تعيش عائلة أبو عيش في مدينة عكا بالداخل الفلسطيني المحتل، حالة رعب من هدم منازلها، بعد صدور أمر هدم فوري من سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمنازل أربعة عائلات منها، جعلها بين فكي جرافة، وذلك تتويجاً لمسلسل ملاحقة لهذه العائلة استمر لسنوات.
وتواجه عائلات أبو عيش خطر التشريد والهدم دون إنذار في أي لحظة، بعدما صدر أمر الهدم، وهي ترفض بأي حال من الأحوال تنفيذه قسرًا.
والعائلات المستهدفة منازلها هي: منزل عائلة أحمد أبو عيش، ونظمي أبو عيش، ونبيل أبو عيش ومنزل عائلة إيفا أبو عي، وهي مقامة على ما يزيد عن ثلاثة دونمات من الأرض.
مقامة منذ 70 عاما
وتقول نورة أبو عيش إحدى أفراد العائلات المستهدفة منازلها لوكالة "صفا": "إن هذه البيوت نسكنها ومن قبلنا أباءنا وأجدادنا منذ 70 سنة، ومنزلنا حاليًا يعيش فيه 20 فردًا معظمهم من الأطفال".
وتضيف "أن أمر الهدم الفوري صدر عن محكمة الصلح الإسرائيلية، بعد أن تقدمت بلدية الاحتلال في عكا بشكوى، مفادها أن المنازل مقامة بدون تراخيص".
وتستخدم سلطات الاحتلال عصا "التراخيص" في مخططها لاستهداف بلدات الفلسطينيين في الداخل، من أجل التضييق عليهم وخنقهم، ومنع توسع مسطحات مدنهم، حيث ترفض منح أي تراخيص للبناء أو للمصالح التجارية، لكي ترغمهم على البناء ومن ثم تهدم المنازل، وتفرض غرامات باهظة.
وحسب أبو عيش، فإن أمر الهدم الصادر جاء بالرغم من الضرائب التي تتلقاها بلدية الاحتلال من أهالي المنازل، الذين يؤكدون أن الأرض والمنازل ملكية خاصة لهم.
تخبط بلدية الاحتلال
لكن هذه الملكية لا تعني شيء لسلطات الاحتلال التي تدوس على قوانينها بحد ذاتها في تغولها على الفلسطينيين، حيث تزعم بلدية الاحتلال بعكا أن الأرض التي تقام عليها المنازل، هي ضمن أرض سيمر بها شارع رئيسي.
وتنفي أبو عيش مزاعم بلدية الاحتلال، قائلة "هذه المنازل يوجد بجانبها مقبرة مسيحية، منذ سنين، بالتالي فإن بلدية الاحتلال مزاعمها واهية وهي متناقضة، وفي كل مرة تزعم مزاعم جديدة، فمثلًا تراجعت مرة وقالت إن الأرض سيتم استغلالها للعامة، ومرة تزعم بأنها غير صالحة للبناء".
"وكل مزاعم بلدية الاحتلال تصب من أجل الوصول إلى هدفها الرئيسي وهو مصادرة الأرض".
وسبق أن سارعت العائلات بتقديم استئناف للمحكمة المركزية في حيفا ضد قرار الهدم الفوري، إلا أن الأخيرة صادقت على القرار، ومن ثم تم تقديم التماس للعليا الإسرائيلية، ورفضته هي الأخرى.
ومنذ ذلك الرفض، تعيش العائلات بحالة رعب، حتى أن أبناءها من الأطفال والشباب لا يذهبون إلى مدارسهم ومؤسساتهم التعليمية، ويرابطون في منازلهم، خوفًا من أن يخرجوا منها ويعودوا دون أن يجدوها.
وبعدما أغلقت كل الأبواب القضائية أمام عائلات أبو عيش، فإنها أصبحت اليوم بين فكي جرافة إسرائيلية، قد تأتي بلحظة غمضة عين وتهدم منازلها.