كشف برنامج "ما خفي أعظم" الذي بثته قناة الجزيرة مساء الجمعة، تفاصيل نشأة كتائب المقاومة في الضفة الغربية المحتلة أبرزها كتيبة جنين وعرين الأسود، مبرزًا سعيًا حثيثًا من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية سعيًا لوقفها.
وعرض التحقيق، الذي حمل عنوان "خارج الحسابات" لقطات حصرية لتدريبات كتيبة جنين وتفاصيل عن كواليس تطورها وعملياتها.
كما عرض لقاء للقائد في كتيبة جنين أبو محمد الذي يتحدث عن بداية تأسيس كتيبة جنين والتي بدأ تأسيسها بعد معركة سيف القدس والتي بدأت بعدة أفراد على إثرهم الشهيد جميل العموري.
وذكر البرنامج أن الشهيد جميل العموري أول المؤسسين لكتيبة جنين، واجتمع حوله شبان المخيم، حيث بدأوا باستهداف نقاط التماس مع الاحتلال مع معركة سيف القدس بدأت كتيبة جنين
وكشف البرنامج محاولة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لمنع حالة المقاومة في الضفة عبر مساومة أعضاء وحدتي كتيبة جنين وعرين الأسود.
وخلال التحقيق، كشفت سرايا القدس تفاصيل إحباطها اختراقا إسرائيليا لصفوفها والرد بعملية عبر مجندين مزدوجين.
وأكدت السرايا، أن مجندًا مزدوجًا نجح في تصوير ضابط مخابرات إسرائيلي سِرا التقاه في القدس قبل أن يعود إلى غزة.
وأوضحت أن هذه العملية الأمنية أحبطت اغتيال قائد ميداني بسرايا القدس، وكشفت عن خيوط وأساليب تجنيد جهاز "الشاباك" الإسرائيلي لفلسطينيين.
مقاتلون مجهزون
وخلال التحقيق، كشف مسؤول الدائرة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي أكرم العجوري لقناة الجزيرة إن كتيبة جنين تضم عشرات المقاتلين المجهزين، مضيفا أن "لدينا كتائب أخرى بالضفة".
وأكد أن العشرات من مقاتلي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس-الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، "مجهزين بالسلاح والخبرة وحاضنتهم الشعبية بالمئات".
وقال العجوري:" رسالتنا للسلطة كفى، توقفوا عن اعتقال المقاومين والاعتداء عليهم ومصادرة أسلحتكم فهذا سينعكس عليكم".
وحذر من أن أي معركة مفتوحة قادمة مع الاحتلال ستكون لها ما لها من نهاية.
وتابع، "هناك تنسيق على مستوى كبير بيننا وبين كتائب القسام والجهات الأمنية في قطاع غزة، وتمكننا من تحقيق نجاحات".
وعن تفاصيل محاولة اغتياله بدمشق عام 2019، قال العجوري: "هناك طرف يساعد العدو ضد المقاومة وساعده في محاولة اغتيالي التي استشهد فيها نجلي، ونحن لا نتوقع من الاحتلال خلاف الغدر وأعتقد أنه كان هناك طرف آخر ساعد الاحتلال في محاولة عملية الاغتيال".
وفي سياق آخر، أشار العجوري إلى أن أولوية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إكمال مشروع التطبيع، لافتا إلى أن جيش الاحتلال عاجز عن خوض معارك مفتوحة بالمنطقة.
عرين الأسود
كما أفردت حلقة "ما خفي أعظم"، مساحة لـ"عرين الأسود" التي تنشط في مدينة نابلس، حيث ظهر مقاتلون ملثمون بالعشرات.
وقال قائد عرين الأسود "أبو فلسطين"، إن "عرين الأسود" ظهرت من بين أبناء الشعب الفلسطيني ونفذ مقاتلوها عمليات نوعية أصابت مستوطنين عدة.
وكشف عن تلقيهم عروضا لتسليم أنفسهم مقابل الحصول على امتيازات، قائلا "لن أسلم نفسي ولدينا الكثير من الجنود المجهولين في الأرض".
وأضاف، "لا نريد صداما مع الأجهزة الأمنية ونناشدهم بوقف اعتقال أفراد العرين والمقاومة وإطلاق سراح المعتقلين".
بينما روى أحد منفذي عملية "تشافي شمرون" من "عرين الأسود" تفاصيل العملية التي قتل فيها جندي إسرائيلي بإطلاق نار في أكتوبر 2022، مشيرا إلى عجز جنود الاحتلال عن استهدافهم أو إطلاق النار تجاههم وانسحابهم بسلام.
كما كشف أحد منفذي عملية دير شرف التي وقعت في أكتوبر الماضي عن تفاصيل تنفيذ العملية التي قتل فيها جندي إسرائيلي بعملية إطلاق نار مماثلة تبنتها "عرين الأسود".
وقال المنفذ: "نجحنا بتنفيذ العملية، وأفرغنا مخزن بندقية كامل تجاه الاحتلال، وأحد الجنود في نقطة المراقبة كان خائفاً ولم يُطلق رصاصة واحدة".
رسالة مصعب اشتية
كما تم عرض رسالة مُسربة لمصعب اشتيه أحد قادة "عرين الأسود"، والمعتقل منذ 4 أشهر بسجون السلطة.
وقال اشتيه في الرسالة: لا أعلم إن كانت رسالتي هذه ستصل إليكم أم أنها ستبقى حبيسة الجدران.
وأضاف، "إن القلم يعجز عن وصف الحال والمعاناة في هذه المحنة فزنازين ذوي القربى وما كان فيها من تحقيق من جهة وألم فقد الأحبة من جهة أخرى والمرض الذي استجد على حالتي من جهة ثالثة".