نظم برنامج ماجستير الإعلام وعلوم الاتصال في جامعة الأقصى اليوم، ورشة حوارية حول حالة التضامن مع القضية الفلسطينية في مونديال قطر2022.
وجاءت الورشة بعنوان "قراءة إعلامية في مونديال قطر 2022 بعيون فلسطينية".
وشارك في الورشة كلا من الإعلامي الرياضي علاء شمالي، والإعلامي الرياضي مصطفى أبو جبر، والمتطوع في الفيفا والناشط في مجال الإعلام وليد جودة، بحضور أكاديميين من الجامعة وطلبة المساق.
وفي كلمته الافتتاحية للورشة، أشاد رئيس قسم العلاقات العامة بكلية الاعلام أحمد حماد بالتنظيم الذي قدمته قطر من خلال استضافة مونديال 2022، والذي كان بمثابة فرصة لكسب المزيد من التضامن الشعبي والدولي مع القضية الفلسطينية العادلة، من خلال رفع علم فلسطين في جميع المباريات.
وذكر أن هدف تسليط الضوء على التفاعل العالمي مع فلسطين خلال مونديال قطر في هذه الورشة، هو الاطلاع على إسهامات الفلسطينيين خلال هذا الحدث الدولي، هو تجسيد هذه المساهمات على أرض الواقع، والعمل على تطويرها.
وأضاف: "لاحظنا الجهود من مختلف الجهات، والتي كان من أهمهاـ (الدبلوماسية الشعبية)، كجزء مهم من هذا الدور في إبراز القضية الفلسطينية وإعلاء صوتها، وتعريف العالم عليها حيث لم تغب فلسطين وقضيتها عن الجماهير المشاركة في مونديال قطر، بل كانت محوراً رئيسياً في كل مباراة.
كما أكد الإعلامي الرياضي علاء شمالي والذي شارك في تغطية مونديال قطر 2022، أن مشاركة وفود إعلامية فلسطينية والحضور الذي حظيت به فلسطين في المونديال، كان بمثابة حلم فلسطيني.
وأوضح شمالي أن هذا الحلم بدأ بتنظيم دولة عربية لمونديال بهذا الحجم، وهذا التنظيم وهذه الروح التي خرج بها المونديال، ثم بالمشاركة الإعلامية الفلسطينية، وما نتج عنها من خبرات وفتح مدارك أمام الإعلاميين الفلسطينيين.
وأكمل شمالى: "اكتمل الحلم وفي جانبه الأهم في التواجد الفلسطيني في جميع المباريات والفعاليات والأنشطة التي شهدها كأس العالم، وحجم التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية خلال المونديال."
اهتمام قطري
ولفت شمالي إلى أن ما جرى خلال المونديال من تغطيات إعلامية ومواكبة لكل الأحداث، جرى بتخطيط واضح المعالم من قبل الجهات العليا في قطر، مشيرًا إلى أن الدوحة أعطت مساحة لكل الوسائل الإعلامية وخاصة القنوات الفضائية من خلال أستوديوهات منتشرة في كل الأماكن العامة وذلك لتسهيل عمل الإعلاميين.
وأضاف: "عملت قطر على تخصيص مجمع إعلامي متكامل استضافت فيه أكثر من 17 ألف إعلامي من مختلف الجنسيات والدول، بالإضافة لمجمع الفيفا الإعلامي".
وبشأن تجربته الإعلامية لفت شمالي إلى أن قطر أظهرت اهتمامًا كبيرًا بالقنوات والعمل الإعلامي على اختلاف مجالاته، كما اهتمت في منح الإعلاميين الفلسطينيين فرصة للمشاركة والظهور على وسائل الإعلام العالمية خلال المونديال.
وقال: "الظهور الإعلامي على قنوات بالمستوى العالمي يعد أمرًا صعبًا بالنسبة للإعلاميين الفلسطينيين، لكن قطر وفرت فرصة جيدة وهذا الأمر جعل الفلسطيني يتحدث أمام مختلف دول العالم".
وأضاف شمالي، الصحفيون على اختلاف توجهاتهم كانوا يتحدثون عن الشؤون الرياضية، بينما الإعلامي الفلسطيني تحدث بجانب الموضوع الرياضي، تحدث عن قضيته الوطنية"، لافتًا إلى أن القنوات المستضيفة نفسها كانت قد خصصت حلقات كاملة عن فلسطين.
وتابع حديثه "ما شاهدناه خلال المونديال، انعكس على الوقع الإعلامي العالمي، الذي بدأ بالتحدث عن الوجود الفلسطيني في قطر، وأن فلسطين هي المنتخب الفائز معنويًا وشعبيًا بهذا المونديال"، مؤكدًا على أن التجربة الإعلامية الفلسطينية كانت موفقة في نقل قضية فلسطين.
الناشط الإعلامي وليد جودة والمهتم بالشأن الرياضي والذي شارك في المونديال، تحدث خلال الورشة عن أهمية اللغة والمهارات في إيصال صوت فلسطين خلال الأحداث العالمية كمونديال قطر. وقال جودة: "وقع علينا كفلسطينيين عبئًا كبيرًا خلال المونديال، فنحن لم نشارك لتغطية ومتابعة المونديال فقط، انما أيضا لإيصال صوت فلسطين الى كل اصقاع الأرض.
وذكر أبو جبر أن المونديال كان عبارة عن استفتاء عربي وعالمي عن التطبيع، وكيف لم يخرج من أروقة ابتسامات قادة الدول المطبعة مع الاحتلال.
وأضاف "هناك دول عربية تعتبر العلم الفلسطيني هو العلم الأول لبلادها، كالجزائر"، مؤكدا أن فلسطين كانت الغائب الحاضر في المونديال، وكانت الفريق رقم 33 في المونديال وكانت حاضرة في كل المباريات، ومشجعي جميع الدول حملوا علم فلسطين وقضيتها بالإضافة الى الكوفية.
وأوضح الإعلامي أبو جبر أن الفلكلور والأهازيج والدبكة الشعبية الفلسطينية كانت حاضرة وبقوة في عروض يومية بمحيط ملاعب المونديال في قطر وكذلك لتسليط الضوء على الثقافة والتاريخ الفلسطيني.
كما أكد أبو جبر ان المونديال أعاد معه قيماً وثقافات كانت قد بدأت بالتلاشي مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي الذي سبب عزلة اجتماعية في العائلات، وأعاد ملامح العائلة المتكاملة التي تنتظر المباراة يومياً، وتجتمع وتتنافس في التشجيع. وأضاف أن هذه الإنجازات المهمة بحاجة إلى التطوير وعدم الوقوف أمام ذلك. وتساءل "ماذا بعد المونديال، هل لدينا القدرة على البناء على ما حصل في المونديال، خلال المسابقات اللاحقة والتي ستجري خلال هذا العام؟".
توصيات الورشة
وأوصى المشاركون في الورشة بضرورة البناء على حالة التضامن مع فلسطين والتي شهدها مونديال قطر، من خلال وضع رؤية مستقبلية للإعلام الفلسطيني وعمله على المستوى الدولي.
كما دعوا إلى إطلاق مؤسسة إعلامية رسمية تعنى بشأن الإعلام الفلسطيني على الصعيد الدولي، ودعم الفرق الرياضية الفلسطينية ماديا ومعنويا للمشاركة في الفعاليات الرياضية الدولية.
كما أوصى المشاركون بضرورة تدريب الطواقم الإعلامية الرياضية لتغطية الأحداث الرياضية الدولية والمشاركة فيها بالشكل الذي يضمن تحقيق إنجازات في الإعلام الدولي، وتحديدا تأهيلهم على مستوى اللغات الأجنبية.
كما أوصى المشاركون بضرورة العمل على مواكبة التكنولوجيا الحديثة والتطورات الحاصلة في صعيد الإعلام الرقمي، لتسخير ذلك في خدمة الرواية الفلسطينية.
يشار إلى أن، جامعة الأقصى حصلت العام الماضي على اعتماد برنامج ماجستير الإعلام وعلوم الاتصال، والتحقت في هذا البرنامج مجموعة من الإعلاميين وخريجي الإعلام في الجامعات الفلسطينية.