يدفع حمودة أبو عمرة، دولابًا خشبيًا يُحرك به "رحىً حجري" قديم، مُعيدًا الحياة له، بعد أن بقي مجرد قطعة أثرية مهملة.
هذا الحجر الدائري كان بمثابة معصرة للزيتون قديمًا، ولم يتبقى في غزة منها سوى ثلاثة، تشهد إقبالاً محدودًا، ويُطلق عليها "المعاصر الحجرية".
فقد تمكن أبو عمرة مع سكانٍ من بلدة القرارة بخان يونس وعاملين في متحف، من نقل ذلك الحجر الذي كان في فناء منزل، ووضعه داخل بيت قديم.
وعكف العاملون على ترميم الحجر وإنشاء حوض ووضعه في مركزه، وترميم المنزل القديم باستخدام حجارة صخرية قديمة.
ويقضي "أبو عمرة" مع عاملين منذ أشهر يومهم داخل المكان الذي تحول لمعلم تراثي؛ ومن المتوقع أن يُعلن عن افتتاحه قريبًا لاستقبال الزائرين.
ويُجسد المكان، من الحجر حتى الجدران الصخرية والقطع التراثية الخاصة بالفلاح عراقة وأصالة الشعب الفلسطيني، خاصة سكان تلك البلدة الريفية التي يشتهر سكانها بالزراعة، والملاصقة للسياج الأمني الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومع دوران حجر عصر الزيتون، يعود بالذاكرة إلى عقودٍ مضت.
ويقول "أبو عمرة" لمراسل "صفا": هذا الحجر من العصر الروماني وفق تقدير العارفين، ما يعني أن عمر هذا الحجر آلاف السنين وقمنا بنقله لنعيد له الحياة".
وتبدأ عملية العصر بوضع الزيتون داخل المصب (الحوض) ثم تنتقل عبر مضخة خاصة تفصل البذور عن الأوراق وبعض العوالق، لتستقر فوق أرضية حجرية مصنوعة من الجرانيت ثم يعمل حجران دائريان ضخمان، مصنوعان من الجرانيت على طحن حبّات الزيتون.
يُشار إلى أن القرارة غنية بالقطع التراثية التي تعود للعصر الروماني والعثماني وغيره، كونها كانت مرتفعة ومحط إقامة للوافدين والمهاجرين قديمًا؛ حيث يعثر السكان خاصة المزارعين على حجارة وقطع فخارية، لا يعرف البعض قيمتها.