت شرطة الاحتلال حالة التأهب في المدينة المقدسة، خشيةً من وقوع عمليات جديدة.
عسكرة القدس
وقال المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب إن شرطة الاحتلال حولت مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، وشددت من إجراءاتها الأمنية بحق المقدسيين، وسط انتشار مكثف لعناصرها ووحداتها الخاصة، ونصب للحواجز في الشوارع ومداخل الأحياء.
وأوضح أبو دياب، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن "الوضع في المدينة صعب، ويشهد حالة من التوتر والترقب لما سيحدث، في ظل التهديدات الإسرائيلية بفرض عقوبات وإجراءات صارمة ضد المقدسيين، على خلفية العمليات الأخيرة".
وذكر أن شرطة الاحتلال شرعت منذ الصباح، بعمليات تفتيش للمركبات وتدقيق في هويات المواطنين في بلدة جبل المكبر وحي رأس العامود، بالإضافة إلى تحرير مخالفات في عدة أماكن بالمدينة المحتلة.
وأضاف أن الاحتلال عمل على عسكرة مدينة القدس بشكل كامل، على إثر الانتشار الواسع لشرطة الاحتلال بالمدينة، وتحديدًا في محيط بلدة العيسوية، سلوان، جبل المكبر، شارعي صلاح الدين والسلطان سليمان، باب العامود، الطور، وصور باهر.
ومساء الجمعة، شهدت بلدتا العيسوية والطور مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، عقب اقتحام منزلي عائلة الشهيد حسين قراقع، منفذ عملية الدهس في حي "راموت" الاستيطاني بالقدس، واعتقال أفراد أسرته.
وبين أبو دياب أن الاحتلال يريد قمع المقدسيين والتنكيل بهم أكثر، وفرض مزيد من العقوبات الجماعية عليهم، في محاولة لردعهم وكسر شوكتهم وصمودهم، وزيادة الضغط عليهم، لمنع تنفيذ أي عمليات أخرى.
صمود وثبات
وأكد قائلًا:" رغم كل الإجراءات والتهديدات، إلا أن المقدسيين يُواصلون صمودهم وثباتهم والدفاع عن مدينتهم ومقدساتهم وممتلكاتهم، ومقاومة الاحتلال، باعتبارهم الدرع الأول لحماية المشروع الفلسطيني".
وتابع أن" المتطرف إيتمار بن غفير سيعمل على تنفيذ مزيد من عمليات الهدم في القدس، والتهجير والطرد القسري، واستخدام البطش والقوة ضد المقدسيين، بغية توفير الأمن والأمان للمستوطنين".
وبحسب أبو دياب، فإن "بن غفير طوال فترة حملته الانتخابية كان يُركز على ما يسمى بالأمن الشخصي للمستوطنين، إلا أنهم بعد توليه منصبه كوزير للأمن القومي في الحكومة اليمينية المتطرفة، فقدوا هذا الأمن".
وأوضح أن حكومة الاحتلال تعيش حالة تخبط، بعدما فقدت سيطرتها بشكل كامل في القدس، وفشلت أمنيًا وعلى كل الأصعدة والمستويات في قمع الفلسطينيين، ومنع العمليات.
وقال المختص في شؤون القدس:" كلما ازدادت عمليات البطش والاعتداءات الإسرائيلية في القدس، كلما ازداد أهلها صمودًا وتحديًا لهذه الاعتداءات".
وحذر من استغلال حكومة الاحتلال للظروف الإقليمية والدولية، وما يجري في تركيا وسوريا، في محاولة للانتقام وفرض العقاب الجماعي أكثر على المقدسيين.
وشدد على أن صمود المقدسيين، وتعزيز وجودهم في المنازل والأماكن المهددة بالهدم يُفشل كل قرارات الاحتلال وعمليات تنفيذ الهدم.
وطالب أبو دياب المؤسسات والشعوب العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بضرورة تقديم الدعم والإسناد لأهل القدس، الذين هم بأمس الحاجة لمن يُعزز صمودهم وثباتهم في مواجهة اعتداءات الاحتلال وإجراءاته المتواصلة.