web site counter

الداخل عام 2022.. "برميل بارود" قد ينفجر بالحكومة "الفاشية" الجديدة

الداخل المحتل - خاص صفا

"هبة النقب، تنكيل بالمشاركين بهبة الكرامة، ملاحقة الشخصيات المؤثرة، وتفاقم جرائم القتل، وأخيرًا حكومة فاشية جديدة"، كانت تلك أبرز المشاهد والأحداث التي شهدتها الجماهير الفلسطينية في أراضي الـ48 المحتلة عام2022، و"سيُبنى عليها".

ولأن شيئًا من الأحداث والملفات لم تهدأ في الداخل منذ ما قبل عام 2022، وتصاعدت انتهاكات "إسرائيل" وملاحقتها للفلسطينيين، فإن العام 2023 سيكون مليئًا بالأحداث "الغير متوقعة"، حسب قيادات ومراقبين.

ويقول القيادي في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل ونائب رئيس الحركة الإسلامية، الشيخ كمال الخطيب لوكالة "صفا": "إن أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل لا يختلفون فيما يتعرضون له، عن أبناء الشعب في الضفة وغزة والقدس، من حيث استهداف الاحتلال".

ويستدرك "ولكن كان لبعض الأحداث تمايزًا في أراضي الـ48، خاصة في توجهات العنصرية المتصاعدة تجاههم، والتي بدت منذ بداية العام، في الهجمة على النقب، من استيطان وتحريش وتجريف، وهجوم على قرية أم الأطرش، والتي تسببت باندلاع الهبة الشعبية بيناير".

ويشير إلى حملة الاعتقالات "التي نفذتها أجهزة الاحتلال عقب تلك الهبة في صفوف المشاركين والتي طالت المئات من أبناء النقب، ولم تختلف عن هبة الكرامة وما تبعها من أحداث".

ستكون قاسية

ومن أبرز الأحداث والمحطات في عام 2022 بالداخل، استمرار ملاحقة الشبان المعتقلين على خلفية هبة الكرامة التي اندلعت بمايو عام 2021، واستهدف على خلفيتها أكثر من 3 ألاف شاب، بعشرات لوائح الاتهام.

ويرى أن صدور أحكام عالية بحق عدد منهم، وصلت إلى 15 عاما، هي من أهم وأخطر ما شهده أبناء الداخل، خاصة أنها أحكام غير مسبوقة، تركزت على شبان من عكا وطمرة واللد.

ويؤكد الخطيب استمرار هذه المحاكمات، وانتظار أبناء الشعب الفلسطيني المزيد منها، متوقعًا أن تكون "قاسية ضمن محاولات ردع أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل، لمنعه عن الدفاع عن حقوقه وقضاياه المصيرية والوطنية".

"كشف اللثام عن طبيعة الصراع" أيضًا من أبرز ما شهده ولا يزال أبناء الداخل الفلسطيني، ويقصد الخطيب، "انكشاف المشروع الصهيوني علنًا ضدهم، وهذا يظهر حاليًا عبر تشكيل الحكومة الجديدة من أحزاب صهيونية متطرفة، تظهر بشكل واضح عداءها للفلسطينيين، وتحاربهم على الأساس الديني والقومي والثقافي، وليس فقط مجرد صراع سياسي أو على أرض".

تحول الصراع

لكن الخطيب يؤكد أن تحوّل الصراع إلى ديني وقومي عبر هذه الأحزاب المشاركة في الحكومة الجديدة "لن يكون في صالح المشروع الصهيوني، لأنه سيكون صراعًا مع كل فلسطيني وعربي ومسلم، وسيتمدد إلى الدول والأقاليم المجاورة".

ويشدد الخطيب على أن تبعات الهبة الشعبية في النقب وقبلها هبة الكرامة، ليست مجرد حالة وانتهت، بل هي أحداث مميزة في عام 2022، وما تزال مستمرة، نتيجة لتصاعد الاعتداءات على البلدات والقرى، خاصة في الجليل والنقب.

ويخص النقب والجليل بالأحداث "المشتعلة في عام 2023 المقبل، لأن وزير تهويد النقب والجليل من المتطرفين، وهؤلاء لا يخفون مخططاتهم ولا عنصريتهم تجاه الفلسطينيين".

ويذكر الخطيب تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي السابق "غانتس" الأخيرة التي قال فيها "إن عام 2023 سيكون فيه صراع غير مسبوق على مستوى كل الأراضي الفلسطينية، لأنه يعلم طبيعة التشكيلة الجديدة للحكومة الإسرائيلية وسياساتها وتطلعاتها".

ويصفها "إنها الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا منذ عام 1948، وسيواجهها أبناء الداخل العام المقبل، لذلك ستكون هذه الحكومة بحالة احتكاك كبير مع الشعب الفلسطيني، الذي يجب أن يكون بحالة يقظة وتوحد لمواجهتها والأحداث القادمة".

جرائم وحكومة فاشية

من جانبه، يرى المختص بالشأن السياسي في الداخل المحتل سهيل كيوان في حديث لوكالة "صفا"، أن تفكك القائمة المشتركة، وتصاعد الجرائم بشكل مخيف، بالإضافة للحكومة الفاشية الجديدة، هي أهم وأخطر المحطات التي شهدها عام 2022.

ويقول: "إن تفكك القائمة المشتركة كان حدثًا صعبًا، بالإضافة إلى خروج التجمع الوطني الديمقراطي من الكنيست الإسرائيلي، وهو يحمل شعبية واسعة، ومقاطعة الجماهير الفلسطينية للتصويت بشكل ملفت، كلها أحداث هامة، لها ما بعدها".

ويضيف "أيضًا من أخطر ما شهدته الجماهير في الداخل هو ما اختتمت به عام 2022، بأنها بدأت تواجه حكومة إسرائيلية فاشية، تعلن العداء للجماهير الفلسطينية بشكل واضح".

ومن رأيه، فإنه "حينما يتم إعلان حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، ويتولى المتطرف إيتمار بن غفير للأمن الداخلي، هو بمثابة إعلان حرب بالنسبة للجماهير في الداخل، وهو يستفزها، ويجب أن يستنفرها حتى تعلم ماذا تفعل وكيف تواجه هكذا حكومة هذ الأعنف منذ سنوات".

ويحذر من خطورة "تدخل الشاباك في ملفات المعتقلين والأحداث وحتى في ملفات جرائم القتل، التي أصلًا تدعمها المنظومة الأمنية الإسرائيلية"، قائلًا: "هذا أمر غير مسبوق وله تبعات، فيما يتعلق بتدخل هذا الجهاز في قضايا أبناء الشعب الفلسطيني بالداخل".

تبعات وضرورة اليقظة

ويتوافق مع الخطيب بالقول "إن تبعات الهبة الشعبية بالنقب، وهبة الكرامة من قبلها، ما تزال مستمرة، في ظل ملاحقة الشبان ومحاكمة المعتقلين بأحكام قاسية وعالية، يُراد منها تأديب أبناء الشعب في الداخل، وإعادتهم لما قبل يوم الأرض الأول".

ويلفت إلى ملاحقة رفع العلم الفلسطيني والإجراءات والقوانين الجديدة التي تمنع رفعه في أي مكان ومناسبة، بالإضافة لملاحقة شخصيات وقيادات وازنة على خلفية تأثيرها وآرائها الوطنية، ومنع إحياء ذكرى النكبة، كلها محطات مهمة لها دلائل وانعكاسات، ستجعل الصراع يزيد عامًا بعد عام.

وبالعموم-حسب كيوان- فإن أراضي الـ48 تعيش حالة جديدة، ستزداد سوءًا واشتعالًا مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي ستكون الأعنف من حيث التهجير والتجريف والاستيطان، والتضييق على البلدات التي يسكنها الفلسطينيون، خاصة وأن هناك مخططات لدى وزراء هذه الحكومة الجدد تقضي بشكل واضح بتهويد الجليل والنقب، عبر إقامة المزيد من المستوطنات، وتوسيع المقامة حاليًا.

ويشدد على ضرورة وجود حالة وحدوية ونضالية واضحة ووفق استراتيجية تسير عليها الجماهير الفلسطينية، لمواجهة الأحداث التي بجعبة عام 2023.

 

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام