أربيل - دينا فروانة - صفا
هو أحد أعلام العراق وأساتذتها المخلصين، عمل مدرسًا للفيزياء في بغداد والموصل وأربيل، وكان معدًا ومقدمًا للدروس التعليمية في القناة التربوية التابعة لوزارة التربية العراقية، حتى لقبّه طلابه بـ"ملك الفيزياء".
شارك في إدارة وفحص وتدقيق الامتحانات، قبل أن يصبح مشرفًا اختصاصيًا في ممثلية وزارة التربية في أربيل شمالي العراق، وهو أحد أعضاء مركز بغداد لعلوم الفلك والفضاء، وكانت تختاره الدولة ضمن لجنة مراقبة الهلال.
إنه اللاجئ الفلسطيني أحمد على الحانوتي (64 عامًا)، الذي وُلد وترعرع في العاصمة العراقية بغداد، بعد أن هجّرت العصابات الصهيونية والديه من بلدة ترشيحا شمالي فلسطين المحتلة عام 1948م.
والده الشيخ العلامة علي الحانوتي، أحد علماء العراق في علم الحديث، والذي عمل إمامًا وخطيبًا ومدرسًا للعلوم الشرعية والحديث والقرآن في بلاد الرافدين.
محبة وإخلاص
"في قلوبنا محبة خاصة للعراق وأهلها، كانت لنا دعمًا ودافعًا للإخلاص في العمل؛ لأنه وطننا الذي تربينا فيه"، هكذا وصف الحانوتي حياته الزاخرة هناك.
الحانوتي، الذي حاورته وكالة "صفا"، تخرج من كلية التربية- قسم الفيزياء بجامعة بغداد، وعَمِلَ في سلك التعليم منذ عام 1982م، فكانت بدايته في التدريس بمدينة الفلوجة، التي بقي فيها حتى عام 1993م، ثم انتقل إلى بغداد، وبعدها الموصل عام 2007م، وأخيًرا أربيل.
ويقول الحانوتي: "كل تلك المدن كانت أرضًا خصبة، حيث كنت مدرسًا فيها قبل أن أكون مشرفًا اختصاصيًا في ممثلية وزارة التربية في أربيل".
وعمل الحانوتي في بغداد معدًا ومقدمًا للدروس التعليمية في القناة التربوية التابعة لوزارة التربية لمدة 4 أعوام في الفترة ما بين 1993 إلى 1997م.
استطاع الحانوتي رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها الفلسطينيون في العراق، أنّ يُخرّج 5 من أبنائه وبناته من الجامعات العراقية في الفيزياء والرياضيات والعلوم، والدراسات العليا في هندسة الكهرباء.
وكان للحانوتي إسهامات بارزة في سلك التعليم، إذ شارك في عملية فحص وتدقيق الدفاتر الخاصة بالامتحانات في بغداد والموصل وأربيل، وعمل أيضًا في اللجنة الفرعية لإدارة الامتحانات في أربيل، ومديرًا للإشراف الاختصاصي فيها.
ووصل الحانوتي، الذي يستقر حاليًا في أربيل، سن التقاعد نهاية عام 2019، ورفض مغادرة العراق والهجرة إلى أوروبا.
ويقول الحانوتي لوكالة "صفا": "هذا العمل المتنوع من تدريس وامتحانات وإشراف اختصاصي وإلقاء محاضرات، وتطوير المدرسين والمشرفين خلال هذه المسيرة، ومشاركتي في دورات متنوعة، أكسبتني خبرة في هذا المجال، وأترك تقييمها لمن عمل معي ولمن كلفني بها".
ويضيف "تركت بفضل الله أثرًا، راجيًا القبول من الله في صحيفة عملي، فتلامذتي هم الآن بناةٌ لوطنهم في كل صنوف الأعمال الراقية، وكثيرًا منهم على تواصل معي وألتقي مع بعضهم، فمنهم، الطبيب والمهندس والأستاذ الجامعي. كانت محبتهم لي كبيرة، ولكوني فلسطينيًا كانت محبتهم لي أكبر".
بعض الإسهامات
ويذكر الحانوتي أنّ الكثير من الفلسطينيين شغلوا أعمالًا مهمة في العراق، فمنهم مدراء عامون، ومدراء أقسام وشعب ودوائر، ومدراء مدارس ومشرفيين اختصاصيين، ومنهم من عمل في وضع المناهج في وزارة التربية، ومنهم من عمل مع الحانوتي في مؤسسة التلفزيون التربوي.
ويُعرف الحانوتي باهتمامه بالفلك، ويقول: "برز اهتمامي بعلم الفلك لأنه كان أحد المواضيع التي درستها في اختصاصي، وكان للأستاذ الدكتور حميد النعيمي الذي درسني هذا العلم، وهو الآن مدير جامعة الشارقة، الفضل في الاهتمام بالفلك ومتابعته".
وفي بغداد، عمل الحانوتي في الهيئة العليا لثبوت الرؤية الشرعية للهلال، وتحديد ميقات الأشهر القمرية التابعة لديوان الوقف السني حتى عام 2007، قبل رحيله إلى الموصل، وهو الآن أحد أعضاء مركز بغداد لعلوم الفلك والفضاء، وله تواصل مباشر مع الفلكيين في المركز.
وحول الصعوبات التي يواجهها اللاجئ الفلسطيني في العراق يضيف "نواجه صعوبات مع من يجهل قوانين اللجوء، وصعوبات ناتجة عن عدم صياغة قانون يعمل على إنصافنا".
ويتابع "أمّا مخيمات الفلسطينيين فتواجه صعوبة كما مخيمات العراقيين خاصة بعد النزوح الأخير لأهالي المحافظات العراقية نحو المخيمات في إقليم كردستان العراق في العام 2014".
د ف/أ ج