web site counter

تنفيذًا لوعود وزراء الحكومة المتطرفة

قضية "بطن الهوى" تعود للواجهة.. مخاوف من "مجزرة" تهجير إسرائيلية في القدس

القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا
تعود قضية تهجير أهالي حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك إلى الواجهة من جديد، بعدما قررت محكمة الاحتلال الإسرائيلي المركزية في القدس إخلاء عائلة شحادة من منازلها في الحي.
وعائلة شحادة واحدة من بين 87 عائلة مقدسية في بطن الهوى تواجه كابوس الإخلاء والتهجير القسري من منازلها في الحي، لصالح جمعيات استيطانية.
وتدعي جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية أن 5 دونمات و200 متر مربع من أراضي حي بطن الهوى تعود ليهود من اليمن منذ عام 1881.
وقصة الحي تعود إلى سبتمبر عام 2015، عندما بدأت الجمعية الاستيطانية بتسليم بلاغات قضائية لأهالي الحي، تطالب بالأرض المقامة عليها منازلهم، بعد حصولها عام 2001 على حق إدارة أملاك الجمعية اليهودية التي تدّعي ملكيتها للأرض.
قرار خطير
رئيس لجنة أهالي حي بطن الهوى زهير الرجبي يقول إن 87 منزلًا في الحي مهدد بالإخلاء، لصالح جمعية "عطيرت كوهانيم"، والتي تسعى منذ عام 2015 إلى تهجير الأهالي من منازلهم، لأجل السيطرة عليها.
ويوضح الرجبي، في حديث لوكالة "صفا"، أن محكمة "الصلح" الإسرائيلية أصدرت سابقًا، قرارًا بإخلاء عائلة شحادة من بنايتها السكنية، التي تضم خمس عائلات يسكنها نحو ٣٠ مقدسيًا.
ويضيف "حينها قدمنا استئنافًا للمحكمة المركزية لتجميد القرار، ووضعنا 200 ألف شيكل في خزينة دولة الاحتلال لتجميد القرار".
لكن المحكمة المركزية في 9 نوفمبر 2022، رفضت الاستئناف، بذريعة أنها ليس لها علاقة بهذه القضايا، "فقدمنا استئنافًا آخر للمحكمة العليا ووضعنا 30 ألف شيكل أيضًا، من أجل البت في القضية، إلا أن القاضي أعطى الملف للمستوطنين للاطلاع عليه، والرد على الاستئناف خلال شهر".
ويشير إلى أن القاضي الذي سينظر في استئناف المحكمة العليا خلال الأيام القريبة، مستوطن متطرف معروف في قرارته السلبية والتعسفية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
ويتابع "ننتظر رد المستوطنين على قبول استئناف عائلة شحادة من عدمه، والقرار الذي سيتم البت فيه بالمحكمة العليا الإسرائيلية بشكل نهائي، سيسري على باقي العائلات المقدسية المهددة بالتهجير في حي بطن الهوى".
ويحذر الرجبي من خطورة قرار المحكمة المركزية بشأن عائلة شحادة، محذرًا من أن هذا القرار من شأنه أن ينطبق على 87 عائلة، عدد أفرادها أكثر من 700 مقدسي.
ويتخوف أهالي بطن الهوى من إقدام سلطات الاحتلال على إخلائهم من منازلهم، والاستيلاء عليها، لصالح المستوطنين، مطالبين الجميع بالوقوف إلى جانبهم، والتصدي بكل السبل والطرق لمنع محكمة الاحتلال العليا من تثبيت قرار إخلاء عائلة شحادة من منازلها.
خطوات للتصدي
ولمواجهة قرارات الإخلاء، يقول الرجبي: "نتخذ اليوم خطوات ووقفات تضامنية وإعلامية من أجل التصدي لتلك القرارات ومنع تنفيذها، وبصدد القيام بوقفات احتجاجية ضد أوامر الإخلاء".
ويلفت إلى أن وفدًا من القناصل والدبلوماسيين الأوروبيين والدوليين، بمشاركة مؤسسات نرويجية، ومنظمات يسارية إسرائيلية مثل "عير عميم"، و"بتسيلم" سيزورون الحي، غدًا الثلاثاء، وسينفذون جولة ميدانية داخله، بهدف الاطلاع على آخر المستجدات والتطورات بشأن قضية الحي.
وتؤكد لجنة أهالي بطن الهوى أن حكومة الاحتلال يمينية وتعد أكثر تطرفًا وعنصرية، وخدمةً للمستوطنين، وهذا ما تتخوف منه العائلات، ولاسيما مع دعوة أعضاء كنيست من حزب "الليكود" لزيارة قرية الخان الأحمر اليوم؛ للضغط من أجل إخلاء سكانها.
ويبين أن هذا العام سيكون الأسوأ على المقدسيين، ويحمل في طياته الكثير من القضايا المؤلمة، لكن "صمودنا وبقاءنا في منازلنا وأراضينا، وتكاتفنا كمقدسيين مع بعض، يعزز من استمرار دفاعنا عن منازلنا وممتلكاتنا والتصدي للاحتلال وإجراءاته".
ويطالب الرجبي كل وكالات الأنباء ووسائل الإعلام بالتحرك على مستوى عالٍ، وتسليط الضوء على قضية بطن الهوى، داعيًا المؤسسات الدولية والفلسطينية إلى مساعدتهم ومناصرتهم.
هجمة إسرائيلية
أما عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب فيرى أن قرار محكمة الاحتلال بشأن عائلة شحادة يشكل سابقة خطيرة تهدد باقي عائلات بطن الهوى بالتهجير والتشريد، وتصفية وجودهم.
ويوضح أبو دياب في حديث لوكالة "صفا"، أن الخان الأحمر وبطن الهوى باتا عرضة للتهجير القسري والاستيلاء على منازلهما في أي لحظة، خاصة بعد إخلاء البؤرة الاستيطانية شمال الضفة الغربية المحتلة.
ويضيف أن وزير الأمن القومي الإسرائيليّ "إيتمار بن غفير"، ورئيس "حزب الصهيونية الدينية"، وزير المالية "بتسلئيل سموتريتش" يريدان تنفيذ وعودهم للمستوطنين سواء بإخلاء الخان الأحمر أو بطن الهوى، وتنفيذ غيرها من المخططات الأخرى.
ووفق أبو دياب، فإن وزارة المالية الإسرائيلية حولت ما قيمته 3.5 مليون شيكل لبلدية الاحتلال في القدس، من أجل تنفيذ قرارات الهدم في الجزء الشرقي للمدينة.
ويتابع "من الواضح أننا سنكون أمام هجمة إسرائيلية واسعة من عمليات الهدم والطرد والاستيلاء على المنازل في القدس خلال الأيام القليلة القادمة".
ر ش/أ ك/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام