بين قريتي قلنديا ورافات شمال غربي القدس المحتلة، شرع أحد المستوطنين بأعمال تجريف وحفر في قطعتي أرض تُقدر مساحتهما بنحو 225 دونمًا، بهدف تحويلها إلى بؤرة زراعية استيطانية.
وتفاجأ الفلسطينيون بسكب أحد المستوطنين أكوامًا من الأتربة داخل هذه الأراضي الواقعة غرب مطار القدس الدولي شمال المدينة المحتلة، والقيام بأعمال شق وتوسعة على الطريق الواصل ما بين قلنديا ورافات.
وقبل عام 1937، كانت الأرض المستهدفة تتبع للمندوب السامي، لكن مع الاحتلال الإسرائيلي تحولت إلى ما يسمى "الصندوق القومي اليهودي".
بؤرة استيطانية
رئيس مجلس قروي قلنديا وليد الكيشي يقول إن المواطنين تفاجأوا قبل يومين، بقيام أحد المستوطنين بسكب أكوامًا من الأتربة والطمم في هذه الأراضي، بهدف إقامة بؤرة زراعية استيطانية.
ويشير الكيشي، في حديث لوكالة "صفا"، إلى أن هذه "أراضي دولة" منذ أيام الحكم العثماني، لكن في زمن الانتداب البريطاني تم تحويلها لصالح مستوطنة "عطروت" التي تم إنشائها على أرض مطار قلنديا قبل عام 1948، وليس هناك أي تسريب أو بيع أراضي لصالح الاحتلال.
ويوضح أنه منذ العام 2013، يتم نقل مخلفات وورش البناء من مدينة رام الله إلى هذه الأرض، وقبل يومين شرع أحد المستوطنين بأعمال التجريف والحفر داخل الأرض، رغم كل الجهود لإيقاف تلك الأعمال.
ويلفت إلى أنه كانت هناك محاولات لإقامة مكب إضافي قرب الأرض، لكن جرى التحرك وإيقاف العمل، لما له من مخاطر بيئية وصحية كبيرة على المنطقة والأراضي الزراعية.
ويضيف أن الأعمال التي تجري في المنطقة، لإقامة مزرعة استيطانية جديدة خطوة خطيرة، تُؤثر بشكل كبير على الطريق الواصل ما بين مدينة رام الله وقرى شمال غربي القدس، خاصة أن هذه الأراضي يتم استغلالها من قبل كسارة، مما ينذر بحدوث أضرار بيئية خطيرة على السكان.
ويبين الكيشي أن الأهالي يتخوفون من مخططات الاحتلال والمستوطنين لإقامة مستوطنة كبيرة على أرض مطار القدس القريبة من هذه الأرض.
وفي فبراير عام 2020، أعدت وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية خطة لإقامة حي استيطاني ضخم على أراضي المطار المهجور، وصادقت "اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم" في بلدية الاحتلال على الخطة.
وأنشأ المطار عام 1920 في ظل الانتداب البريطاني على أرض مساحتها 650 دونمًا، ومع انضمام الضفة الغربية المحتلة في أوائل الخمسينات إلى المملكة الأردنية الهاشمية وُضع تحت الحكم الأردني، والذي أعاد تأهيله للاستخدام المدني.
وبعد احتلال الضفة وشرقي القدس عام 1967، استولت "إسرائيل" على المطار، وضمته إليها عام 1981 بموجب "قانون القدس"، واستخدمته الخطوط الجوية الإسرائيلية للرحلات التجارية والداخلية من وإلى القدس، حتى أغلقته عام 2000، وأطلقت عليه اسم "مطار عطروت".
وحول الخطوات لمواجهة أعمال التجريف بالأرض، يقول الكيشي إن المجلس القروي وبالتشاور مع الجهات المعنية مثل وزارة الحكم المحلي وسلطة جودة البيئة وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان والهيئات المحلية شمال غربي القدس بدأوا بالتحرك وعقد الاجتماعات من أجل اتخاذ الخطوات القادمة، ومواجهة أي مشروع استيطاني في المنطقة.
سرقة الأراضي
وأما الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب فيقول لوكالة "صفا" إن سلطات الاحتلال بدأت تتبع أسلوبًا جديدًا في سلب ومصادرة أراضي الفلسطينيين، وذلك من خلال قيام المستوطنين بالتسلسل للأراضي وتنفيذ أعمال التجريف والحفر داخلها.
ويوضح أن أعمال التجريف التي تتم في الأراضي الواقعة ما بين قلنديا ورافات تتم بشكل غير مسبوق، بهدف زرع بؤر استيطانية زراعية، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال تسعى إلى سرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية لصالح زيادة عدد المستوطنين.
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال تسعى لإقامة مشروع استيطاني على أرض مطار قلنديا، والسيطرة على ممتلكات الفلسطينيين، من أجل فصل مدينة القدس عن مدينة رام الله نهائيًا.