اكتشف فريق من الباحثين في معهد بيكمان للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة أن القراءة يمكن أن تساعد في الحفاظ على مهارات الذاكرة مع التقدم في العمر، وفقا لما نشره موقع Neuroscience News نقلًا عن دورية Frontiers in Psychology.
وقالت ليز ستاين مورو، الباحثة في معهد بيكمان والتي تشغل أيضًا منصب مدير مختبر تعليم الكبار وعضوة هيئة تدريس في قسم علم النفس التربوي وكبيرة الباحثين في الدراسة، إن إحدى القدرات العقلية، التي تعززها القراءة، هي الذاكرة العرضية، أو ذاكرة الأحداث، والتي تسمح للشخص بتذكر ما حدث في الفصول السابقة من الكتاب وفهم القصة المستمرة، مشيرة إلى أن القدرة الأخرى هي الذاكرة العاملة والقدرة على الاحتفاظ بالأشياء في ذهن المرء بينما ينخرط في عمليات عقلية أخرى. وأوضحت أن ذاكرة العمل تساعد على تتبع الأشياء، التي حدثت في الفقرات الأخيرة بينما يواصل القراءة.
التقدم في العمر
وأضافت دكتورة مورو أن كل من الذاكرة العرضية والذاكرة العاملة تميل إلى التدهور مع التقدم في العمر، لكن القراء العاديين يمارسون هذه المهارات بشكل روتيني في سياقات مختلفة.
وقالت دكتورة مورو إن "هناك أدبيات قوية للغاية تُظهر أن هناك علاقة بين الذاكرة العاملة وفهم اللغة والذاكرة طويلة المدى. يبدو أن ذاكرة العمل تتراجع مع تقدم العمر، ولكن هناك الكثير من الاختلافات، خاصة بين كبار السن".
العلاقة السببية
إن اللغز المحيط بالعلاقة بين القراءة والذاكرة هو ما إذا كانت القراءة تساعد على تحسين الذاكرة أو إذا كانت قدرات الذاكرة العاملة القوية تحسن مهارات فهم القراءة. إن معرفة اتجاه السببية سيكون له آثار مهمة على أنواع العلاجات التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على الذاكرة طوال حياة الفرد.
أجرت دكتورة ستاين مورو وفريق الباحثين متعدد التخصصات، الذي ضم باحثي معهد بيكمان وهم دكتور دانيال لانو، أستاذ علم وظائف الأعضاء الجزيئي والتكاملي، وبروفيسور آرون باربي، أستاذ علم النفس، دراسة لاختبار العلاقة السببية بين القراءة والذاكرة وتحديد أيهما يساعد الآخر.
90 دقيقة 5 أيام 8 أسابيع
قام الباحثون باختيار مجموعة من الكتب الشيقة والجذابة وتم توزيعها على كبار السن المشاركين في الدراسة عبر أجهزة الكمبيوتر اللوحية تم إعارتها لهم طوال مدة الدراسة. تم أيضًا تحميل أجهزة الكمبيوتر اللوحية مسبقًا بتطبيق مخصص يسمح للمشاركين بتتبع تقدم القراءة والإجابة على استبيانات إضافية.
قام المشاركون بالقراءة لمدة 90 دقيقة في اليوم، خمسة أيام في الأسبوع، لمدة ثمانية أسابيع. أكملت مجموعة تحكم نشطة منفصلة ألغاز الكلمات على الأجهزة اللوحية الخاصة بهم بدلاً من القراءة أثناء تتبع تقدمهم باستخدام نفس التطبيق المخصص.
نتائج مشجعة
قالت دكتورة مورو إن مجموعة المشاركين، الذين قاموا بممارسة القراءة لمدة ثمانية أسابيع أظهروا تحسينات كبيرة في الذاكرة العاملة والذاكرة العرضية. بعبارة أخرى، أوضحت الدراسة أن القراءة المنتظمة والمتفاعلة عززت مهارات الذاكرة لدى كبار السن.
يفتح الارتباط السببي بين القراءة والذاكرة عدة طرق جديدة للعلاجات المستقبلية لحالات مثل مرض الزهايمر. ويمكن أن يستكشف العمل البحثي المستقبلي الفوائد طويلة المدى للقراءة أو إمكانية تكييف علاج القراءة حسب الذوق الشخصي للفرد في الكتب.