دعا أسرى محررون ومختصون في الإعلام الفلسطيني اليوم الإثنين للاهتمام بالإعلام الأجنبي ومخاطبته لنصرة قضايا الأسرى، ونشر معاناتهم في ظل التهديدات الإسرائيلية بحقهم.
جاء ذلك خلال لقاء نظمته وكالة "صفا" بالتعاون مع جمعية واعد للأسرى والمحررين، بحضور أسرى محررين ومختصين في متابعة شؤون الأسرى، ومتابعين للإعلام الفلسطيني.
وقال رئيس تحرير وكالة "صفا" محمد أبو قمر إن اللقاء يأتي في ظل زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير إلى سجن نفحة متوعّدًا الأسرى بإجراءات مشددة ووقف الامتيازات، وأيضًا عودة الحديث عن قانون إعدام الأسرى، وإقرار الكنيست بالقراءة الأولى سحب الجنسية من أسرى الداخل.
الإعلام الأجنبي
وقال مدير مركز أطلس للدراسات الأسير المحرر عبد الرحمن شهاب إن حياة الأسرى بالنسبة للحكومة الإسرائيلية ليست الأهم مقارنة بما يريدون تحقيقه على الأرض وضم الضفة لما يسمى دولة "إسرائيل".
وشدد شهاب على أهمية مخاطبة الإعلام الغربي لنقل معاناة الأسرى مقارنة بما يهتم به الإعلام المحلي؛ لأن ذلك الإعلام هو الأقدر على إحداث ردود إيجابية حول الأسرى.
وأضاف: "إن استطعنا أن نبتعد عن الإعلام الصهيوني قدر الإمكان، وخاطبنا الإعلام العالمي والوصول إلى مؤسسات دولية؛ فإن ذلك سينفع الأسرى".
هجمة متواصلة
وأكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة الأسرى عبد الناصر فروانة أن الهجمة على الأسرى ليست بجديدة، ولن يكون بن غفير أكثر تطرّفًا من ليبرمان.
وأوضح فروانة أن المطروح حول قانون إعدام الأسرى لم يكن جديدًا، حيث تم طرحه سابقًا منذ عام 2018، حيث تم بوسم نضال الأسرى بالإرهاب، وبدأوا بمطالبة السلطة الفلسطينية بوقف مخصصاتهم.
وأوضح أن الجهد الوطني حول الأسرى مشتت بعيدًا عن أي استراتيجية نضالية محددة، معربًا عن أمله الاتفاق على استراتيجية واضحة بعيدًا عن التعامل مع قضايا الأسرى بردود الفعل.
وذكر فروانة أن شعبنا بحاجة إلى رؤية ضاغطة على المستوى الدولي والعربي والمحلي والصعد كافةً؛ قائلاً "إذا طرقنا الأبواب الغربية والأوروبية حول قضية الأسرى سنصل وسنسمع ردود إيجابية".
ودعا لتعزيز الدعم القانوني لقضايا الأسرى، قائلاً: "لتتحمل المؤسسات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني مسؤولياتهم تجاه ذلك ويخوضوا نضالاً قانونيًّا لنصرة الأسرى والدفاع عن قضاياهم".
موقف ضعيف
وأوضح الإعلامي عماد الإفرنجي أن الموقف السياسي الفلسطيني حتى اللحظة هو موقف متردٍّ، داعيًا السلطة الفلسطينية لبذل جهود سياسية ودبلوماسية مكثفة لفضح سياسات حكومة الاحتلال ووزرائها المتطرفين.
وطالب الإفرنجي الرئيس محمود عباس لدعوة الأمناء العامين للفصائل والاجتماع وبحث مخاطر حكومة الاحتلال على الوضع الفلسطيني، ومخاطرها على الأسرى بشكل خاص.
وأكد أهمية أن تكون هناك متابعة حثيثة ومكثفة لتطورات الأسرى ونشرها على كل وسائل الإعلام العربية والدولية، داعيًا لعقد ورشة وطنية إعلامية لكل المكونات الإعلامية للاتفاق على برنامج عمل، وإبراز معاناة الأسرى.
وطالب الإفرنجي بتدشين منصة وطنية متخصصة للأسرى تبث بعدة لغات؛ لنشر أخبارهم على مدار الساعة، ليستطيع الإعلام الأجنبي تحصيل هذه الأخبار مجانًا.
وأضاف: "من المهم تقديم أفلام قصيرة وأفلام كرتون عبر الإعلام الأجنبي حتى لو استغرق نشرها بأثمان مالية باهظة، في مقابل تعرض معاناة الأسرى وما يعانونه داخل السجون".
وفي ختام اللقاء، أكد مدير شؤون الأسرى في جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل أن توصيات هذا اللقاء ستأخذ في الحسبان والمباشرة بتنفيذها على أرض الواقع.
وأوضح قنديل أن جمعية واعد تتحرك على المستوى الدولي لنصرة قضايا الأسرى، قائلاً "كان لنا مؤخّرًا حراك ميداني في ماليزيا لدعم أسرانا وقضاياهم الوطنية.
يشار إلى أن الطاولة المستديرة التي تنظمها وكالة "صفا" شهريًّا تأتي بالتعاون مع جمعية واعد للأسرى والمحررين، حيث تم تنفيذ العديد من التوصيات التي تم تقديمها خلال اللقاءات السابقة.