يواصل المرض إنهاك جسد فتحي خازم والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن، الذي نقل إلى المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، دون قدرة الأطباء على تشخيص السبب الرئيسي لمرضه.
ويُعد أبو رعد (56 عامًا) من جنين شمالي الضفة، أيقونة وطنية، وعُرف بدعوته المستمرة للوحدة والحفاظ على السلاح وتوجيهه إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وسطع نجم خازم بعد تنفيذ نجله رعد في أبريل/ نيسان الماضي عملية إطلاق نار في شارع "ديزنكوف" بـ"تل أبيب" أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين.
وعقب العملية ألقى أبو رعد خطابًا أمام المتوافدين إلى منزله في جنين يؤكد صبره وصموده، ويدعو لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل دفاعا عن المسجد الأقصى.
ومنذ ذلك الحين، واصلت قوات الاحتلال ملاحقته، حتى أصبح أبرز المطاردين لديها، نظرًا لتأثيره الواضح على الحالة الثورية في جنين وعموم الضفة.
واستشهد عبد الرحمن، النجل الثاني لـ"أبو رعد"، في 28 سبتمبر/ أيلول الماضي خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في مخيم جنين.
وفي أواخر نوفمبر الماضي، نقل أبو رعد إلى مستشفى برام الله إثر مرض ألّم به، وما زال منذ ذلك الحين يعاني من آثاره دون أن يتمكن الأطباء من تشخيص أسبابه.
ويقول أمين خازم شقيق أبو رعد: "إن الأطباء أجروا له عملية قسطرة خلال ساعات مساء أمس، وما زال يعاني من إضرابات في صحته دون الوصول إلى تشخيص نهائي".
ويؤكد خازم لوكالة "صفا"، أن شقيقه يتعرض لتقلبات صحية، إذ أشار الأطباء لإصابته بالتهاب رئوي تارة، والتهابات في الدم وانتفاخ في الجسم تارة أخرى.
ويلفت إلى أن "أبو رعد يعاني من تعب وانهيار في جسده وحالته تسوء من وقت لآخر ثم تعود تستقر، وهي في حالة تخبط".
ويضيف "قبل أيام خرج من المستشفى، وتعرض لانهيار دفعة واحدة وأعيد للمستشفى في أقل من يوم".
ويشير إلى أن ما يجري لصحة شقيقه أمر غير مفهوم أو واضح ولم يستطع الأطباء إلى الآن الكشف عن السبب الرئيس لمرضه.
وحول نقله للعلاج في الأردن، يوضح خازم أن "وجهة نظر الجهات الرسمية يشير إلى إبقائه في المستشفى برام الله، بحجة أن العلاج الذي يتلقاه كافٍ".
لكن خازم لا يستبعد تسميم الاحتلال شقيقه والتعرض له بالسوء، بقوله: "الاحتلال له سوابق في هذه القضية، وهو مبدع في مثل هذه الأشياء".
تصفية المؤثرين
بدوره، لا يستبعد الصحفي والمحلل السياسي علاء الريماوي نقل الاحتلال فيروسًا لجسد خازم، كونه يمثل حالة رمزية للمقاومة في الضفة، وأثبت قدرة حقيقية على جمع الناس حوله، وشكّل حالة جامعة للفصائل.
ويضيف الريماوي، لوكالة "صفا"، أن "أبو رعد" شكل صمامًا للتجمعات والتشكيلات المقاوِمة، وأعطى شكلا من أشكال التواجد الرصين داخل الأراضي الفلسطينية والتفاعل والتفاهم فيما بينها.
ويرى الريماوي أن "الاحتلال تعمد تسميم أبو رعد أو نقل فيروسات خاصة لجسده"، مستشهدا بظروف وفاة القيادي في حماس عمر البرغوثي بعد تسارع في تدهور وضعه الصحي، وكذلك ما حصل للقيادي وصفي قبها.
ووفق رؤية الريماوي؛ فإن الاحتلال من خلال المرض والفيروسات يخلق معادلة تصفيات صامتة بحق القيادات، ويمارس عملية تغييب للشخصيات المؤثرة كما حصل مع ياسر عرفات.
ويعتقد المحلل السياسي أن "ما يجري مع أبو رعد ليس بعيدا عن سلوك الاحتلال الذي يريد إماتة الشخصيات المؤثرة في الأراضي الفلسطينية بصمت".