تشتكي عشرات العائلات المقدسية في حي أبو تاية ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، من خطر داهم يتهدد حياتهم بأي لحظة، جراء إهمال بلدية الاحتلال الإسرائيلي المتعمد، ورفضها منح ترخيص لبناء جدار استنادي.
وتسبب إهمال بلدية الاحتلال في القدس المحتلة بحدوث أضرار جسيمة في البنية التحتية وبعض منازل الحي، وسط مخاوف من حدوث انهيارات في المنازل والأتربة، مما يعرض حياة قاطنيها للخطر الشديد.
وحي أبو تاية أحد أحياء بلدة سلوان، يقع على الشارع الرئيس الذي يربط أحياء وادي حلوة والبستان وعين اللوزة مع ما يعرف بمنطقة الجسر، والذي يرتبط شارعه مع جبل المكبر وحي الصلعة ووادي قدوم.
وكما بقية أحياء سلوان، يتعرض الحي المقدسي لاعتداءات وانتهاكات إسرائيلية مستمرة، تتمثل في الاقتحامات والاعتقالات وترهيب الأهالي والأطفال، وعمليات الهدم، وتحرير المخالفات، بالإضافة إلى الاستيطان والتهويد، كل ذلك بهدف التضييق على المقدسيين ودفعهم للرحيل.
خطر داهم
عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان خالد أبو تاية- أحد السكان المتضررين- يقول إن تعنت بلدية الاحتلال ورفضها منحن ترخيص لبناء جدار استنادي، تسبب في حدوث أضرار جسيمة بالبنية التحتية في الحي، وانهيار في الأتربة، بفعل هطول الأمطار الغزيرة.
ويضيف أبو تاية، في حديث لوكالة "صفا"، "قبل أربعة أشهر قمنا ببناء جدار استنادي لحماية بيوتنا الواقعة تحت جبل عالٍ بالحي من أي انهيارات خطيرة قد تحدث، إلا أن بلدية الاحتلال أصدرت قرارًا بهدمه، بحجة البناء دون ترخيص".
ويتابع "حاولنا منع الهدم واستصدار ترخيص بناء، إلا أن البلدية رفضت ذلك، وبعدها توجهنا إلى قسم المباني الخطرة بالبلدية وقدمنا طلبًا رسميًا لها، لكنها رفضت مساعدتنا، وبعدها توجهنا لمحكمة البلدية، والتي أعطتنا مهلة لاستصدار ترخيص للجدار، وتم تقديم الأوراق اللازمة كافة، ولم ينجح الأمر وتم الرفض".
ويشير إلى أن جرافات بلدية الاحتلال هدمت قبل سبعة أيام، الجدار الاستنادي، وبفعل هطول الأمطار خلال اليومين الماضيين حدثت انزلاقات وانهيارات في الأتربة.
ويوضح أن عشرات العائلات المقدسية بات يتهددها خطر انزلاق الأتربة على منازلها، وسقوط أحد أعمدة الكهرباء، وهناك خشية من انهيار قسم من المنازل الواقعة أعلى الجدار.
وبحسب أبو تاية، فإن مساحة الجدار الذي جرى هدمه تبلغ 50 مترًا مربعًا، وارتفاعه 4 أمتار، تم بناؤه على قسم من الأرض البالغ مساحتها 3 دونمات.
وتتخوف نحو 16 عائلة تقع منازلها فوق الجدار وتحته من حدوث انهيارات تُهدد حياتهم كل لحظة، مطالبين بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حلول عاجلة لإنهاء معاناتهم.
تنصل من المسؤولية
وتتنصل بلدية الاحتلال بشكل واضح من مسؤوليتها ومهامها الملقاة على عاتقها تجاه المقدسيين، وتمارس تمييزًا عنصريًا ممنهجًا في الأحياء العربية بالقدس، والتي تعاني من نقص شديد في مقومات البنى التحتية وغياب الخدمات الأساسية.
ويقول عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان: "مطلبنا الوحيد بناء جدار استنادي آخر، لحماية منازلنا من الانهيارات الخطرة، وعلى بلدية الاحتلال الاستجابة لمطلبنا بالحصول على ترخيص لبنائه قبل فوات الأوان".
ويوضح أن "بلدية الاحتلال تتعمد عدم منحنا التراخيص اللازمة للبناء في القدس، وإهمال البنية التحتية وعدم تطورها، وتتجاهل كافة الطلبات والأوراق المقدمة لهذا الغرض، كما أنها تهدم منازلنا وتُجبرنا على هدمها أيضًا، بحجة عدم الترخيص".
وحول المطلوب، يؤكد أبو تاية أنهم سيتوجهون إلى المحامي؛ لأجل رفع قضية على بلدية الاحتلال، وللمطالبة ببناء جدار استنادي جديد، لأن الخطر على العائلات الموجودة في المنطقة كبير جدًا، والانهيارات قد تزداد، بالإضافة لسقوط أحد أعمدة الكهرباء، الذي أصبح معلقًا بالهواء.
والأربعاء، شهدت مدينة القدس حدوث عدة انهيارات في منازل وجدران استنادية، وغرق شوارع بمياه الأمطار، جراء إهمال بلدية الاحتلال للبنية التحتية، وعدم تطوير الأحياء العربية في المدينة، مما يفاقم معاناة المقدسيين في كل عام.