كشف الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، يوم الخميس، عن أعمال تجريف تجريها جمعيات استيطانية بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي في أراضي وقفية واقعة شمال بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، والتي لا تبعد عنه 80 مترًا.
ويوضح أبو دياب، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن أعمال التجريف الإسرائيلية بدأت أمس الأربعاء، وما تزال مستمرة، في المنطقة الملاصقة تمامًا للسور الجنوب الشرقي للأقصى، ومنطقة القصور الأموية، وهي أراضي وقفية تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية
وتضم المنطقة آثارًا بيزنطية وكنعانية وفرعونية قديمة، منها منطقة "طنطور فرعون" التي تقع في الطريق الرئيس الواصل بين سلوان والأقصى، والذي أغلقته سلطات الاحتلال قبل سنوات، بإدعاء أنها "قبور وهمية".
ويضيف أن الجمعيات الاستيطانية تنوي إقامة "حدائق توراتية" أو تنفيذ مشاريع أخرى في المنطقة المستهدفة، ضمن مشروع لإحاطة البلدة القديمة والمسجد الأقصى بحزام من "الحدائق التوراتية"، وتهويد المنطقة بالكامل.
ويشير إلى أن المساحة التي يجري العمل على تجريفها تبلغ 50 دونمًا تقريبًا، من المساحة الكلية البالغة نحو 120 دونمًا، وهي عبارة عن وقف إسلامي خالص لا يمكن التعدي عليه بأي حال من الأحوال.
ويبين أن الجمعيات الاستيطانية وسلطات الاحتلال أقامت منصة للجلوس في جزء من الموقع المذكور، بهدف الترويج لروايات تلمودية مضللة، وشرح تاريخ مزور عن المنطقة للزوار اليهود وغسل أدمغة السياح الأجانب، ومحاولة فرض وقائع تلمودية مغايرة لهوية المدينة المقدسة وتاريخها العريق.
تزوير التاريخ
وبحسب أبو دياب، فإن سلطات الاحتلال بالتعاون الجمعيات الاستيطانية لا تتوقف عن محاولاتها لتزوير تاريخ المدينة وتهويدها، ووضع بصمات تهويدية عليها، في خطوة تتنافى مع الاتفاقيات والقوانين الدولية
ويلفت إلى أن سلطات الاحتلال كانت أقامت قبورًا وهمية في منطقة "السلودحة" قرب القصور الأموية في الجهة الجنوبية الشرقية من المصلى المرواني.
ويؤكد أن المنطقة الجنوبية الشرقية تتعرض لمحالات طمس للآثار والمعالم العربية والإسلامية، بهدف محاصرة المسجد الأقصى بالمسارات والحدائق التلمودية، باعتباره الهدف الاستراتيجي للاحتلال وجمعياته الاستيطانية.
وبما أن تلك المنطقة حيوية واستراتيجية للغاية، وتضم آثار قديمة، يسعى الاحتلال لإثبات "وجود حضارة يهودية فيها، رغم أن كل الدلائل أثبتت أن لا أحقية لليهود في القدس".
ويبين المختص في شؤون القدس، أن الاحتلال يريد طرد المقدسيين وإبعادهم عن القدس، لإقامة ما يسمى بـ"أورشليم"- حسب الوصف التوراتي المزعوم.