دعت منظمة "جبل الهيكل" المزعوم إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك في السادس من فبراير، بمناسبة ما يسمى "عيد الفصح" اليهودي.
ودعت الجماعات المتطرفة إلى مستوى جديد من اقتحامات الأقصى، وإدخال "الأدوات الخاصة بالصلوات والطقوس التلمودية إلى المنطقة الشرقية من المسجد، لتثبيت حقها في الصلاة". حسب زعمها.
وطالبت بمضاعفة أعداد المقتحمين للأقصى فيما يسمى عيد "الفصح" العبري، الذي يتوافق مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك ما بين 6-12 أبريل المقبل.
وقالت ما تسمى حركة "حاي فاكيام"، الأكثر تطرفًا في جماعات "الهيكل": إن" وجود وزراء مثل بن غفير بحقيبة الأمن القومي الإسرائيلي ضمن مؤازرين وداعمين لجماعات الهيكل يحتم التفكير بكيفية الحفاظ على الحضور اليهودي اليومي في المسجد الأقصى".
وشددت على "ضرورة استغلال الوضع الذي يحكم فيه اليمين، ولديه الصلاحيات لتنفيذ المطالب التي سبق وقدمت للحكومة الانتقالية السابقة، وأهمها اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى من كل الأبواب ودون سقف زمني محدد طالما بقي المسجد مفتوحًا".
وأضافت: "من حق اليهود اقتحام الأقصى والتجول فيه والصلاة دون حراسة أو مرافقة أمنية، وأيضًا نصب شمعدان ضخم على سطح المدرسة التنكزية فوق باب السلسلة ليكون مشاهدًا من ساحة الأقصى الفسيحة بكل أرجائها، وإدخال أدوات الصلاة وإحياء نمط العبادة القرباني بحذافيره.
وأشارت إلى أنه "يجب الاحتفاء بمطلع الأسبوع والشهر العبري، إضافة إلى مطلع السنة العبرية ومختلف الأعياد اليهودية، والتوجه نحو تحويل مطلع شهر شباط العبري وفرض استمرارية الطقوس التوراتية في المسجد".
وتأتي هذه الدعوات المتطرفة في إطار التحريض المستمر ضد المسجد الأقصى، ومحاولاتهم لتغيير الواقع الديني والتاريخي، وهوية المسجد الإسلامية، عبر تكريس أداء الصلوات والطقوس التلمودية داخل المسجد وكأنها أمرًا طبيعيًا.
مشروع تهويدي
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي يؤكد أن مشروع تهويد المسجد الأقصى مشروعًا مركزيًا للاحتلال، اُحتلت على أساسه مدينة القدس وتم "ضمها للسيطرة الإسرائيلية".
ويقول الهدمي في حديث خاص لوكالة "صفا": "رغم كل الظروف الميدانية التي تمر بها الأراضي الفلسطينية، وخاصة مدينة القدس، إلا أن جماعات الهيكل وحكومة الاحتلال يبقى عينها على المسجد الأقصى، كونها ترى فيه أيقونة السيادة في المدينة، وأن سيادتها منقوصة طالما لم تفرض على المسجد بشكل كامل".
ويضيف أن "حكومة الاحتلال لا ترى في الأردن صاحبة الوصاية على الأقصى، شريكًا في هذه السيادة، وتسعى لتآكلها وإبعادها عن الصورة الحقيقية داخل المسجد المبارك".
ويبين الهدمي أن الأمور والأحداث هذا العام، أصبحت أكثر تسارعًا باتجاه تغيير الواقع بالأقصى، في ظل وجود حكومة اليمين المتطرف، رغم كل التطمينات التي تُرسلها هذه الحكومة سواء للأردن أو الحكومات العربية المطبعة أو حتى العالم.
ويؤكد أن حكومة الاحتلال ماضية في مخططها لتغيير واقع الأقصى وتهويده، وإبعاد المسلمين عنه، والعمل على تقسيمه وفرض واقع جديد فيه.
ويحذر الهدمي من تصاعد الاقتحامات والأحداث في المسجد الأقصى، خلال شهر رمضان، الذي يتزامن مع "عيد الفصح" العبري، خاصة أن الاحتلال اعتاد في كل موسم أعياد على استغلال لذلك لفرض أمر واقع جديد يتم البناء عليه والتقدم باتجاه السيطرة الكاملة على المسجد المبارك.
وبنظره، فإن" الظروف التي تعيشها المنطقة تُنذر بانفجار كبير بالقدس وفلسطين المحتلة، في ظل حكومة متطرفة قليلة خبرة ولديها من الوقاحة كي تقوم بقفزات مجنونة ستودي للانفجار، وقد تدفع بالأمور نحو المواجهة العسكرية".