تطور نوعي بصراع الأدمغة

تحليل: السيطرة على الحوامة الإسرائيلية ضربة أمنية وتقنية بالمعركة الأعقد

غزة - صفا

تتواصل معركة صراع الأدمغة بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وجيش الاحتلال الإسرائيلي، التي كان آخرها إعلان كتائب القسام يوم الأحد، سيطرتها على حوامة إسرائيلية قالت إنها "تحتوي على معلومات مهمة".

وأعلنت الكتائب، مساء أمس السيطرة على حوامة للاحتلال، ونشرت تحت بند "سُمح بالنشر"، أنها سيطرت على حوامة إسرائيلية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة فجر الجمعة الماضية.

وقالت القسام إن مهندسيها تمكنوا من التعامل مع الحوامة واستخراج معلوماتٍ مهمةٍ وحساسة تخص قوات الاحتلال.

ووصف كتاب ومحللون ومختصون أمنيون تمكن كتائب القسام من السيطرة على الحوامة المتطورة، بالتطور النوعي، وأنه شكل ضربة عسكرية وأمنية وتقنية، رغم فارق الإمكانيات الشاسعة بين القوتين.

واعتبر الكاتب عبد الله العقاد أن ما كشفه القسام "يضعنا في تطور المعركة الأعقد والأهم والتي لم تتوقف ساعة".

وقال العقاد: "كيف لا؛ وهي صراع المعلومة، والمعلومة في الحروب الهجينة هي عصب المعركة، فعليها تتحدد معرفة نوايا العدو، وقراءة سلوكه جيداً".

وأضاف: "هذا يجعلك تحتاط أو تحبط أو تسيطر أو تواجه.. وما إخفاق خطة (كوخافي) تنوفاه عنا ببعيد !".

وختم بالقول: "في معركة أنت تستبق المعلومة تبقى الفاعل، والفاعل مرفوع في معركة الوجود".

أما المختص بالشأن الأمني رامي الشقرة فقال:" إن المقاومة الفلسطينية تتصدر المشهد الوطني وتضرب مقدرات الاحتلال في كل مكان وتعبر عن وحدة جبهاتها في الساحة الفلسطينية، فضربات العرين تساندها كتيبة جنين وهجمات المقدسيين تؤازرها المعارك الصامتة في غزة".

وأضاف الشقرة أن رسالة القسام أنها في الميدان معكم وأنها تظهر تنوع أدوات المعركة لترسل برسالة اطمئنان لشعبها أنها درع وسيف لحمايتهم مع مكونات المقاومة وتشكيلاتها المتنوعة.

في حين، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، إن " صراع الأدمغة لم يتوقف بين كتائب القســام والاحتلال، وخاصة على الصعيد التقني، فاليوم أعلنت القسـام عن إنجاز جديد عبر السيطرة على حوامة تحتوي على معلومات مهمة وفق ما صدر، خلال العدوان الأخير، مما يشير بشكل واضح أن خلف ما يشاهده أهل غرة ويشاهده من طائرات بكافة الأشكال هناك صراع خفي يدور بين الأرض حيث تسيطر المقـاومة وما بين الطائرات التي ترصد وتتابع كافة التفاصيل، لكن المقـاومة لم تترك ميدانا إلا واجتازته ودخلت به، وخاصة التقني؛ سواء في سياق التطوير أو التصدي".

وأضاف القرا أن جبهة مفتوحة ودائمة من الصراع ومحاولات السيطرة إلا نجحت فيه كتائب القسـام، ووجهت ضربات محكمة لمنظومة الأمن الصهـيوني الذي اعترف لاحقًا بقوة وذكاء العقول القسامية".

ورأى اللواء محمد لافي الخبير الأمني، أن يصبح إسقاط مسيرات العدو التجسسية عادة لدى كتائب القسام، هذا يشير إلى تطور في أداء أبطال القسام يقابله فشل متكرر في جانب العدو.

وقال لافي: "نجاح القسام هذه المرة في السيطرة على معلومات كما نجح في تفكيك مكونات المسيرة، وسيتولد عن هذا النجاح أثران، أحدهما نقل تقنية العدو إلى منظومة مسيرات القسام، والأثر الثاني قراءة المعلومات الاستخبارية التي تم السيطرة عليها واستثمارها على أكثر من صعيد".

أما الخبير في الشؤون العسكرية أمين حطيط، اعتبر أن سيطرة المقاومة على الحوامة الإسرائيلية سالمة، وحصلت على ما تخزنه من معلومات، بمثابة إحراج للاحتلال، وجعلته ملزمًا بالاعتراف بفقدان حوامة عسكرية.

ورأى حطيط أن الحوامات العسكرية أداة استراتيجية للكيان الإسرائيلي في إدارة المعركة مع غزة، وأن سيطرة المقاومة على الحوامة تشكل ضربة عسكرية وأمنية وتقنية.

وأكد أن المعلومات الحساسة في الحوامة تساعد المقاومة على كشف خطط الاحتلال وكيفية متابعته للأحداث في غزة.

أما الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي جمعة التايه، فرأى أن إعلان القسام السيطرة على الحوامة، يؤكد أن المقاومة تتقدم بإنجازاتها على الاحتلال.

وقال التايه:" تطور المقاومة أصبح ظاهرًا للعيان بالإنجازات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي تكشف عنها"، مضيفًا "الاحتلال يخشى من المعلومات التي حصلت عليها كتائب القسام بعد السيطرة على الحوامة".

وأكد أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أخفقت في مجالات كثيرة أمام المقاومة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يخفي الكثير من إخفاقاته حتى لا تنعكس سلبًا على معنويات جنوده.

ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك