web site counter

سيبدأ العمل على تنفيذه هذا العام

"الخط الأزرق".. مسار تهويدي لقطار القدس يُحول أحياءها لـ"كانتونات"

القدس المحتلة - رنا شمعة خاص صفا

مع تشكيل حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو، فإن أولى مهماتها ستكون تكثيف الاستيطان وتوسيعه في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة القدس، التي من المتوقع أن تشهد تصاعدًا كبيرًا في تنفيذ المشاريع الاستيطانية.

وتستعد بلدية الاحتلال في القدس لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية في المدينة المحتلة خلال العام 2023، بعدما أعلنت عزمها استكمال مشروع سكة القطار الخفيف، ليربط مستوطنة "جيلو" جنوبًا، مع مستوطنة "راموت" شمالًا، خلال العام الجاري.

ويعتبر مشروع توسيع "القطار الخفيف" من أهم المشاريع التهويدية التي تنفذها بلدية الاحتلال، استكمالًا لمخطط تهويد القدس، وجعلها مدينة ذات طابع يهودي تختفي فيها كل المعالم الحضارية العربية والإسلامية.

ويتضمن مشروع "القطار الخفيف" ثلاثة مسارات، هي "الخط الأخضر" بطول 20 كم، و"الخط الأزرق" بطول 31 كم، و"الخط البني" بطول 40 كم لم يبدأ العمل به، بالإضافة إلى مسارات فرعية أخرى.

وفي السنوات الماضية، كثفت بلدية الاحتلال من أعمال البنى التحتية، بما يشمل شق شوارع وأنفاق وطرق، لربط المستوطنات المقامة على أراضي شرقي القدس ببعضها البعض، وكذلك ربطها مع المستوطنات في محيط المدينة والشوارع السريعة المؤدية إلى "تل أبيب".

تفاصيل المخطط

الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يوضح أن "الخط الأزرق" يمتد على طول 31 كيلو مترًا، وسيربط بين مستوطنتي "جيلو" جنوبًا و"راموت" شمالًا، مرورًا بمركز مدينة القدس.

ويبين أبو دياب، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن هذا الخط الاستيطاني سيكون له خط ثانٍ يربط قرية المالحة المهجرة عام 1948 مع مستوطنة "راموت"، وصولًا لما يعرف بمنطقة الخان، وسيخدم نحو 250 ألف مسافر يوميًا.

ويضيف أن المشروع الإسرائيلي يتضمن إقامة مسار جديد (الخط الأزرق) للقطار الخفيف لربط الجزء الشرقي للمدينة بشطرها الغربي، ومن المتوقع أن يشمل 41 محطة موزعة على 31 كم من مستوطنة "جيلو"، على طول طريق الخليل، وحتى مستوطنتي "التلة الفرنسية" و"راموت".

ورصدت بلدية الاحتلال نحو 180 مليون دولار لكل مرحلة من مراحل المشروع، إذ بدأت قبل عدة سنوات بتنفيذ مسار "الخط الأخضر"، والذي يبدأ من بلدة العيسوية ومستوطنة "التلة الفرنسية" والجامعة العبرية، وصولًا للجزء الغربي من القدس، حتى مستوطنة "جيلو"، ومن المتوقع الانتهاء من معظم أقسامه في العام الجاري.

وتُنفق حكومة الاحتلال وبلديتها مئات ملايين الدولارات على هذه المشاريع المتزامنة مع توسيع الاستيطان بهدف إيجاد أغلبية يهودية مطلقة بالقدس، وتحويل الأحياء والقرى الفلسطينية في شطرها الشرقي إلى معازل في بحر من المستوطنات.

وحسب أبو دياب، فإن سلطات الاحتلال ستستولي على آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية لصالح إقامة "الخط الأزرق" للقطار الخفيف ومحطاته، ما سيؤدي لتحويل حياة الفلسطينيين في الأحياء والقرى المقدسية إلى جحيم وكارثة.

ويوضح أن هذا المشروع يعد أحد وسائل المواصلات التي تعتمدها بلدية الاحتلال بهدف تكثيف وتعزيز الاستيطان وتسهيل وصول المستوطنين لشرقي المدينة المحتلة، وتشكل فصلًا جديدًا من فصول تهويد المدينة وفصلها عن محيطها.

عزل الأحياء

ومن شأن هذا الخط مسح ما يسمى بـ"الخط الأخضر" الفاصل بين الأراضي المحتلة عامي 1948 و1967، وفرض وقائع جديدة على القدس، وتغيير تاريخها وحضارتها وجغرافيتها، وبما يؤدي لعزل الأحياء والقرى عن بعضها البعض.

ويضيف أن مشروع القطار الخفيف سيؤدي إلى تكريس الوجود الإسرائيلي في المدينة ومزيدًا من بسط الهيمنة والسيادة عليها، حيث ستبدأ بلدية الاحتلال العمل على تنفيذ مسار "الخط الأزرق" خلال العام 2023.

ويأتي المشروع التهويدي ضمن الخطة الخمسية التي وضعتها حكومة بنيامين نتنياهو في مايو/ أيار عام 2018، لتهويد القدس وتغيير وجهها العربي والإسلامي وتهجير أهلها، مقابل زيادة أعداد المستوطنات والمستوطنين، وجعلها مدينة يهودية بحتة.

ويشير الباحث المقدسي إلى أن عدة مؤسسات احتلالية تقوم على تنفيذ المشروع، وهي بلدية الاحتلال، وزارة المواصلات، وما يسمى "وزارة شؤون القدس".

ويؤكد أن حكومة الاحتلال الجديدة ستعمل بشكل حثيث على تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة مدينة القدس خلال العام المقبل، بالإضافة لتقليل عدد الفلسطينيين.

بدورها، قالت صحيفة "كول هاعير" الإسرائيلية إن شركة "موريا" الإسرائيلية تعتزم في العام 2023 "الانتهاء من معظم أقسام "الخط الأخضر" للقطار الخفيف، الذي يشمل 41 محطة موزعة على حوالي 20 كيلومترًا، بحيث يتم الانتهاء من مسار الخط بالكامل باستثناء مقطع واحد بحلول نهاية العام".

وأشارت إلى أنه يجري العمل أيضًا، على إقامة محطة للحافلات لصالح القطار الخفيف في مستوطنة "راموت"، بالإضافة إلى استكمال شق أنفاق أسفل مستوطنة "التلة الفرنسية"، ومضاعفة طريق الأنفاق الذي يُوصل مستوطنات جنوب القدس مع المدينة.

أ ك/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام