web site counter

"الوضع مرشح للتصعيد"

مختص لـ"صفا": مسيرة المستوطنين في باب العامود سعيُ لمحاربة الهوية

القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا

قال المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى لفرض سيطرتها على البلدة القديمة في القدس المحتلة ومنطقة باب العامود، من خلال تعزيز وجود المستوطنين في البلدة، وجعل مسيراتهم الاستفزازية أسبوعية.

وأوضح الهدمي، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الاحتلال اعتاد على السماح للمستوطنين بتنظيم مسيرة استفزازية شهريًا في البلدة القديمة وباب العامود، لكن اليوم يحاول جعلها أسبوعية وكأنها أمرًا طبيعيًا، بهدف تعزيز وجودهم، وتنفيذ المزيد من الاستفزازات بحق المقدسيين.

ومساء الخميس، يعتزم مستوطنون تنظيم مسيرة استفزازية تهويدية في منطقة باب العامود بالقدس، وسط دعوات أطلقتها نشطاء فلسطينيون للحشد والتواجد في المنطقة، من أجل التصدي للمسيرة.

تداعيات خطيرة

وأضاف الهدمي أن هذه المسيرة تأتي بهدف الاستفزاز، وتعويد المستوطنين على التجول في طرقات وأزقة البلدة القديمة بشكل متواصل، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، وأيضًا زيادة اقتحامات البلدة بشكل مستفز.

وأشار إلى أن هذه الاقتحامات والمسيرات الاستفزازية من شأنها أن تُعزز سيطرة الاحتلال على البلدة القديمة، كونها تحتاج إلى لأعداد كبيرة من قوات الشرطة لتأمين وحماية هؤلاء المتطرفين.

وحذر الناشط المقدسي من خطورة وتداعيات مسيرات المستوطنين على البلدة القديمة وأهلها خاصةً، وعلى المقدسيين عامةً، لما يتخللها من أعمال "عربدة ووقاحة وجرأة" في الاعتداء على هؤلاء المقدسيين، وإرهابهم، ومنعهم من التواجد في باب العامود.

وبين أن هذه المسيرة يتخللها أيضًا، فرض إجراءات مشددة على حركة تنقل المقدسيين، وتحديدًا أهل البلدة القديمة، مما يجبرهم على البقاء في بيوتهم أثناء تنظيم المسيرة، أو ترك البلدة حتى تصبح فارغة من أهل القدس.

وقال: إن "سلطات الاحتلال والمستوطنين يستهدفون باب العامود، باعتباره منطقة استراتيجية ذات أهمية بالنسبة للمقدسيين والفلسطينيين، هم لا يريدون أن يرون أي مكان يُعبر عن هوية المدينة المحتلة بشكل واضح، ويسيطر عليه المقدسيون".

محاربة الهوية

ويشكل باب العامود- أشهر بوابات البلدة القديمة- أيقونة وطنية واجتماعية للمقدسيين، ورمزًا وطنيًا فلسطينيًا، وعنوانًا للثورة والصراع مع الاحتلال على هويته وسيادته، ورفض محاولات تهويده.

وأوضح الهدمي أن اقتحام المستوطنين منطقة باب العامود يمثل مدخلًا رئيسًا للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك وحائط البراق.

لذلك يسعى الاحتلال إلى فرض سيطرته على هذه المنطقة الحساسة، وعلى البلدة القديمة، لإنهاء أي شكل من أشكال الهوية الوطنية على باب العامود، لأنه لا يريد أن يكون للمقدسيين هوية وطنية تُعبر عن انتماءهم ووجوده. وفق الهدمي

وأكد أن الاحتلال يريد منع المقدسيين من السيطرة على هذا المكان، الذي يشهد في شهر رمضان المبارك فعاليات واحتفالات عديدة بهذه المناسبة الدينية، وأيضًا تظاهرات واحتجاجات على السياسات والإجراءات الإسرائيلية في المدينة المقدسة.

وما يُزعج سلطات الاحتلال ويُقلقها أن باب العامود يُعبر عن الهوية الوطنية الفلسطينية، لذلك تحاول فرض واقع جديد في هذه المنطقة، وتفريغها من المقدسيين وإبعادهم عنها.

وأضاف المختص في شؤون القدس، أن الاحتلال دائمًا ما يحارب الهوية المقدسية، ويعمل على تشويهها بكافة الوسائل، وما مسيرة المستوطنين مساء اليوم، إلا إعلان حرب على أهل القدس وبلدتها القديمة وتجارها.

والليلة الماضية، شهدت مدينة القدس، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في بلدات سلوان، العيسوية، صور باهر، عناتا، الطور، ومخيم شعفاط، تخللها إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت صوب الشبان، ما أسفر عن إصابة فتيين.

الوضع مرشح للتصعيد

وبهذا الصدد، قال الهدمي:" واضح أن الوضع في القدس مرشح للتوتر والتصعيد أكثر، في ظل ما تشهده من مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، وحالة التحدي والصراع التي تزداد يومًا بعد يوم".

وأضاف أن القدس باتت على صفيح ساخن، وتشهد توترًا على أعلى الدرجات، بسبب تصاعد اعتداءات الاحتلال وانتهاكاته بحق المدينة ومقدساتها، وتحديدًا المسجد الأقصى، مما يُنذر بانفجار الأوضاع.

وتزامنًا مع مسيرة المستوطنين الاستفزازية مساء اليوم، من المتوقع أن تتجدد المواجهات بين الشبان المقدسيين وقوات الاحتلال في المدينة المقدسة.

والخميس الماضي، شهدت البلدة القديمة وأبواب الأقصى مسيرة استفزازية للمستوطنين، تخللها رقصات وطقوس تلمودية ورفع لعلم الاحتلال، وتوجيه الشتائم للمقدسيين المارين من المنطقة.

واعتدت قوات الاحتلال على مجموعة من الشبان الذين تجمعوا في المنطقة، للتصدي لاقتحام المستوطنين، ومنعتهم من الجلوس على درجات باب العامود.

أ ك/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام