حذّرتْ منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، يوم الأحد، من وقوع كارثة إنسانية وقانونية في حال نفذ وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير تهجير قرية الخان الاحمر البدوية شرق القدس المحتلة قسريًا.
كما حذرت من السياسية الاحتلالية الجديدة التي تقوم على فكرة اجتثاث التجمعات البدوية المنتشرة في الضفة الغربية، وذلك في أعقاب تهديدات وزراء من حكومة الاحتلال الفاشية بتهجير قرية الخان الأحمر.
وقال المشرف العام للمنظمة المحامي حسن مليحات في بيان وصل وكالة "صفا"، إن الاحتلال يهدف من تهجير التجمعات البدوية إلى تحويل المستوطنات إلى كتل استيطانية مترابطة، من خلال زيادة البناء الاستيطاني في محيطها وبناء مستوطنات جديدة تربط بينها.
وأضاف أن الاحتلال يريد إقامة شبكة من الطرق السريعة ما بين هذه الكتل الاستيطانية من جهة، وأراضي عام 1948 من جهة ثانية، بأقصر مسافة وأقل وقت، ويكون مسار هذه الطرق بعيدة عن التجمعات الفلسطينية لتفادي الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين، ولإعطاء شعور الأمان للمستوطن لتشجيعه للعيش بهذه المستوطنات.
وأوضح أن الاحتلال يهدف أيضًا، إلى فصل الضفة عن محيطها العربي والعالمي، الذي يشكل غور الأردن الممر الوحيد لها نحو العالم، لتصبح دولة فلسطين إن ولدت معزولة من الناحية الخارجية، ولا يمكن لهذه الدولة أن تتحقق بها التنمية والتطور الاقتصادي بمعزل عن مجالها الحيوي – المنحدرات الشرقية والأغوار، التي تمثل الاحتياطي الضخم من الأرض والمياه، والتي تمثل أساس التطور الاقتصادي والنمو العمراني للدولة العتيدة.
وأكد أن حكومة الاحتلال تسعى من وراء هذا القرار إلى ترسيخ الاستيطان، كأهم ركائز المشروع الصهيوني بهدف إبادة الشعب الفلسطيني وتهويد أرضه.
وتابع "رغم أن الاستيطان هو خرق سافر لقواعد القانون الدولي، بما في ذلك قرارات المنظمات الدولية، فإنّ دولة الاحتلال مستمرة في سياستها الاستيطانية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمجموعة من الأساطير التلمودية".
وأشار إلى أن الاحتلال يمارس ضد هذه التجمعات سياسات عنصرية ترمي إلى تهجير السكان طوعًا من خلال تضييق الخناق عليهم، وإغلاق المناطق الرعوية عليهم من خلال اعتبارها مناطق عسكرية مغلقه، أو بحجة أنها مناطق محميات طبيعية.
وأضاف "في الوقت الذي تسمح فيه للمستوطنين بممارسة أعمالهم في هذه المنطقة، فضلًا عن حرمانهم من الحصول على مصادر مياه دائمة ومنع حفر آبار زراعية، إضافة إلى منع إقامة مشاريع بنى تحتية، وتضييق مصادر الرزق وسبل الحياة".
أن تلك السياسيات الأحادية الإسرائيلية تدل على أن الاحتلال يعمل على تنفيذ خطة "صفقة القرن" بشكل ناعم، وعلى إمعان حكومة الاحتلال في تنفيذ خططها الاستيطانية، والتي تهدف إلى توسيع رقعة الحزام الاستيطاني، وهو مؤشر غير مسبوق يهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتهويدها وفق خطط مدروسة.
ودعا مليحات الى ضرورة تفعيل العمل الجماهيري المقاوم، وفضح ممارسات الاحتلال ضد التجمعات البدوية، ووضع وإعداد خطة استراتيجية ووطنية وشاملة ومتكاملة للتعامل مع قضايا البدو، باعتبارهم مكون من مكونات الصمود وليست قضية تجمعات سكانية.
وطالب بضرورة انخراط الشعب الفلسطيني في قضية التجمعات البدوية، باعتبار قضيتهم هم وطني للجميع، والشروع في حملة إعلامية واسعة النطاق للتعريف بالدور السياسي للبدو في حماية الأراضي الفلسطينية، وتشكيل الوفود وإرسالها للدول العربية والأوروبية للتعريف بقضية البدو، وجلب المشاريع لدعم صمودهم
كما طالب بضرورة التحرك الدبلوماسي لعرض قضية البدو على المؤسسات الدولية، وعقد مؤتمر وطني للتعريف بمشاكلهم ودورهم في مقاومة الاستيطان، ودعوة الوفود الرسمية والشعبية لزيارة التجمعات البدوية واطلاعهم على واقعهم المأساوي.