"صلّ على الحبيب قلبك يطيب". بهذه العبارة عُرف المرابط محمد السلايمة، وعمل وسهر الليالي في خدمة رواد المسجد الأقصى وتقديم القهوة والتمور لهم عند صلاة الفجر.
وواظب المرابط السلايمة (31 عامًا) منذ نحو عام على الدخول إلى المسجد المبارك قبل صلاة الفجر لتجهيز القهوة، والجلوس عند إحدى بوابات المصلى القبلي وتوزيع القهوة مجانًا على المصلين.
ويُعدّ محمد السلايمة من المرابطين المعروفين بتوافدهم إلى المسجد الأقصى منذ سنوات طويلة، قبل إعداد القهوة للمصلين لتشجيعهم على المواظبة على صلاة الفجر في المسجد.
وشيّع مئات المقدسيين والمرابطين وراود المسجد الأقصى اليوم السبت، الشاب السلايمة من المسجد إلى مقبرة اليوسفية في باب الأسباط، مرددين هتافات نصرة للأقصى والقدس، حيث توفي ليلة أمس إثر إصابته بجلطة دماغية، خلال مناسبة عائلية في أريحا.
ويقول ابن عم والده عبد الصمد جبريل السلايمة لوكالة "صفا" إن محمد يرابط في المسجد المبارك منذ سنوات طويلة من شدة حبه وتعلقه بالمسجد".
أما بالنسبة للعهد الذي قطعه على نفسه، يضيف عبد الصمد أن محمد قطع عهدًا على نفسه بتوزيع القهوة والتمور على المصلين في صلاة الفجر قبل عام، لاعتبارات دينية وسياسية".
وكان يقول محمد لعائلته إنه سيستمر في تقديم القهوة والتمور للمصلين طوال حياته، لتعزيز تواجد المصلين في المسجد خاصة عند صلاة الفجر، وفق عبد الصمد.
ويتابع عبد الصمد أنه سأل محمد عن عهده والمسؤولية الكبيرة التي تحملها في المواظبة على إعداد وتوزيع القهوة يوميًا دون انقطاع، فأجابه إنه يعرف أنها مسؤولية كبيرة والتزام، و"لكنه على قدر المسؤولية".
ويقول عبد الصمد إن تطوع محمد لم يقتصر على مساعدة الوافدين للمسجد؛ بل كان يساعد العائلات الفقيرة، ويتوجه للميسورين من أجل تقديم العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين.
والمرابط السلايمة متزوج وأب لثلاثة أطفال وبنت، أكبرهم عمره (8 أعوام) وأصغرهم ثمانية أشهر، وكان يحضر نجليه معه لمساعدته وتشجيعهما على المرابطة والتواجد في المسجد المبارك.
من جانبه، يقول المقدسي علاء الحداد إنه شعر بالصدمة عند سماع نبأ وفاة محمد السلايمة لأنه كان يتمتع بصحة جيدة، وأدى معه صلاة الفجر في المصلى القبلي أمس".
ويضيف لوكالة "صفا"، أن محمد كان يوزع السكاكر للأطفال أيضًا مجانًا، ما دفع طفليه للإصرار على مرافقته عند الذهاب للمسجد لأداء صلاة الفجر، من أجل الحصول على السكاكر".
وكتب الحاج نهاد زغير عن السلايمة أنه لا يمكن لأي شخص يأتي لصلاة الفجر في المسجد الأقصى يوميًا، إلا ويتوجه للشاب محمد ليتناول المشروبات الساخنة".
وأشار إلى أن رواد المسجد سيفتقدون محمد الذي تعودوا على رؤيته لدى قدومهم لأداء الفجر.
وتساءل "كم شخص سيدعو لك لأنك كنت تحثّ آلاف المصلين للصلاة على الرسول الأكرم عند تقديم القهوة والتمور لهم".
وتابع "إما أن تموت وأنت مرابط في المسجد الأقصى الذي ستشهد حجارته أنك كنت من المرابطين، وإما أن تموت وأنت مفلس ولا تحمل إلا الذنوب".