web site counter

كشف أساليب بشعة

هكذا يبتز محققو "الشاباك" معتقلي هبة الكرامة لانتزاع اعترافات!

الداخل المحتل - خاص صفا

كشف أهالي معتقلي هبة الكرامة التي اندلعت بمايو/أيار العام المنصرم في الداخل الفلسطيني المحتل، والذين يُحاكمون حتى اليوم، عن تفاصيل بشعة لضغوطات وأساليب تعذيب يتعرض لها أبنائهم داخل أقبية التحقيق، لانتزاع اعترافات وارغامهم على التوقيع على لائحة بعدة تهم.

ومن الأساليب التي تمارس بحق معتقلي الهبة، وضع المعتقل في غرفة ضيقة مليئة بمجاري الصرف الصحي، ويكبل على كرسي من حديد لأيام عديدة، دون أن يتم السماح له بقضاء حاجته، وتسليط أجهزة الكهرباء عليه.

هذه الأساليب تكشفت بالتزامن مع موجة محاكمات يتعرض لها معتقلي الهبة بعد ما يزيد عن عام على اعتقالهم، حيث شهدت المحاكم إصدار أحكام عالية بحق عدد من هؤلاء وصلت لـ15 عاما، ما أثار غضبًا واسعًا بين الفلسطينيين في مجمل الأراضي الفلسطينية.

والأحكام التي صدرت بحق عدد من الشبان، جاء بعد انتزاع اعترافات، وإرغام عدد منهم على توقيع ورقة بلائحة تهم، منها "قتل أو محاولة قتل يهود"، وهي تواقيع فعلها المعتقلين ليتخلصوا من التعذيب الشديد الذي يتعرضون له من محققي جهاز "الشاباك".

شبح وسط مياه المجاري

وتقول والدة المعتقل نور واكد من مدينة حيفا لوكالة "صفا": "ابني بقي 44 يومًا في زنزانة التحقيق، ووضعه عناصر الشاباك في مكان ضيق مليء بمياه المجاري، وأجلسوه على كرسي، بحيث لا يتحرك عنه أبدًا لأيام طويلة".

وتضيف "لم يكن ابني يعلم بعدد الأيام، لكنه قدّر لي أنه كان يبقى جالسًا على الكرسي لما يزيد عن ثلاثة أيام مقيد اليدين والقدمين على الكرسي، وكانوا يسلطوا عليه المكيّف على أقل درجة حرارة، حتى كاد أن يتجمد من شدة البرودة".

ومن أساليب محققي الاحتلال لتعذيب معتقلي هبة الكرامة، رفض نوم أحدهم أو الاسترخاء، وحسب والدة واكد "كانوا كلما جاء لينام أو شعروا أنه بحالة نعاس، يطرقوا الباب بقوة ويشتموه بألفاظ نابية".

وطوال فترة التحقيق كان محققي "الشاباك" يضعون المسدس في رأس المعتقل، طول فترة التحقيق معه،وذلك لتخويفه وإرغامه على الاعتراف بما يتم توجيهه إليه.

كما يتعمد المحققون والسجانون بالبزق على المعتقل أثناء وبعد فترة التحقيق، محاولين إهانتهم لدفعهم على فعل أي شيء من أجل الخروج من الوضع الذي يواجهه.ط

الابتزاز بالوالديْن

ولم تتوقف أساليب الضغط والتعذيب عند ما ذُكر، فالمحققون استخدموا أساليب أخرى قذرة، منها إبلاغ المعتقل بوفاة أحد والديه، وتخييره بين البقاء في السجن أو التوقيع على التهم الموجهة، مقابل الخروج لرؤيتهما.

وتقول والدة واكد: "أبلغوا ابني بأنني توفيت في حادث سير، ورأى ابني سيارتي مقلوبة على شاشة الحاسوب، وجنّ جنونه، وأخذ يبكي، وهم يتصنعون بمواساته، ووعده بأن يخرج لرؤيتي وتوديعي قبل دفني، على أساس أنني توفيت".

وأصيب المعتقل واكد (23 عاما) بحالة هستيرية منذ إبلاغه بوفاة والدته، واضطر على التوقيع على لائحة التهم، وما أن انتهى، حتى جاءه أحد المحققين ليسأله: هل تريد منا الاتصال بوالدك أو والدتك لتتحدث إليهم، وكان يضحك، حتى تيقن المعتقل بأنه وقع في فخ الابتزاز والضغط، وأنهم كذبوا عليه ليوقع على التهم.

ولم تصدر محكمة الاحتلال حكمًا  على المعتقل واكد بعد، إلا أن محققي "الشاباك" انتزعوا اعترافاته تحت التعذيب والابتزاز، حتى أنه قال لأمه في زيارتها الأخيرة له: "لو أنهم قالوا لي وقع على أنك قتلت أمك، لوقعت، مقابل أن أخرج وأراكي".

ومن أساليب التعذيب عدم السماح للمعتقل بقضاء حاجته، حيث كان يبقى مشبوحًا على الكرسي، لأيام عديدة، وهو ما كان يمنعه من تناول الطعام أو الماء لفترات، حتى لا يضطر لقضاء حاجته وهو مقيد.

"من الصعب إثباتها"

ويقول المحامي عن عدد من معتقلي هبة الكرامة عمر خمايسي، "إنه لأول مرة يدخل جهاز الشاباك الإسرائيلي لهذه الملفات، أي في ملف مظاهرات هبة الكرامة، والمخابرات الإسرائيلية تتبع أساليب فيها الضغط النفسي أكثر من الجسدي".

ويضيف "أي أننا أمام جهاز لا يكون منه تعذيب بالضرب أكثر من التهديد بالأهل وبأنه سيكون هناك ملفات خطيرة وعقوبة مشددة، وإتعاب وإرهاق المعتقل بظروف الاعتقال في الزنزانة وظروفها، وساعات وأيام طويلة من التحقيق".

ويشير إلى أن معتقلي الهبة كانوا ممنوعين من رؤية المحامين لفترة طويلة، وهو أسلوب يعطي المعتقل شعور بأنه منفصل عن العالم الخارجي، وبالتالي يكون تأثير محققي "الشاباك" له تأثير كبير عليه.

ويؤكد أنه من الصعب إثبات هذه الأساليب المخالفة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية، لعدة أسباب، أبرزها أنها غير موثقة ومن الصعب إثباتها في كثير من الأحيان، رغم تقديم شكاوى ضد المحققين.

ويفيد بأن المسئولين في وزارة القضاء الإسرائيلية لا تقدم أي مسائلة لمحققي المخابرات، لأنهم ينكرون ذلك بكل بساطة، أو لأن لديهم موافقة مسبقة من المسئولين عنهم ومن المستشار القضائي الحكومي لاستخدام هذه الأساليب مع المعتقلين.

وخلال الأشهر الأخيرة، حكمت محكمة الاحتلال بالسجن الفعلي لمدة 15 عامًا على الشاب محمد عمر إغبارية من بلدة معاوية، حيث يعد اغبارية صاحب أعلى حكم حتى الآن من بين معتقلي هبة الكرامة.

كما فرضت المحكمة المركزية الإسرائيلية في حيفا، يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الحبس لمدة 10 سنوات على الشاب أدهم بشير من مدينة عكا.

وفرضت المحكمة المركزية الإسرائيلية في حيفا، يوم 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، على أربعة شبان من مدينة طمرة اعتقلوا في أعقاب هبة الكرامة، الحبس لمدة تراوحت بين 7 و5 أعوام، بالإضافة لآخرين تم حكمهم بالسجن لعام ونصف وعامين وعام، مع فرض غرامات مالية كبيرة.

وشكلت عائلات معتقلي هبة الكرامة ومجموعة من المحامين والنشطاء أمس الأحد، لجان لمتابعة قضية المعتقلين، بهدف إعادة تفعيلها وللمساهمة في طرح أفكار لإسناد المعتقلين وبحث سبل مواجهة الأحكام العالية التي تصدر بحقهم تباعًا.

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام