حيفا - خاص صفا
ارتكبت العصابات الصهيونية في مثل هذه الأيام الأولى من السنة الميلادية، العديد من المجازر سنة 1948، في وقت كانت تتحضر فيه الجماهير الفلسطينية لاستقبال عامها الجديد.
وضمن ملف كشف ملفات ومجازر جديدة أطلقته وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" مؤخرًا، تسلط الضوء على بعض المجازر التي ارتُكبت في مثل هذه الأيام سنة النكبة ١٩٤٨.
ويقول المختص بالكشف عن هذه المجازر، المحامي جهاد أبو ريا: "إن المئات من العائلات الفلسطينية كانت تتحضر للاحتفال برأس السنة في مثل هذه الأيام، وتحديدًا بقريتي بلد الشيخ وحواسة شرق حيفا".
ويضيف "كانت العصابات الصهيونية في ذات الوقت تستعد في مكان يُسمى كيبوتس ياجور، لتنفيذ مجزرتها في قريتي بلد الشيخ وحواسة شرق حيفا".
ففي بلد الشيخ، اتخذت عصابات "إسرائيل" قرارها بتنفيذ مجزرة، عقب مهاجمة الفلسطينيين عدد من اليهود داخل مصفاة بترول حيفا، بعد حادثة انفجار قنبلة للاحتلال أودت بحياة عدد من العمال الفلسطينيين، فثاروا بالفؤوس والقضبان على العمال اليهود داخل المصفى، وقتلوا 41 شخصًا، وكان ذلك في 31 ديسمبر عام 1947.
يقول أبو ريا "إن مئات من العمال الفلسطينيين البسطاء كانوا يتجمعون في مدخل مصانع تكرير البترول في حيفا "الريفينري" وينتظرون قبولهم للعمل هناك، وكان داخل المصنع في تلك الأيام، يعمل ٤٧٠ عاملًا يهوديًا و1700 عامل فلسطيني".
وعن تفاصيل المجزرة "كانت سيارة من نوع –تندر" تتجول في البلدة التحتى في حيفا، وفيها عدة أشخاص من أعضاء الإيتسل، وكان يقودها الإرهابي موشيه ليفي، وكانوا يبحثون عن تجمع فلسطيني للقيام بمجزرة".
وحينما "لم تجد المجموعة هدفًا مناسبًا، توجهوا إلى الريفنري ووجدوا العمال العرب، حينها اتصلوا بقائدهم شموئيل مايتن الذي سمح لهم بإقامة المجزرة بين هؤلاء العمال".
وجاء "أن أعضاء العصابة ألقوا ثلاث قنابل داخل تجمع العمال ونتج عن ذلك ١٥ شهيدًا و٥٠ جريحًا".
وحسب أبو ريا، فإنه وبعد هذه الجريمة وكرد فعل بدأ عراك كبير داخل المصنع بين العمال الفلسطينيين واليهود أدى إلى مقتل العشرات من العمال اليهود".
في اليوم التالي وفي الساعة ١١ ليلاً، بدأت عصابة الهجاناة مخططها بتنفيذ مجازر في بلد الشيخ وحواسة القريبتين بزعم أن العمال في الريفينيري هم من بلد الشيخ وحواسة".
أعمال مروعة وشهادة المجرم
واجتمع المئات من أعضاء "البالماح" في مستوطنة ياجور وتلقوا تعليمات بمداهمة قريتي بلد الشيخ وحواسة المجاورتين وقتل وذبح أهالي القريتين وهدم البيوت، وكان من بينهم الصهيوني رحبعام زئيفي، الذي وصف أجواء التحضير للمجزرة أنها "أجواء فرح وعيد".
وفاجأ أعضاء العصابات الصهيونية أهالي القريتين وهم نيام، وبدأوا بمداهمة البيوت وإعدام أهالي البلدتين بالبلطات والفؤوس، ومن ثم ألقوا القنابل داخل البيوت وفجروا البيوت فوق رؤوس أهلها.
وتختلف التقديرات حول عدد الشهداء، إلا أن أبو ريا يشير إلى أن أقل ما ورد "أنه كان نحو 100 شهيد في القريتين".
وتم الكشف عن مقولة لـ"يرحميئل كهنوفيتش"، أحد عناصر البلماح الذين هاجموا بلد الشيخ، قال فيها: "إلى داخل البيوت دخلنا في مكان واحد فقط، بلد الشيخ قرب ياجور، وهناك كان ذلك فعلاً فتاكاً، وكل ذلك،، قال لنا اذهبوا إلى هناك مع بلطات-فؤوس".
وحينما سُئل من الذي قال ذلك، أجاب "فقط شخص واحد يمكن أن يقول، وهو يجئال ألون، وأعتقد أنه لم يكن يوجد سوء تفاهم بينه وبين بن غوريون".
وأجاب عن سؤال حول ما فعلوه في القريتين: "حطمنا الباب ورمينا قنبلة في بلد الشيخ وفعلاً لم تنهض ثانية".
كما سئل عما تسمى "عملية المكنسة" التي كانت عصابات الاحتلال تنتظم خلال في صفوف أثناء ارتكب المجزرة، فقال عنها: "نعم، نتقدم ونصل قرية، نطردها، نجتمع بعدها، نشرب، نأكل قليلاً، وننتقل للقرية التالية".
وخلال المجزرة قتل حنان زلينجر وحاييم بن دور، وكان ذلك صبيحة يوم 1/1/1948، مع العلم أن حنان زلينجر كان ألماني الأصل ولد في برلين عام 1921 وقدم إلى فلسطين عام 1939، وانضم الى عصابات الهجناة وشارك في مجزرة بلد الشيخ وحواسة".
أما "حاييم بن دور"، فهو من مواليد عام 1924بالقدس، وانضم الى عصابات الهجناة وشارك في مجزرة بلد الشيخ وحواسة.
واليوم تكرس "إسرائيل" أسماء مجرمي الحرب وتقوم بتخليد ذكراهم، حيث تطلق أسمائهم على بلد الشيخ وحواسة، فقرية بلد الشيخ تسميها " تل حنان " وقرية حواسة تسميها "بن دور".
م ت/ر ب