يرى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة العربية الأمريكية أيمن يوسف أن الأوضاع في الضفة الغربية تتجه نحو التصعيد بشكل بطيء ومتدرج.
وقال لوكالة "صفا": "هناك مكون أصولي توراتي في الحكومة الإسرائيلية يقوده بن غفير وسموتريتش ونتنياهو، وهؤلاء لن يرضيهم إلا التصعيد، وهذا واضح في برامجهم الانتخابية".
يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه الضفة الغربية ارتفاعًا في أعداد الشهداء، مسجلةً منذ بداية العام الجاري 12 شهيدُا حتى صباح السبت.
وأوضح يوسف أن "إسرائيل" معنية بالتصعيد لعدة أسباب، أهمها طبيعة هذه الحكومة اليمينية التي يقودها الجيش والمستوطنون، والتي يقوم برنامجها على التصعيد والحرب.
وأضاف أن "إسرائيل" كانت في السنوات الأخيرة معنية بالتصعيد؛ لأن الحرب جزء من سياستها الخارجية والأمنية والأيدلوجية.
وبين أن هناك عاملاً آخر؛ وهو العامل الفلسطيني، خاصة بعد ظهور المجموعات المقاومة التي تشكل تهديًدا للأمن الإسرائيلي وتثير مخاوف الاحتلال، وحالة الغضب الفصائلي خاصة لدى حركة الجهاد الإسلامي التي تحاول نقل المعركة من غزة إلى الضفة.
ويضاف لذلك ضعف السلطة وعوامل إقليمية متعددة، وكلها تشير إلى أن هذا التصعيد سيستمر.
واعتبر أن هذا التصعيد استمرارٌ لسياسة "إسرائيل" الأمنية الاستخبارية في الأراضي الفلسطينية، وجزء من تدريب جيش الاحتلال في الضفة.
وقال إن هناك تخوف إسرائيلي من أن تنجح بعض الفصائل بتنفيذ عمليات في الداخل أو في المستوطنات، وهو ما سيثير القواعد التي انتخبت الحكومة الحالية، ومع ذلك فهو لا يتوقع أن تقدِم "إسرائيل" في الفترة القريبة على عملية عسكرية واسعة.
ويستبعد يوسف أن تصل الأمور إلى مرحلة الهبة الشعبية العارمة، متوقعا بأن تشهد المرحلة المقبلة عمليات للمقاومة وأن تبقى جنين ونابلس أهم منطقتين لقيادة هذه المرحلة.
وقال إن "إسرائيل" ترى أن من مصلحتها أن تستفرد بالساحات الفلسطينية والتركيز بشكل أكبر على جنين ونابلس بسبب التواجد القوي للفصائل وغرفة عمليات مشتركة ومجموعات للمقاومة.
وهذا برأيه يتطلب التفكير استراتيجيًا وأن تتوزع المعركة على كل المناطق حتى لا تستفرد إسرائيل بمنطقة على حساب أخرى.
وقال إنه لا أفق سياسي يلوح في الأفق لعدة أسباب، منها لون الحكومة الإسرائيلية الحالية، والأوضاع الفلسطينية غير المرتبة، كما أن الإدارة الأمريكية غير معنية بأي ترتيبات سياسية في هذه المرحلة.
وأضاف: "هناك اعتقاد بأن الحلول السياسية غير واضحة وغير واقعية في هذه المرحلة بسبب عوامل مرتبطة بالاحتلال والجانب الفلسطيني، لذلك نحن مقبلون نحو التأزيم وقد يصل في مرحلة ما إلى عملية عسكرية، كما أن غزة ليست بعيدة عن النار".
وأكد أن الخيار السياسي غير موجود في جدول أعمال الحكومة اليمينية التي تربطها علاقة غير جيدة بالإدارة الأمريكية، ولهذا فالأفق السياسي غير واضح، وإنما الواضح هو سياسة التصعيد الميداني والاقتصادي والمالي، وهذا يتطلب تدخلاً أمريكيًا وربما أوروبيًا.