يجوب القرى والبلدات منذ الصباح، باحثًا عن لقمة عيش لأبنائه الخمسة، لكن رصاصات الاحتلال باغتته أثناء توجهه إلى عمله ليمضي شهيدًا.
الشهيد أحمد حسن كحلة (45 عاما) من قرية رمون شرق رام الله، يعمل في مجال البناء، عادة ما يصطحب نجله الأكبر قصي (20 عاما) للعمل معًا في قرية دير السودان شمالا.
غير أن المكافح الأربعيني لم يكن يظن أن يوم 15 يناير/ كانون الثاني هو موعد رحيله عن الدنيا، فقد احتجزه جنود الاحتلال على حاجز قرب قرية يبرود وأطلقوا عليه النار وأعدموه بدم بارد.
تفاصيل استشهاده
ويروي محمد كحلة شقيق الشهيد لوكالة "صفا" حادثة استشهاده قائلا:" بالقرب من جسر قرية يبرود شرق رام الله نصب الجنود حاجزا واعترضوا المركبات، وكان في الطريق مركبة لسيدة أعطب دولابها، فطلبت من أحمد المساعدة في إصلاحه".
ويضيف،" تقدم أحمد لمساعدتها وعاد إلى مركبته، ولم يرق للجنود على الحاجز ذلك المشهد فأطلقوا قنبلة صوتية على مركبته، تسببت بصم آذان نجله قصي وفقد السمع لفترة قصيرة".
ثم ما لبث أن تقدم جندي نحو المركبة وقام برش غاز الفلفل في وجه أحمد ونجله، تسبب لهما بحالة حروق واختناق، يقول شقيق الشهيد.
ويشير كحلة إلى أن شقيقه لم يتحمل إهانات الجنود فتعارك معهم، ليسحبوه إلى محاذاة الجسر ثم أطلقوا عليه عدة رصاصات استقرت في رقبته وصدره.
في حين أقدم الجنود على سحب نجله إلى منطقة تحيط بالحدث دون علمه بما حصل.
ويبين كحلة أن الجنود قالوا لقصي "أبوك مات" دون قدرة قصي على معرفة ما جرى، نظرا للغاز الذي أحرق وجهه.
الفلسطيني معرض للقتل
ويطالب كحلة كل فلسطيني يعيش على أرضه بأن يلتقط رسالة مفادها أنه معرض للشهادة والقتل والاستهداف من الاحتلال، سواء كان في عمله أو البيت أو الشارع أو جالسا بين الناس.
ويقول "رسالتنا كأهل للشهيد هذا الاحتلال قاتل ويمارس كل أشكال الإجرام في الكبير والصغير ولا يراعي أي حقوق للإنسان، نحن الشعب الوحيد في العالم الذي لا يزال يعاني ويلات الاحتلال وظلمه".
ويضيف شقيق الشهيد أن الفلسطيني وأينما وجد على أية بقعة من الأرض فهو مرابط، ومعرض لكل شيء "محداش يقول مليش دخل .. كل فرد معرض للاستهداف".
وزادت قوات الاحتلال من جرائم القتل بحق الفلسطينيين في الأشهر الأخيرة لا سيما حوادث الإعدام على الحواجز.
ووصل عدد الشهداء الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري إلى 17.