web site counter

في "اللجون" المهجرة.. معركة على الهوية فرسانها قبور

حيفا - خاص صفا
تدور في أروقة مقبرة اللجون المهّجرة، معركة "شواهد قبور" بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال، التي تشن حربًا على هذه الشواهد منذ عام، في جريمة يشهد عليها الشهداء والموتى.
فقبل أربعة أشهر، نصب الفلسطينيون شواهد لإبراز قبور الشهداء في مقبرة قرية اللجون المهجرة في منطقة الروحة قرب مدينة حيفا بالداخل الفلسطيني المحتل، ونصبًا تذكاريًا لهم، إحياءً لذكرى الشهداء وتأكيدًا على تاريخ القرية.
إلا أن سلطات الاحتلال ممثلة بما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل"، اقتحمت القرية خلسة، وأزالت الشواهد والنصب التذكاري، وسرقتهم، فأعاد الأهالي نصب شواهد أخرى، إلا أنها صادرتها، وذلك للمرة الثالثة.
وتقع قرية اللجون في قضاء حيفا، وهي قرية مهجّرة دمرتها عصابات "إسرائيل" عام 1948، وارتقى منها 21 شهيداً دفاعاً عن قريتهم وتم تهجير سكانها، واستقر معظمهم في أم الفحم لقربها.
تعنت وإصرار
وعما يجري داخل مقبرة القرية، يقول مسئول جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في الداخل الفلسطيني سليمان فحماوي، لوكالة "صفا": "إننا كلجنة لإحياء ذكرى شهداء قرية اللجون وأم الفحم، نعمل على إبراز قبور الشهداء في المقبرة".
ويضيف: قبل أربعة أشهر وضعنا شواهد على القبور، ووضعنا نصبًا تذكاريًا، فحضر مندوبو الدائرة وما تسمى بـ"الدوريات الخضراء" وأزالت الشواهد.
ويشير إلى أن اللجنة وأهالي أم الفحم أعادوا وضع الشواهد والنصب التذكاري مجددًا، فيما عادت طواقم الاحتلال وأزالتها، بزعم أنها "أراضي دولة".
وكانت سلطات الاحتلال قد صادرت الشواهد في 28 يناير الجاري، الشواهد، وسبق ذلك مصادرتها في 11 من ذات الشهر، بعد أن تم نصبها بذكرى يوم الشهيد في السابع من يناير، بالإضافة إلى مصادرة النصب التذكاري الذي وُضع يوم 26 أغسطس الماضي.
وفي الوقت الذي اتخذت فيه اللجنة قرارًا بإعادة الشواهد والنصب مرارًا، تُصر سلطات الاحتلال على إزالتها في كل مرة، في معركة على هوية وتاريخ القرية وشهدائها الذين ارتقوا دفاعًا عنها.
وتحمل شواهد القبور أسماء الشهداء وتاريخ استشهادهم بالإضافة إلى علم فلسطين.
معركة على الهوية
وحسب فحماوي، فإن "ما يجري هو معركة حول هوية القرية، ولدينا موقف ثابت سنستمر فيه، وسنواصل نصب الشواهد، إحياءً لذكرى الشهداء وتأكيدًا على هوية القرية الفلسطينية، ولإحياء تاريخ أجدادنا وأبائنا الذين هُجروا منها".
ومساء أمس الإثنين، اتخذ المجتمعون في لجنة تخليد شهداء اللجون وأم الفحم، عدة خطوات قادمة، للرد على مصادرة الشواهد والنصب التذكارية من المقبرة، والاعتداء على حرمتها.
ويشدد فحماوي على أن "هذه الحكومة اليمينية تتعامل بجنون وتخبط، حتى أصبحت تدعي أن القبور أراضي دولة".
ويستدرك بالقول: "إن معركة تثبيت الشواهد، ستستمر لنوصل رسالة إلى دائرة أراضي إسرائيل وكل مؤسساتها، بأن هذه أرض آبائنا وأجدادنا، وهذه قبور شهدائنا، ولنؤكد أن هنا كانت قرية فلسطينية تم تهجير أهلها داخل الوطن وخارجه".
كما يطلق الفلسطينيون حملات ترميم وتنظيف للقرية، لمواجهة محاولات طمس هويتها وتاريخها وتراثها من قبل "دائرة أراضي إسرائيل".
وبالرغم من تحذيره من تصاعد الهجمة على الفلسطينيين في الداخل وممتلكاتهم، إلا أن فحماوي لا يستغرب أي خطوة يمكن أن تتخذها الدائرة، في ظل حكومة يمينية يقود فيها، المتطرف إيتمار بن غفير.
وفي هذا الإطار، يكشف فحماوي عن وجود مقترح بأن تكون مسيرة العودة الـ75 التي يتم التحضير لها في أبريل المقبل، إلى قرية اللجون المهجرة، وذلك ردًا على إجراءات الاحتلال ومحاولاته لطمس هويتها.
يُذكر أنه سبق تسيير مسيرة العودة الكبرى إلى قرية اللجون قبل أعوام، وما تزال تواجه القرية محاولات طمس ما تبقى من آثار المجازر والتهجير التي ارتكبتها "إسرائيل" فيها إبان عام النكبة.
أ ك/ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام