دعت "جماعات الهيكل" المزعوم أنصارها إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك على مدى الأيام الثمانية لـ"عيد الأنوار- الحانوكاه" العبري، والذي يبدأ اعتبارًا من يوم الأحد المقبل الموافق 18-12، وحتى الاثنين 26-12-2022.
ونصبت الحاخامية الرسمية بالتعاون مع ما يُسمى "صندوق تراث الحائط الغربي"، وبلدية الاحتلال في القدس المحتلة شمعدان الاحتفال المركزي في ساحة البراق غربي المسجد الأقصى، وأعلنت أن إشعال الشمعدان سيتم كل يوم في تمام الساعة 4:30 مساءً.
وسبق ذلك، عقد جماعة "نساء لأجل الهيكل" المتطرفة، أمسية دراسية في مستوطنة "كريات أربع" في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، مساء الأربعاء، لـ"تدارس الارتباط بين عيد الأنوار، والهيكل"، ولحث أعضائها على اقتحام الأقصى.
وتأتي هذه الدعوة في إطار تحضير "جماعات الهيكل" للعيد اليهودي، وتعبئة أكبر قطاع من جمهورها لاقتحام المسجد الأقصى، والمسجد الإبراهيمي في الخليل.
ويتخلل الأمسية الاستفزازية محاضرات تحث على اقتحام الأقصى، وتتحدث عن "أهمية الهيكل المزعوم وارتباط عيد الأنوار العبري به".
تحريض غير مسبوق
وتعليقًا على الدعوات واللقاءات المتطرفة، يقول نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات إن هذه اللقاءات تأتي في سياق التحريض غير المسبوق على المسجد الأقصى، وعلى المقدسيين، وفي سياق تغول الجماعات المتطرفة في إدارة شؤون الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف بكيرات، في حديث لوكالة "صفا"، "ما كان لجماعات الهيكل أن تُعلن عن برامجها ولقاءاتها العلنية، لولا الدعم الرسمي الذي تتلقاه من حكومة الاحتلال، للتحريض على مزيد من الاقتحامات للمسجد الأقصى، ومن أجل البطش وزيادة الانتهاكات بحق المقدسيين".
وأوضح أن "مثل هذه اللقاءات ليست غريبة على المقدسيين، وعلى حكومة الاحتلال أن تتحمل كامل المسؤولية على كل ما ينتج عن هذا الفكر والأيدولوجية الصهيونية، والتي تستهدف علنًا المقدسات الفلسطينية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، وكذلك الإنسان الفلسطيني والمقدسي".
وأكد أن الجماعات المتطرفة تريد أن تحقق أشياء جديدة في المسجد الأقصى، وأن تفرض وقائع جديدة وقداسة يهودية، بديلًا عن دور دائرة الأوقاف في المسجد".
وطالب بكيرات، حكومة الاحتلال بتقييد هؤلاء المتطرفين والجماعات اليهودية، واعتبارها جماعات إرهابية خارجة عن القانون، وأن تتحمل مسؤوليتها إزاء تصرفات ومخططات تلك الجماعات.
تعزيز الرباط
ودعا المقدسيين إلى زيادة صمودهم وثباتهم ورباطهم في الأقصى، والالتحام في أرضهم وبيوتهم، لمواجهة ممارسات الاحتلال وجماعاته المتطرفة، وتلك الأيدولوجيات الخطيرة، مع ضرورة الحفاظ على هويتهم ووجودهم في مدينة القدس.
وحث بكيرات، العالم العربي والإسلامي على ضرورة العمل على تفعيل الدور الدولي ضد هذه الجماعات المتطرفة وتقديمها للمحاكمة، باعتبارها جماعات إرهابية مارقة، يجب محاكمتها على ما تقوم به بحق المقدسات، وتحديدًا المسجد الأقصى.
وحذر من مخاطر وتداعيات ما تخطط له "جماعات الهيكل" ضد الأقصى خلال عيد "الحانوكاه" الأسبوع المقبل.
وأشار إلى أن "ذلك سينعكس سلبًا على المجتمع المقدسي، لما سيتخلله من اعتقالات وإبعادات أكثر عن المسجد المبارك، وربما حدوث صدامات مع قوات الاحتلال، إذا ما حدث أي تغيير على القداسة الإسلامية أو تقسيم مكاني فعلي للمسجد".
بدوره، قال المختص في شؤون القدس زياد إبحيص إن "جماعات الهيكل" المتطرفة تدعو لاقتحام المسجد الأقصى كمقدمة ضرورية لتأسيس "الهيكل" المزعوم، مع تجنب صحن الصخرة المشرفة فقط، باعتباره هو مركز "القداسة اليهودية" المزعومة.
وأوضح أن الحاخامية الرسمية تنصب الشمعدان في ساحة البراق، تمهيدًا للاحتفال به على أرض حارة المغاربة المهدومة بعد اغتصابها من الوقف الإسلامي.
وأضاف أن الجماعات المتطرفة تسعى ومنذ عام 2017 إلى تطوير عدوانها خلال "عيد الأنوار" ليتحول إلى ساحة الإمام الغزالي أمام باب الأسباط مباشرة، بحيث تشعل الشمعدان ملاصقًا للباب تمامًا، مطالبة بإدخال طقوس إشعاله إلى داخل المسجد الأقصى.
وفي الوقت نفسه، يتعمد المستوطنون نقل الرقص والغناء والاحتفالات بهذا العيد إلى مختلف أبواب الأقصى ليلًا، كأبواب السلسلة والغوانمة والقطانين، مستفيدين من حكم كانت المحكمة الإسرائيلية العليا منحتهم إياه في 17 ديسمبر 2017، ويقضي بالسماح بصلوات اليهود الجماعية العلنية على أبواب الأقصى من الخارج.