لا يكتمل المشهد الشتوي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، إلا بحلوى الحلاوة والزلابية الشهيرة التي تمد جسم الإنسان بطاقة حرارية كبيرة تساعده على مواجهة البرد القارس.
الحلاوة والزلابية واحدة من الأكلات التراثية التي اشتهرت بها مدينة نابلس منذ القدم، وهي عبارة عن لفافة من الخبز المقلي وبداخلها حشوة الحلاوة القرعية.
وتشتهر عائلة التيتي في نابلس بصناعة أنواع محددة من الحلويات، كالحلاوة والزلابية، والحلاوة الطحينية، والطمرية، وهي حلويات تتوفر على مدار العام ويزداد الإقبال عليها في فصل الشتاء.
في محله عند مدخل البلدة القديمة، جلس هلال التيتي ليأخذ قسطًا من الراحة بعد 5 ساعات من العمل المتواصل، لتلبية طلبات الزبائن الذين يتوافدون عليه باكرًا للحصول على وجبتهم المفضلة في الأجواء الباردة.
وكلمة "زلابية" هي كلمة يونانية تعني الخبز المقلي بالزيت، كما يبين التيتي الذي أوضح لمراسل وكالة "صفا"، مكوناتها وطريقة إعدادها.
وتتكون عجينة الزلابية من الطحين والسكر والخميرة، وبعد تخميرها يبدأ بتقطيعها إلى كرات من العجين، وفي المرحلة الأخيرة، يقوم بفردها وترقيقها يدويًا بحركات احترافية لتأخذ شكل المثلث، ويضعها في المقلى لتكتسب اللون الذهبي ثم ترفع وتزين بحبة البركة السوداء "القزحة".
أما الحلاوة القرعية فيتم صنعها من نبات القرع، بعد تقشيره وإزالة البذور والمكونات الداخلية منه، ثم بشره بمبشرة خاصة لتحويله إلى رقاقات صغيرة.
وبعد نقعه في الماء يصفى القرع ويوضع في حلة معدنية كبيرة على النار مع السكر وعسل الجلوكوز حتى يتحول إلى ما يشبه المربى.
الحلاوة والزلابية توأم نابلسي يطلق البعض عليها لقب الشاورما النابلسية، لأنها تلف على طريقة الشاورما العربية.
وتتفاوت أذواق الزبائن في طريقة تجهيز لفافة الحلاوة والزلابية، فمنهم من يفضلها مزينة بحبة البركة، ومنهم من يفضلها مع الحلاوة الطحينية، وبعضهم يضيف إليها الجوز أو الفستق الحلبي أو العسل الطبيعي.
ويقول التيتي لوكالة "صفا"، "إن أهل نابلس يفضلون تناولها ساخنة، خاصة في الصباح الباكر أو ساعات المساء كوجبة فطور أو عشاء كاملة، وخلال النهار يكثر الطلب عليها من زوار المدينة والمتسوقين".
وبسبب شهرتها الذائعة، يتم يوميًا إرسال طلبيات لفلسطينيي الداخل ولمغتربين فلسطينيين خاصة في الأردن ودول الخليج ودول غربية عديدة.
ويؤكد التيتي أن هذه الحلوى تختص بها مدينة نابلس، ويعود أصلها إلى سوريا، حيث جاء بها جد والده من هناك وبقيت متوارثة في عائلته.
ويشير إلى أن هناك أنواعًا مختلفة من القرع، "ولكل نوع منها أسرار ومهارات خاصة في صناعته ليناسب أذواق الزبائن، فمنها الأصفر ومنها الأحمر، وأفضلها القرع ذو الأحجام الكبيرة الذي يصل وزن الثمرة الواحدة 60 كيلوغرامًا".
"وأحيانًا يضطرون لاستخدام القرع الصغير، عند عدم توفر القرع الكبير، وعندما ينقطع القرع كليا من الأسواق، يتم اللجوء للجزر كبديل مؤقت"، يقول التيتي.
ويفضل بعض الزبائن شراء هذه الحلوى لفافات جاهزة، حيث تتراوح سعر الواحدة بين 6-8 شواكل.
بينما يفضل آخرون شراءها كل على حدة ليقوم بلفها في وقت لاحق، ويباع الكيلو غرام الواحد من الحلاوة ب 40 شيكلًا ومن الزلابية بـ 33 شيكلًا.