"ما كان حلمًا أصبح حقيقة" عبارة تلخص حالة الخمسينية منال صبحي رزق من غزة بعد تركيب طرف صناعي بدلًا من قدمها المبتورة، مكنّها من السير مجددًا.
فبعد معاناة شديدة من صعوبة الحركة أثرت على حالتها النفسية، أصبحت رزق تستطيع السير على قدميها لقضاء حاجاتها ما شكّل نقلة نوعية في حياتها.
تقول رزق لوكالة "صفا": إن مركز الأطراف الصناعية في غزة قدّم لها خدمة بتركيب طرف صناعي لها ساعدها على الحركة، فضلًا عن تقديم برامج دعم نفسي لها.
وتضيف، "منذ تعرض قدمي للبتر عشت في حالة نفسية صعبة، لكن مركز الأطراف ساعدني بجلسات دعم نفسي وجلسات ترفيهية وأصبحت الآن أمشي وأمارس حياتي الطبيعية".
وتشير رزق إلى أنها مرت بعدة مراحل تأهيلية بعد تركيب طرفها الصناعي، بدأت بالسير بـ"الووكر" بعدها خضعت لمرحلة تأهيل جسدي ونفسي لمدة 3 شهور.
وتتابع، "بعد ذلك تم عرضي على الطبيب للتأكد من طبيعة حالتي، وأصبحت الآن أسير دون مساعدة أحد".
خدمات متكاملة
يؤكد مدير "مركز الأطراف الصناعية والشلل والأجهزة التقويمية" في غزة محمد دويمة، أن القطاع يصنف من أكثر المناطق التي يعيش فيها أفراد من ذوي البتر في العالم.
ويقول دويمة في حديثه لوكالة "صفا": إن المركز يقدم خدمات لـ3500 حالة سنويًا بينها 500 حالة من ذوي البتر.
ويوضح أن المركز يعتمد في خدمته على 5 برامج أساسية هي برنامج الأطراف الصناعية والأجهزة التقويمية، وبرنامج القدم الحنفاء، وبرنامج القدم السكرية، وبرنامج الكراسي المتحركة، وبرامج الدعم النفسي والتأهيلي عبر جلسات متتالية.
ويبين دويمة أن 45% من حالات البتر سببها مرض السكري، بينما 37% بسبب الاحتلال، أما بقية الحالات تنتج عن الحوادث العرضية وحوادث السير.
مراحل عدة
ويضيف، "لدينا خدمة شمولية تبدأ من عرض المريض على الطبيب، ومن ثم عملية التأهيل قبل تركيب الطرف وتستمر لمدة شهرين أو أكثر حسب الحالة".
ويتابع، "ثم يبدأ العمل بصناعة الطرف من الجبس وصب الطرف بالمواد الخاصة البلاستيكية وتنعيمها وترتيبها والتي تستغرق لمدة أسبوعين على الأقل".
بعد ذلك يعود المريض للطبيب لتحديد الوقت المناسب للتأهيل ومن ثم مراحل الدمج في قسم الصحة النفسية بالإضافة الى الدمج المجتمعي، حسب دويمة.
ويشير دويمة إلى أن إنشاء مستشفى حمد للأطراف الصناعية (في أبريل 2019) ساهم في تخفيف الأعباء عن المركز، مؤكدا وجود تنسيق مستمر بين الجانبين في تقديم الخدمات للمواطنين.
وحول الصعوبات التي تواجه المركز، يقول دويمة إن المركز يواجه العديد من التحديات أهمها صعوبة إدخال المواد الخاصة بصناعة الأطراف.
و"مركز الأطراف الصناعية والشلل والأجهزة التقويمية" التابع لبلدية غزة تأسس عام 1974 كأول مركز يقدم خدمة للأشخاص من ذوي الإعاقة والبتر في مدينة غزة.