يتحمل العاملون في فرق تنظيف مصارف مياه الأمطار، العبء الأكبر خلال أي منخفض جوي؛ فيما يعدّ عملهم الأهم لضمان ابتلاع تلك الفتحات الأرضية تجمعات مياه الأمطار المحتملة.
ولا يخلُ ذاك العمل من المخاطرة الكبيرة على حياتهم في ظل البرد القارس، فيجازف هؤلاء بحياتهم كما "الفدائيين" عند انسداد تلك المصارف؛ جراء النفايات الملقاة في الطرقات؛ على الرغم من التحذيرات الدورية التي تُطلقها إدارات البلديات المحلية.
ويمكث العاملون في أي منخفض بجوار تلك المصارف المائية لتنظيفها أولاً بأول، وعند فقدان السيطرة خاصة عند هطول كميات كبيرة من الأمطار، يغوص هؤلاء في المياه لسحب النفايات وإعادة تسليكها.
ويقول إبراهيم أبو مصطفى، أحد العاملين في قسم صيانة الطرق وتنظيف مصارف مياه الأمطار في بلدية خان يونس، لمراسل "صفا": "نواجه صعوبة خلال فصل الشتاء في تنظيف المصارف فوق وتحت الأرض؛ نظرًا لوجود كميات كبيرة من النفايات التي يلقيها المواطنون في الطرقات وتجرفها مياه الأمطار، وتتسبب في الغالب بإغلاقها".
ويصف أبو مصطفى عملهم بـ"الخطير والشاق" خلال فصل الشتاء؛ كونهم يعملون ليل نهار لمنع حدوث حالات غرق؛ مطالبًا الأهالي وأصحاب المحال بالتعاون معهم في عدم إلقاء القمامة في الطرقات ووضعها داخل الحاويات.
ويشارك صبري شعت زميله أبو مصطفى ذات المخاوف، في التأكيد على خطورة ومشقة العمل شتاءً؛ قائلاً: "نتفاجأ بكميات كبيرة من النفايات تتجمع داخل وخارج المصارف وتعمل على انسداداها، وغرق المكان المحيط؛ ما يجعلنا نتدخل بشكل فوري ويزيد من العبء علينا البرد القارس، وأحيانًا نبقى لساعات طويلة بجوارها لإزالة النفايات الصلبة.
وينقل هؤلاء العاملون كميات كبيرة من أكياس الرمل ووضعها كسدود مؤقتة بمحاذاة المصارف حتى لا تتدفق لمناطق أخرى؛ فضلاً عن عمليات التنظيف المستمر؛ داعيًا إلى مزيد من الوعي والمسؤولية من قبل الأهالي حتى لا تقع ما لا يُحمد عقباه.
بدوره، يقول رئيس قسم الإعلام وعضو لجنة طوارئ الشتاء في بلدية خان يونس، صائب لقان، "لصفا": " إن عمال فرق طوارئ الشتاء يواصلون عملهم ساعات طوال من أجل تجنيب أبناء المدينة المخاطر المحدقة، التي قد تنتج عن هطول الأمطار خلال المنخفض الجوي".
ويؤكد لقان أن تنظيف مصارف مياه الأمطار بشكل مستمر من المخلفات هو من أولويات اللجنة لمنع انسدادها وبالتالي ارتفاع منسوب المياه في بعض المناطق المنخفضة، والتي قد تهدد حياة السكان وممتلكاتهم بالمخاطر.
ويشير إلى أن العمال يحملون معدات يدوية لجمع النفايات ووضعها في أماكن بعيدة عن مصارف الأمطار، ويتم جمعها تباعًا عبر عربات "الكارو"؛ مضيفًا أنه من الممكن أن يتعرض العمال في بعض الأحيان إلى الإصابة نتيجة لوجود بعض القطع الحادة في النفايات.