رأى خبيران اقتصاديان أنّ انتخابات غرفة صناعة وتجارة غزة، تشكل بداية للوحدة الاقتصادية المهمة بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، ومن شأنها النهوض بالاقتصاد الفلسطيني الذي يواجه تحديات كبيرة، بفعل الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي.
ويستعد 1591 ناخبًا للإدلاء بأصواتهم في 21 يناير/ كانون الثاني الجاري، في انتخابات غرفة صناعة وتجارة غزة، التي يتنافس على مقاعد مجلس إدارتها الثلاثة عشر، 25 مرشحًا من القطاعات الاقتصادية كافة.
وتأتي هذه الانتخابات لأول مرة بالتوافق بين قطاع غزة والضفة الغربية، وتحمل زخمًا وأهمية ً كبيرة، بعد 9 أعوام من عقد آخر انتخابات للغرفة التجارية.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الاقتصاد الوطني أنّ الانتخابات ستجري وفق جدول زمني لـ18 غرفة تجارية في محافظات الوطن، وبما يشمل مدينة القدس بالتتابع.
زخم كبير
مدير عام الغرفة التجارية ماهر الطباع أوضح أنّ الانتخابات الحالية تحملُ زخمًا كبيًرا، بترشح 25 عضوًا من كبار رجال الأعمال، ممن يمتلكون خبرات مختلفة وواسعة في القطاعات الاقتصادية كافة.
وبيّن الطباع، في حديث لوكالة "صفا"، أنّ الانتخابات الحالية تأتي بعد آخر انتخابات عقدت في القطاع عام 2014، مبينًا أنّ هذه المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات بالتوافق مع الضفة.
وتوقع الطباع أن يكون لهذه الانتخابات دورٌ كبير في إعادة إحياء دور غرفة تجارة وصناعة غزة، التي تعتبر الممثل الشرعي والأكبر للقطاعات التجارية كافة.
وأشار إلى أنّ المرشحين وضعوا خططًا مختلفة للمساعدة في حل الإشكاليات الخاصة بالتجار، وترتيب البيت الداخلي، وطروحات أخرى للنهوض بالاقتصاد، رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم كالحصار، والانقسام.
وبصفته عضوًا في لجنة الإشراف على الانتخابات، أوضح أنّ الترتيبات لانتخابات الغرفة التجارية تجري على قدمٍ وساق، مؤكدًا جاهزيتهم الكاملة لإجراء الانتخابات.
ولفت إلى أنه ومنذ 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي نُشرت قوائم المرشحين النهائية، وقوائم الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع، فيما تجري هذه الأيام فترة الدعاية الانتخابية للمرشحين.
وتمنى الطباع أن تأتي الانتخابات بمجلس إدارة يكون قادرًا على مواجهة تحديات المرحلة المقبلة، خاصةً أنّ هذه الانتخابات تأتي في ظل أوضاع اقتصادية سيئة في قطاع غزة.
وحدة اقتصادية
أما الخبير الاقتصادي محمد سكيك، فأكد أهمية انتخابات الغرفة التجارية، باعتبارها "منارة" اقتصادية مهمة، في أي اقتصاد وطني وعلى مستوى العالم، مبينًا أنها تمثل درعًا وسندًا لأعضائها ومنتسبيها في القطاع الصناعي والتجاري والزراعي.
وقال سكيك، في حديث لوكالة "صفا": إنّ "إجراء الانتخابات بشكل موحد بين الضفة وغزة، بداية للوحدة الاقتصادية، التي ستكون بداية لتوحيد مؤسسات أخرى".
وأضاف أن "الانتخابات الموحدة ستعطي لمجلس إدارة الغرفة التجارية قوة وستمكنه من وضع السياسات وبناء الخطط، لمساعدة القطاع الصناعي والتجاري والزراعي، وهو ما ينعكس بالإيجاب والفاعلية على الخدمات المقدمة من الغرفة".
ورأى سكيك أنّ وجود عمل جاد وتخطيط جيد من مجلس الإدارة الجديد للغرفة، سيمكنهم من التغلب على التحديات والمعيقات في القطاع كالاحتلال والانقسام وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وغيرها من الأمور الاقتصادية على المستوى الكلي والجزئي، وستكون النتائج إيجابية تلقي بظلالها على التجار والقطاع.
ولفت إلى الدور المهم الذي تلعبه الغرف التجارية في بناء وحماية الاقتصاد الفلسطيني، كمشاركة الحكومة في رسم السياسات ووضع التشريعات، إضافة إلى فتح الأسواق الخارجية للمنتجات الوطنية، وبناء التوازن بين الاستيراد والمنتج الوطني.
وأوضح أن للغرف التجارية دور كبير في بناء قاعدة بيانات واضحة للقطاعات الاقتصادية، ووضع رؤى متنوعة بكيفية النهوض بها، وجذب العديد من المشاريع الدولية والإقليمية لدعم القطاع الاقتصادي، خصوصًا قطاعي الإنتاج والتصنيع، فضلًا عن السعي المستمر لبناء شراكات إقليمية مع غرف تجارية عربية ودولية.