تسبب الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، فجر الإثنين الماضي، في تضرر القلعتين التاريخيتين في مدينتي غازي عنتاب التركية وحلب السورية، وشهدت مدينة ملاطية التركية كذلك انهيارا كبيرا طال مسجدا أثريا.
وتداولت حسابات على منصات التواصل ووسائل إعلام تركية مشاهد مصورة لتضرر القلعة التاريخية في غازي عنتاب، حيث انهارت عدة جدران من القلعة، في حين وثقت مشاهد في مدينة ملاطية انهيار جدران مسجد "يني جامع" بشكل كامل، جراء الزلزال الذي ضرب مدينة ملاطية.
قلعة غازي عنتاب
وقالت وكالة الأناضول إن القلعة التاريخية في غازي عنتاب تضررت، حيث دمر الزلزال بعض المعاقل في الأجزاء الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية من القلعة الواقعة في منطقة شاهينبي الوسطى، وتناثر الحطام على الطريق.
وتناثر حطام الجدران والقلاع التي سقطت على الطريق، كما انهار الجدار الاستنادي المجاور للقلعة ولوحظ وجود شقوق كبيرة.
كما تعرض مسجد "يني جامع" الواقع في منطقة الحميدية بمدينة ملاطية للانهيار، ولم يتبق سوى أجزاء من جدرانه قائمة، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1913.
وحسب وكالة أنباء دوغان التركية، فإن المسجد شيد في موقع مسجد "حاجي يوسف" الذي دُمّر في زلزال عام 1894 المعروف باسم "الزلزال الكبير"، واستمر البناء في مسجد "يني جامع" بمساعدة الأهالي ومساهمة السلطان عبد الحميد الثاني.
وكان المسجد تعرض لأضرار بالغة نتيجة الزلزال الذي وقع عام 1964، وظهرت تصدعات على قبته وبعض جدرانه، إلى أن جرى ترميمه وتركيب مآذن كبيرة جديدة.
وتعد قلعة غازي عنتاب التاريخية واحدة من أفضل الأمثلة على القلاع الباقية في تركيا، حيث تقع على تلة ترتفع نحو 25 مترا.
وبُنيت القلعة لأول مرة لتكون برج مراقبة على التل خلال العصر الروماني، واتخذت شكلها الحالي في العام الميلادي في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيانوس الملقب بـ"مهندس القلاع".
قلعة حلب
ومن عنتاب لشقيقتها المحاذية لها في شمال سوريا حلب، طالت الأضرار مواقع أثرية وتاريخية، أبرزها قلعة حلب الشبيهة بقلعة عنتاب.
وأفادت المديرية العامة للآثار التابعة للنظام السوري -في بيان- بسقوط "أجزاء من الطاحونة العثمانية داخل قلعة حلب وحدوث تشقق وتصدع وسقوط لأجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية".
وسقطت كذلك "أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي" الواقع داخل القلعة، التي تضررت مداخلها وسقطت أجزاء من حجارتها "ومنها مدخل البرج الدفاعي المملوكي".
وفي المدينة القديمة في حلب، حدثت انهيارات وتصدعات في مبان سكنية عدة متاخمة للأسوار التاريخية.
ونشرت المديرية -عبر حسابها الرسمي على فيسبوك- صورا تظهر تضرر قبة منارة الجامع الأيوبي والأضرار التي لحقت بواجهة التكية العثمانية، وأضرارا طفيفة ومتوسطة بمناطق متفرقة داخل قلعة حلب.
وتشتهر حلب بقلعتها التي تعد نموذجا للعمارة العسكرية الإسلامية في القرون الوسطى، وبأسواقها القديمة التي تعدّ من أقدم الأسواق في العالم.
وطوال السنوات الماضية في حلب، طالت أضرار شديدة القلعة والأسواق ومباني أثرية عدة أخرى في المدينة.
وفي محافظة حماة، كشف المسح الأولي الذي أجرته فرق الآثار عن تضرّر "بعض المباني داخل قلعة المرقب" الأثرية في مدينة بانياس، وسقوط أجزاء من حجارة الجدران وكتلة من برج دائري. وكذلك، سقطت واجهات تاريخية في مدينة حماة.
وسقط جرف صخري في محيط قلعة قدموس في محافظة طرطوس، وانهارت مبان سكنية في حرم القلعة.
ولا تزال فرق الآثار تقيّم الأضرار، ولم تصلها معلومات دقيقة عما إذا كانت طالت أيضا مدينة تدمر الأثرية.
وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات بمقياس ريختر قرب غازي عنتاب جنوبي شرق تركيا اليوم الاثنين عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي على عمق نحو 17,9 كيلومترا، وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي، وشعر سكان لبنان وقبرص أيضا بالهزة.